الميثاق نت -

الإثنين, 11-مارس-2024
الميثاق نت - جميل الجعدبي: -
أكد عاملون في زراعة وإنتاج وتصدير البُنّ اليمني على ريادة البن اليمني عالمياً لجهة جودته العالية ونكهاته الفريدة، وهو مايعني تبعاً لذلك ارتفاع أسعاره في الأسواق الخارجية وتربعه صدارة القهوة عالمياً..

ودعا مشاركون في معرض صنعاء الدولي للقهوة والمهرجان التسويقي للبُن، إلى تقديم المزيد من التسهيلات التي تمكّن منتجي ومزارعي ومصدّري البن اليمني من تسويقه خارجياً بسلاسة والترويج له في الأسواق الأوروبية والعالمية كسلعة نقدية استراتيجية يمكن لها الإسهام في التنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني..

المعرض والمهرجان اللذان نظمتهما اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري، خلال الفترة 3- 7 مارس 2024م بحديقة السبعين بصنعاء، شهدا عروضاً لأنواع البن وأصنافه من 140 مشاركاً من العارضين والمصدّرين والمؤسسات والشركات المصدّرة للبن والمنتجين والمزارعين وتجار البن والمتذوقين..

* شجرة تفاحية ودسومة عالية

من متجر/ خيمة (قطوف سبأ) لتصدير المنتجات اليمنية، يؤكد ناصر أحمد صالح، ارتفاع الطلب الخارجي على البن اليمني، غير أن تداعيات الحرب والحصار أثرت سلبياً على توفير الطلبات الخارجية، منوهاً إلى عوائق تأخير قيمة المنتج خارجياً إلى فترات طويلة..

مشيراً إلى استفادتهم من المعرض والمهرجان في تعريف الجمهور وعُشَّاق القهوة بمنتجات البن، والبيع مباشرة للمواطنين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف بين عدد واسع من المشاركين القادمين من مختلف محافظات الجمهورية..

بالجوار من هذه الخيمة يشير عصام غازي، متجر (رويال موكا) إلى تميُّز البن اليمني بأن شجرته تفاحية كما أنه يتميز بالدسومة العالية، وهي ميزات تجعله ذات جودة عالية على مستوى العالم، لافتاً كذلك إلى تميّز البن اليمني دوناً عن غيره بجينات خاصة ليست موجودة بأي بُن في العالم، ومنوهاً إلى إمكانية استعادة البن اليمني مكانته التاريخية والحضارية..

* تسويق الكتروني محفوف بمخاوف الغش

في متجر (موكافيين) الالكتروني تقول أشواق القديمي، المشاركة في المعرض والمهرجان، إنها تشارك في المعرض للسنة الثالثة على التوالي، مشيرةً في تجربتها لتسويق وبيع البن اليمني الكترونياً إلى تخوُّف المستهلكين من أن يكون البن تعرض للغش"غش البن اليمني من بعض التجار تسبب في ضرب سمعته"..

موضحةً لـ(الميثاق) أنّ الغش هنا يتم عبر خلط كميات قليلة من البُن اليمني مع كميات كبيرة من البن غير اليمني، ومنوهةً إلى وقوع حالات خداع قليلة، وأنّ من يقومون بمثل هذه الأعمال يتسببون في إلحاق الضرر بالبن اليمني وبمنتجيه ومصدّريه..

وتطمح القديمي مستقبلاً إلى خوض تجربة بيع البن اليمني بمختلف أنواعه مباشرة للجمهور، مشددةً على أهمية دور وسائل الإعلام في رفع مستوى الوعي بأهمية زراعة البن اليمني وما يمتاز به من خصائص ومميزات فريدة..

* إجراءات تشجيعية لمزارعي ومُنتِجي البُن

المتخصص في إنتاج وتصدير البن اليمني هشام المطري، يطالب من جهته بالمزيد من التسهيلات والإجراءات التشجيعية لمزارعي ومنتجي ومسوّقي البُن اليمني الذي يؤكد على الجودة العالية لكل أنواعه..

