الميثاق نت -

الإثنين, 25-مارس-2024
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام -
مع إطلالة العام العاشر للصمود ،يخوض اليمن معركة جديدة، ونضالاً استثنائياً بوقوف قواته المسلحة جنباً إلى جنب مع الأشقاء في فلسطين ،ومناصرة غزة المظلومة التي تتعرض لعدوان صهيوني وحرب إبادة ممنهجة برعاية ودعم أمريكي وبريطاني وغربي واسع ،وهو الموقف المبدئي والعروبي المشرّف الذي سيغدو حديث الحاضر والمستقبل الذي تفتخر به الأجيال بشعب اليمن وجيشه وقيادته..
واحتفاؤنا بذكرى الصمود لأنها تمثل حالة اختبار حقيقي للمواقف سواءً (للأشخاص أو الأحزاب أو المجتمعات أو الدول والشعوب، ومختبراً للوطن والوطنية والجمهورية والحرية والشرف، وكل القِيم والأخلاق والمفاهيم) ..
غير أن شعبنا ومكوناته الوطنية قد نجح بامتياز في موقفه من عدوان تحالف العدوان على بلدنا منذ مطلع العام 2015م.. وها هو اليوم يجتاز اختبار الموقف من المشاركة الفعلية في نصرة قضية الأمة المركزية المتمثلة في فلسطين والعدوان على غزة، بنجاح كبير تشهد له الأفعال التي هي أبلغ من الأقوال..
ونحمد الله أن المؤتمر الشعبي العام حزبنا الرائد بفضل قيادته ورؤيتها الثاقبة ووطنيتها ممثلةً بالشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس، يقف منذ الوهلة الأولى للعدوان على اليمن من قِبَل تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية في خندق المواجهة مع إخوانه في أنصار الله ،وكل الشرفاء الذين يدافعون عن اليمن أرضاً وإنساناً؛ ويتوّج ذلك الموقف اليوم بتأييده المطلق لعمليات القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني وفي إطار دعم الشعب الفلسطيني بكل الأشكال، و يرفض ويستنكر أي عدوان على اليمن من قِبَل أي دولة كانت، وحق شعبنا في مقاومته بكل الإمكانيات المتاحة..
ونحن حقيقةً نفخر بوجود قيادة واعية ومجرَّبة لدينا في المؤتمر تضعه في سياقه الوطني الصحيح.. ويكفي اليوم أن نحصد صوابية تلك المواقف حين نجد أنه لا مقارنة اليوم بين معادلات الموقف الوطني في 26 مارس للعام 2024م وبين ما كان عليه الحال في 26 مارس للعام 2015م..
ولو عُدنا إلى الوراء سنجد أن المعتدين أختاروا توقيتاً قاتلاً، وظنوا أنهم بذلك سيجدون اليمن لقمة سائغة حين شنوا عدوانهم عليه بالركون على حالة الانقسام والتباين التي أفرزتها موجة ماسُمّي بالربيع العربي، غير أن اليمني وقف شامخاً بصموده المعهود في وجه الآلة التدميرية والحصار الجائر والإمكانيات الهائلة في العدة والعتاد لدول تحالف العدوان، واستطاع بصبره وعزيمته أن يُليّن الصعاب ويضمّد جراحه في ظل خذلان أممي وتنكُّر إخوة الدم واللغة والمصير المشترك لليمن ومظلوميته طيلة 9 سنوات وتركونا نحتسي مآسينا لوحدنا، ونضمّد جراحنا بمفردنا، ونحتضن أطفالنا تحت الحمم، ولكن برؤوس تتوسد السحاب وأعالي القمم..
لقد كان الخيار إما أن نصمد ونعاني بشكل كبير، وإما أن نستسلم ونعاني أكثر وأكثر، فاختار الشعب قرار الصمود، وانطلق رجال اليمن الأحرار برباطة جأش يذودون عن عرينهم، ويحمون اليمن وعزته وكرامته وشموخه واستقلاله وسيادته بدمائهم، وقدموا أرواحهم ودماءهم الزكية في محراب الوطن المقدس ..

ولا نبالغ في القول إن رعاية الله أولاً وآخر ثم حكمة الأخ القائد المقاوم والمرجع/ عبدالملك الحوثي، والقوى الوطنية الشريفة وفي طليعتها المؤتمر الشعبي العام وقيادته المناضلة وعَظَمة الشعب، والتاريخ، والجغرافيا، وبسالة المقاتل اليمني، وأخلاقنا وقِيَمنا، وعدالة قضيتنا.. استطعنا أن نوظف كل إمكانياتنا البسيطة جداً والتي بدأناها من الصفر لنغدو اليوم رقماً صعباً في المعادلة الدولية والإقليمية من خلال الإسهام المباشر في قضية الأمة فلسطين، ولفت أنظار كل القوى الحرة في العالم إلى دموية الكيان الصهيوني الغاصب وجرائم الإبادة التي يرتكبها بحق أبناء قطاع غزة الجريحة..
لقد كان هذا الصمود ملهماً في إحياء خصائص الصبر والتكافل والتعاون والتكامل، وملهماً في بناء الذراع العسكرية والأمنية المذهلة، وفي إطاره تعاظمت القدرات وتراكمت الخبرات، وتخلقت روح جميلة ورائعة و متنامية من الموهبة والإبداع والابتكار في شتى المجالات..
ونحن في المؤتمر الشعبي العام ومن خلال شراكتنا مع الأخوة في أنصار الله التي هي علاقة متينة تترسخ على الدوام في مواجهة العدوان على بلدنا الذي يتجدد اليوم بلبوس أمريكي بريطاني وصهيوني متخفٍّ نقف بصلابة مع الموقف المناهض للعدوان ، ونؤيد قرار خوض المعركة ضد الكيان الصهيوني، ونرفض بشدة محاولة الترهيب التي تستخدمها الإدارة الأمريكية لإثناء السلطة في صنعاء عن الاستمرار في موقفها المسانِد والمؤيّد للشعب الفلسطيني عبر التصنيف الأمريكي لها بالإرهاب؛ ونعتبر القرار دليلاً على دعم الولايات المتحدة اللامحدود للكيان الصهيوني في حرب الإبادة التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام ،وسكان غزة بشكلٍ خاص، وبما يجعلها شريكةً في كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين..
ونعي جيداً أن مثل هذا التصنيف لن يؤثر على موقف الشعب اليمني، ولا على مواقف قواه الوطنية في دعم فلسطين..
كما نعي أنه كان مقدمة للعدوان على اليمن من جديد، وهو مانعتبره في المؤتمر الشعبي العام انتهاكاً للسيادة اليمنية، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديداً للسِلم الدولي وتدميراً لمقدرات الشعب اليمني، وترويعاً للآمنين، ويعكس مدى فشل مجلس الأمن في الاضطلاع بمسؤولياته في الحفاظ على السِلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين..
مرةً أخرى نعود إلى ذكرى الصمود ونقول: لقد كان لصمود اليمن بكل مكوناته الوطنية المناهضة للعدوان الفضل أيضاً في إعادة الاعتبار لليمن ،ولكل مقولات التاريخ عن اليمن، واستطعنا أن نمنح كل من اعتدى علينا وكل من سيستفيد من قراءة صمود تجربة تاريخية مهمة تكفي لوقف التفكير مستقبلاً في تكرار أي اعتداء على بلدنا، وبهذا نكون قد حمينا بلدنا لقرون قادمة، وأودعنا لكل الأجيال رسالة مرصعة بالفخر والاعتزاز والمواقف المشرّفة وممهورة بعشق الوطن.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 09:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65779.htm