الميثاق نت -

الثلاثاء, 19-مارس-2024
يحيى العراسي -
نصف قرن مرّ بنا على تولّي الأستاذ يحيى العرشي وزارة الإعلام والثقافة في مطلع العام 1976م وتحديداً في الرابع عشر من يناير قادماً من قيادة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة -حسب ما أتذكر- وقبل ذلك منذ العام 1968م شغل العديد من المناصب والمسؤوليات، حيث أتى إلى الوزارة في ذروة النشاط والتطلعات للتطور والنهوض في مجالات الإعلام والثقافة في العديد من الجوانب والمستويات المهنية والإدارية وفي ظل نشاطات الدولة حينذاك لبناء المؤسسات والكوادر المؤهلة والتخصصية وتعاظم العطاءات في مجالات التطور والنمو، واستقطب في سبيل ذلك كافة الخبرات والتخصصات العليا في المجالات الإدارية والمهنية وترجمة التطلعات والآمال إلى آفاق مستقبلية منشودة، فكان للأستاذ يحيى العرشي عطاء عظيم ودافق من خلال تولّيه مسؤوليات البناء والنهوض في الجوانب الإعلامية والثقافية، إذ عمل خلال أشهر بعد تولّيه الوزارة على إنشاء وقيام المؤسسات وانتشال الإعلام من الوضع المتردي والبائس والنهوض به إلى آفاق تطورية أوسع وحقق بذلك متغيرات إيجابية وكبيرة جداً؛ حيث كُنا مثلاً في وكالة سبأ للأنباء وصحيفة الثورة أشخاصاً يُعدون بأصابع اليدين، ومهام فردية غير منظمة ومتواضعة وفي مبنى من الطوب (اللبن الطيني) مكون من ثلاث غرف، وتحقيقاً للتطلعات المستقبلية كانت الآمال ملء القلوب والعقول؛ وتحت قيادته في الجانب الديمقراطي تم تشكيل الجمعيات والنقابات المهنية ومنها جمعية الصحفيين اليمنيين في شمال الوطن حينذاك في تجمع مهني ديمقراطي متخصص، وعقد أول مؤتمر لجمعية الصحفيين اليمنيين وبحضور عربي بارز في مقدمته الأخ كامل زهيري نقيب الصحفيين المصريين، والأستاذ محمد الشناوي مستشار إعلامي وصحفي كبير من الخبرات العربية المصرية المتقدمة، وبهذا تم انتشال قطاع الإعلام والصحافة والثقافة إلى آفاق التطور والنمو واستشراف المستقبل لمواكبة التطورات النهضوية في هذا الجانب، كما كان لقيام المؤسسة العامة للصحافة والأنباء دور تنموي ومتطور إلى آفاق العطاء والنهوض في مختلف الجوانب الإدارية والمهنية والخروج من قوقعة الرتابة ومخلفات الماضي، كل ذلك بجهود ومتابعات وإشراف وتوجيهات أستاذنا العزيز يحيى العرشي.. ونشير هنا إلى جانب مهم جداً في طبيعة اتخاذ القرارات المدروسة وانتقاء الكادر القادر على العطاء وإبراز قدرات الشباب المؤهل والتوَّاق إلى العطاء والمستقبل الزاهر، وترافق ذلك العمل الوطني العظيم بالاتجاه إلى تجهيز المقرات والمباني المناسبة المواكِبة لتلك التطورات في هذا المنحى المهم، وكذا إيفاد البعثات الدراسية في العديد من المنح المقدمة من الاتحاد السوفييتي ومصر والعراق وسوريا وغيرها، بأعداد كبيرة جداً والتي عادت بدورها للعمل في مختلف المرافق بصورة متطورة وبمهام متعددة..

ولا نُجانِب هنا الحقيقة والواقع بأن الباني الأول والحقيقي للنهوض الإعلامي والثقافي خلال النصف الثاني من القرن العشرين هو الأستاذ يحيى حسين العرشي بإرادته الوطنية القوية والمخلصة وإصراره المُطلَق على تجاوز كافة العقبات والمصاعب في طريق تحقيق تلك الغايات والنجاحات الباهرة..

ولعل من الإنصاف والواجب والمهم التطرق إلى ما قام بإنجازه وعمله في طريق إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني وقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م عند تولّيه منصب وزير الدولة لشؤون الوحدة، فقد كان لابن العرشي يحيى بصمات ودور استثنائي بارز بالتفاهم والتناغم مع نظيره الجنوبي المناضل راشد محمد ثابت في التمهيد والتقريب باتجاه إعادة وحدة الوطن ولَمّ شتاته.. وشخصياً رافقتُه عدداً من المرات في رحلاته المكوكية بين صنعاء وعدن وشهدتُ ولمستُ حجته النافذة وفرض منطقيته وسلامة وقوة طرحه متعدد الجوانب والأوجه وما كان يلقاه من إصغاء ووِفاق واتفاق..

*خاطرة شخصية

فيما يخص إشكال إداري واجهتُه حول حقوق غذائية ومالية في 22/3/1977 أُحيل الطلب إلى وكيل الوزارة حينذاك الفقيد المرحوم بإذن الله تعالى حسن أحمد اللوزي الذي أجاب بالتالي:
يُعتمد له عشرة ريالات قيمة غذاء حين التواجد في مطار صنعاء الدولي على أن لا تُستغل هذه الموافقة..
٢-يتم صرف إحدى المسجلات الثلاث المشتراة من السعودية..
عرضت ذلك على الوزير يحيى العرشي الذي أخذ الورقة من يدي وأضاف: ويُعتمد للأخ يحيى العراسي ثمانمائة ريال إلى جانب الإضافي والحافز المناسب.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65744.htm