مشيراً في هذا السياق الى إمكانية خفض رسوم الجمارك أو أجور الشحن قائلاً: " إذا أردنا إرسال عينات يتطلب منا دفع أجور شحن أكثر من قيمة البن نفسه وهذا يعيق علينا إخراج البن اليمني إلى دول أوروبا على سبيل المثال".. مفترضاً تسهيل عمليات إخراج البن اليمني إلى الأسواق العالمية..

منوهاً إلى أن المعرض والمهرجان جمعا عدة مشاريع ريادية كلهم تحت سقف واحد ومكنَّا الجمهور من التعرف على أنواع وأصناف البن، وذلك بالتزامن مع حلول يوم 3 مارس اليوم الوطني لدعم البن اليمني..

وفي حديثه لـ(الميثاق) لفت المطري إلى عمليات غش يتعرض لها البن اليمني خارجياً.. "أصبح محارَباً خارجياً ومن مصادر خارجية".. موضحاً أن البن اليمني يتميز بنكهات فريدة وعندما يتم خلط بن يمني مع خارجي فيتسبب ذلك في إضعاف نكهة البن اليمني وإفسادها..

ويرى المطري أن من الطبيعي ارتفاع سعر البن اليمني خارجياً نظراً لجودته "والبيئة نفسها تجعل من نكهته فريدة على مستوى العالم"، معتقداً أن هذا السبب يغري البعض لعمليات الغش..

* خفض رسوم الجمارك

ومن خيمة (يمن موكا كافيه) لتصدير وإنتاج البُن اليمني، تأمل جنّات غازي، خفض رسوم الجمارك على تصدير البُنّ اليمني، وبما يحفّز مزارعي ومنتِجي وتجار البن في الداخل على تكثيف اهتمامهم بالمحصول وتسويقه خارجياً بسهولة..

معتقدةً أنّ مثل هذه الإجراءات التشجيعية سوف تدفع بالمزارعين إلى العناية بزراعة البن وتوسيع مساحات زراعته، والتوجه إلى إحلاله بديلاً عن أشجار القات، وهو الأمر الذي سوف يسهم في دعم الاقتصاد الوطني بالعملات الصعبة والأجنبية من عائدات تصديره إلى معظم الأسواق الخارجية..

وفيما تؤكد جنات على احتفاظ البن اليمني بموقع الصدارة عالمياً، واستمرار الطلب الخارجي عليه، تشير إلى أن المشكلة تكمن في الكلفة العالية لتصدير البن، "الطلب من الخارج موجود ولكن المشكلة عندنا في اليمن"..

في سياق متصل يقول المختصون في خيمة (شركة صناعات العزي المحدودة) إنهم ساهموا في دعم مزارعين في مديرية حراز بمحافظة صنعاء لقلع أشجار القات وإحلال أشجار البن بديلاً عنها، في حين يشكو المختصون في خيمة (مؤسسة الحسيني- بيت البن اليمني) استمرار وجود بُن خارجي في الأسواق اليمنية..

وتقدّر مؤسسة الحسيني المساحة الزراعية المخصصة لزراعة البن في اليمن بنحو 34497 هكتاراً، وعدد العاملين في هذا المجال قرابة مليون شخص، فيما تقدر (مؤسسة الثريا للاستشارات الزراعية) إنتاج اليمن من البُن بنحو 40 ألف طن، يصدر منها للخارج حوالى 20% فقط..

إلى ذلك كانت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أفادت بأن البن اليمني يكتسب شهرة عالمية بفضل جودته العالية، ويحصد الإشادة كأفضل بُن في العالم، وأوردت في تقرير لها أن الرطل الواحد منه يُباع بقيمة 240 دولاراً، ما يعني أن سعر الكيلو الواحد يساوي حوالي 500 دولار، وأن الطن يصل إلى نحو نصف مليون دولار.

وتنتشر زراعة البُن في المرتفعات الوسطى والشمالية والغربية لليمن، وتنمو شجرة البن على ارتفاع يتراوح ما بين 700 و2,400 متر عن سطح البحر، في مناخ استوائي حار رطب خلال فترة النمو، وحار وجاف في فترة القطاف.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 24-يونيو-2024 الساعة: 01:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65691.htm