علي أحمد مثنى -
يصادف الثامن من مارس من كل عام العيد العالمي للمرأة تكريماً وتقديراً للمكانة العالية التي قدمتها عبر العصور باعتبارها نصف المجتمع الذي يكمل مسيرة النصف الآخر لتستمر الحياة..
—منظمة الأمم المتحدة اعتمدت اليوم العالمي للمرأة لأول مرة سنة 1977م ليتحول هذا التاريخ إلى رمز لنضال المرأة وحقوقها يُحتفل به سنوياً وتخليداً لحادثة يوم 8 مارس 1908م بقيام صاحب مصنع نسيج أمريكي بإحراق المصنع مع العاملات بلغ عدد ضحاياه 129 عاملة بسبب اضرابهن عن العمل داخل المصنع للمطالبة بتحسين أجورهن..
— الإسلام وتكريمه للمرأة من القيم التي يراعيها الإسلام هي قضية العدل والمساواة في نطاق التدافع وليس الصراع ليتحقق التوازن الذي ينهي التمايز ويتيح فرص التكامل بين مكونات المجتمع رجال ونساء
—حول رعاية الإسلام للمرأة يقول الدكتور صالح قاسم الخمري أستاذ التفسير وعلوم القرأن بجامعة صنعاء : الإسلام كرم المرأة في جوانب كثيرة وذكرها القرأن في ثلاثه مواضع
(ملكة سَبأ ، امرأة فرعون ، مريم العذراء) ومن تكريم الإسلام للمرأة نلخصها في:
1–المرأة مساوية للرجل في كل شيء.. قال تعالى:(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة بما أنفقوا)
2–للمرأة المسلمة ذمتها المالية المستقلة قال تعالى:(للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).
وقال النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (النساء شقائق الرجال) وفي خطبة الوداع أوصى بهن خيراً ، وجعل الإسلام التعليم فريضة على المسلمين جميعاً ذكورا وإناث
3– للمرأة حق مزاولة الأعمال والوظائف العامة والخاصة التي تتناسب مع تأهيلها وقدراتها..الخ.
4–من يريد رؤية أكذوبة حقوق المرأة في شعارات الغرب الزائفة فلينظر لمواقفه المخزية من جرائم إسرائيل تجاه نساء وأطفال غزة
— نساء خلدهن التاريخ
عينة من الأسماء النسائية ذكرها التاريخ على سبيل المثال : الملكة بلقيس (ملكة سبأ) التي أشار إليها كتاب الله القرآن الكريم وخصص لها سورة سَـبَأ ، (الملكة أروى بنت أحمد) والشواهد تظهر براعة حكمهما وتعدد إنجازاتهن حتى الآن ، الملكة زنوبيا ملكة تدمر ، اليزابيت ابنة هنري الثامن(حكمت بريطانيا 45 سنة) ويقولون بأنها المؤسسة الحقيقية للإمبراطورية البريطانية ، كاترين قيصرة روسيا (حكمت 34عاماً) ، وفي القرن العشرين المرأة الحديدية مارجريت تاتشر بريطانيا ، انديرا غاندي الهند ميركل ألمانيا
— المرأة والحكم: تظهر نتائج حكم المرأة وبواسطة صناديق الاقتراع نجاحات وإنجازات مدهشة في السياسة والاقتصاد والمال والأعمال، ابرزتها مؤشرات نتائج برامج التنمية المقترنة بالطموح والإصرار على النجاح بفعل النزاهة وانخفاض معدلات الفساد بكل مكوناته ، والنموذج اللافت د.حليمة يعقوب رئيسة وزراء سنغافورة وهي من (أصول عربية إسلامية) قالت بداية حكمها: (أخشى الله وأخافه) ومؤشرات حكمها تقول : نسبة الفساد صفر معدل البطالة 1℅ ، 10 آلاف مشروع عملاق، 85 ألفاً متوسط دخل الفرد ، وهذا يعتبر معجزة بكل المقاييس مقارنة بطبيعة ضعف الموارد وتنوع الأعراق والأديان ولكن بالتعليم والتدريب التكنولوجي الراقي وصفرية الفساد والتعايش بالسلم الأهلي أبهرت العالم ، أيضاً إنجازات الحكومات النسائية في عدد من الدول الاسكندنافية مثل إيرلندا ، فنلندا ، ودول في أمريكا الجنوبية..الخ، وفي الغالب تحقق نجاحاً وباجتهاد وتحد والحرص على عدم الوقوع في الفشل والتغثر لترفع من معدلات التنمية بكل قطاعاتها بتقدم مضطرد..
