مطهر الأشموري - أسوأ مافي مأساة غزة والشعب الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر 2023م، هو الموقف العربي الإسلامي الذي لم يصل إلى الحد الأدنى المفترض أو المطلوب..
الأخطر من هذا الموقف العام في إجماله أن يكون هناك أنظمة غير ما تلعبه من فوق الطاولة تلعب من تحتها أيضاً ـ مع ولصالح ـ الكيان الصهيوني وأمريكا بالتأكيد هي المؤثر الأكبر والدافع الأقوى لمثل ذلك..
ومع الأسف فهذا الدور من فوق وتحت الطاولة تؤديه أنظمة عربية حتى باتت هي الفاعل والتفعيل ضد فلسطين "الشعب والقضية"..
في مواقع التواصل الاجتماعي بين "البارزة" أُريد إختراع دور "بطولة" لرئيس الإمارات محمد بن زايد ربطاً بالميناء البحري الأمريكي في غزة..
ومن تفاصيل البطولة أن بن زايد رفض التحدث مع نتنياهو ورفض وساطة رئيس الكيان الصهيوني للتصالح..
ليس ذلك فحسب، بل أن رئيس الإمارات ضغط على أمريكا بل وهدد "بايدن" بأنه سيقوم بقطع الجسر البري الذي يمد الكيان بما يحتاجه ويمر بثلاث دول عربية هي السعودية والإمارات والأردن..
الدور البطولي هو أن بن زايد من فرض وأجبر أمريكا و"بايدن" على خطوة وقرار ميناء عائم في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية كما يزعمون، وبالتالي فتفعيل الجسر البري هو عمل وتفعيل فوق الطاولة، أما مسرحية أو مسرحة الميناء الغزاوي والدور البطولي لرئيس الإمارات فهو تحت الطاولة، وبالتالي فحكام الدول العربية الثلاث هم جهاديون ومجاهدون أكثر من الشعب الفلسطيني ومن أبناء غزة لكنه لا أحد يريد إنصافهم ويلحق بهم ظلم أكثر من مظلومية الشعب الفلسطيني ومأساة أبناء غزة..
إذا كان هؤلاء الحكام لم ينصفوا بل ومورس عليهم هذا الظلم الجائر فلماذا لايطرح ذلك في وسائل إعلامهم وهي الأكثر والأوسع، ولماذا اللجوء لمواقع التواصل الإجتماعي وببصمة من الخيال "الهوليودي"؟..
رئيس الإمارات وحكام السعودية والأردن ساروا في فتح هذا الجسر لصالح مجرمي العصر الذين يستخدمون التجويع سلاحاً لإبادة الشعب الفلسطيني شامل التدمير وبأفتك الأسلحة الأمريكية الغربية في تفعيل الإبادة ـ ساروا في مشروع جسر العار ـ ليستعملوه فقط لتهديد نتنياهو الكيان وبايدن أمريكا..
جسر العار هو بطولة "خرجت من رحمه بطولة هوليودية" فرضت على أمريكا وبايدن ونتنياهو أن ينحنوا أمام محمد بن زايد وينفذوا ما وجه به وأمر، فماذا يمكن أن يطلب منهم أكثر من ذلك أو أعظم؟..
أحد الحكام العرب بعد وعد "بلفور" كتب خطياً ماطلب منه وقال "لامانع لدي من منح فلسطين وطناً لليهود الطيبين"، وهؤلاء مارسوا مثل ذلك عملياً بفتح جسر بري على وجه السرعة لليهود الطيبين، بالمقابل قد يموت الشعب في غزة عن بكرة أبيه قبل وصول الميناء والدعم الموعود والذي يحتاج لبضعة شهور، والأهم هو أن أمريكا هي إسرائيل وهذا الحل الأمريكي هو نقله من الكارثة القائمة إلى "مكارثية" للشعب وللقضية الفلسطينية، ولو نجحت هذه "المكارثية" كمشروع أمريكي ـ صهيوني "لاسمح الله" فدور البطولة ستقرى حقائقه واستحقاقته لـ "بن زايد" ورفاقه في خط الصهينة المكشوف ومايراد إخفائه مؤقتاً ومن قديمه إلى جديده وما يعتمل جديداً أو تجديداً..
نعم قد يكون بين بايدن أمريكا والصهيوني نتنياهو تباينات أو حتى خلافات كما يطرح البعض، ولكن هذا الخلاف لايؤثر على الإستراتيجي بل يوظف لصالح الاستراتيجية والاستراتيجي، ومن يقول غير ذلك فإنه لايفهم سياسة ولايعرف أمريكا الشريكة المتماهية صهيونياً بما يجعلها كإدارات أو أنظمة أكثر صهيونية، وعندما يقول بايدن "أنا صهيوني" فالمدلول الأهم لذلك هو ضعفه أمام الصهيونية فهي إن لم تكن "إلهه" فهو يقدسها بمستوى "الإله" كما أنظمة عربية تتعامل مع "أمريكا" للأسف..
الشعب الأردني سار في تظاهرات متواصلة ضد ما أسموه جسر "العار"، ولذلك فإن ملك الأردن وزوجته سارا في إنزال مساعدات من الطائرات..
وفي هذا السياق جاءت تصريحات النظام الأردني لتنكر أي جديد في التواصل والتوصيل برياً إلى الكيان والموجود هو المعتاد أو الطبيعي قبل مأساة غزة..
لكن "بن زايد" وقد أنجز مالم تستطعه الأوائل ولا الأواخر "الميناء العائم الأمريكي" نسف من حيث يعي أو لا يعي أطروحات وتصريحات النظام الأردني، فتهديده لأمريكا و"بايدن" ـ كما زعم ـ بقطع هذا الجسر إنما أكد حداثته وتحديثه وهو ببساطة لتخفيف وطأة الحصار البحري اليمني للكيان الصهيوني عبر البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب..
كان المفترض من "بن زايد" تدارك هذا التناقض ويشرك الأردن النظام في البطولة "الهيولودية" بغض النظر مما يجري في محاكم "لندن" لتسوية قضية "زواج ونسبة" بين النظام أو ترحيل قضيتهما إلى محكمة العدل الدولية باعتبارها ضمن قضية فلسطين ومن الشعب الفلسطيني.!!
|