— المرأة في الدول الإسلامية : يقولون إن دخول المرأة إلى ملعب السياسة والحكم كان ولا يزال شاقاً نتيجة احتكار الرجال المستقوي بالتعصب الديني والاجتماعي... خاصة في العالم العربي والإسلامي ومع ذلك استطاعت تجاوز كل القيود والصعوبات لتصل الى منصب رئيس وزراء في أكبر دول إسلامية {بني ظير بوتو باكستان ، خالده ضياء بنغلادش ، تانسو تشيلر تركيا...}
— الشخصيات النسائية التاريخية العربية البارزة: نشير الى عينة فقط من التميز للمرأة العربية :
– سفانة بنت حاتم الطائي كان لفصاحتها عقب عرضها على النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم عندما تم أسرها مع عدد من قبيلة طي ومما قالت : هلك الوالد وغاب الوافد فإن أبي كان سيد قومه يفك الأسير ويقتل الجاني ويحفظ الجار ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ويعين على نوائب الدهر وما أتاه أحد في خاصة فرده خائباً فقال النبي عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام هذه صفات المؤمنين حقاً ..خلوا سبيلها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق.... أو كما قال
- ومن القصص التي يرويها التاريخ النسائي قصةالخيزران أم هارون الرشيد وزبيدة زوجته ومبادرة الأخيرة بتمويل كبير لتوفير مياة في مكة وتيسيره للحاج ، قصة الخنساء اسمها الحقيقي (تماظر بنت عَمر) وهي القائلة في رثاء أخيها صخر:
وأن صخراً لتأتم الهداة به ....كأنه علم في رأسه نار
وقصة شجرة الدر وصراع الحكم ..الخ
- جميلة بو حريد الأسطورة تعتبر المناضلة الجزائرية النموذج النسائي العربي الابرز في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي وقد تابعت الجماهير في خمسينيات القرن الماضي قضية اعتقالها والحكم عليها بالإعدام فهزت الضمير العالمي وخرجت الملايين تنديداً بتعذيبها والحكم بإعدامها مما اضطر السلطات الفرنسية العفو عنها وإسقاط حكم الإعدام عام ١٩٥٧م
– أم كلثوم معجزة الغناء العربي كوكب الشرق ومازالت رغم رحيلها أسطورة الفن والصوت الذي تتطابق معادلته مع درجات السلم الموسيقي (16 نغمة) وبروعة صوتها سهل على الملحنين التفاعل بإنتاج أجمل الغناء والطرب العربي خلال القرن الماضي..
— نساء مبدعات ومخترعات
المرأة باجتهادها وطموحها وإصرارها حققت إبداعات في الاختراع والابتكار في مختلف شئون العلم والمعرفة والطب والإدارة والسياسة والاقتصاد والثقافة والأدب والبحث العلمي والتكنولوجي استفادت البشرية منها وكان دافعها الرئيس شعورها بالمسئولية والأمانة والعفة والخوف من الفشل والواقع أثبت جدارتها وبشجاعة قبولها للتحدي فنجحت وتفوقت وحصدت نصيباً مناسباً من الجوائز العالمية كجائزة نوبل بكل أهدافها وأغراضها السياسية والإنسانية والعلمية..الخ، وحصدت جوائز رفيعة وعالمية في مختلف أنشطة الرياضة وجوائز قارية مثل جائزة البوكر الاروبية الرفيعة... لا يتسع المقال لذكر إحصاءات عن أنواع الجوائز والأسماء والسنوات والتخصص...
— ختاماً يقول الشاعر المرحوم محمد حسين الشرفي يرحمه الله
– أنثى أنا نصف الحياة وكم أرى
...عمري يضيع على أمان خداع
– أنا بنت بلقيس الشموخ
وأنا لأروى وهي لي من منبع
– أهوى بأن يقتات حمرة وجنتي
حقلي ويأكل سحر عيني مصنعي
– وألقى بالعمل الشريف أناملي
وأخط فوق تراب أرضي موضعي
– وأعيش للأجيال أَمٌاً تحتوي
بضلوعها فجر البنين الرضع
— المرأة اليمنية كان لها حضور إيجابي منتج ومشرف وفاعل ومجتهد وأمين ونزيه في كل الانشطة والأعمال التي تولت مسؤوليتها في مختلف المناصب الوزارية ، الإدارية والمالية ، الاقتصادي ،الأكاديمية والإعلامية والثقافية والفنية بكل فروعها ومسئوليات بعض المنظمات الأممية سواء داخل اليمن الكبير أو في الخارج تستحق الإشادة والتقدير والحوافز المادية والمعنوية..
نقول لكل من يهمه الأمر هيئوا الفرص للمرأة اليمنية وامنحوها التشجيع والتعليم والتأهيل ستكون النتائج بالنجاح العالي المشرف ، ولنا في د.حليمة يعقوب (سنغافورة) نموذج نقتدي به...
وكل عام والمرأة اليمنية في عيدها العالمي بألف خير وتميز ونجاح والسلام حياة ونهضة وتنمية ..
وسيبقى نبض قلبي يمنيا