أحمد الزبيري - الحرب العدوانية الإجرامية على الشعب اليمني -التي يشنها تحالف إقليمي ودولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، تصدَّره النظامان الوظيفيان السعودي والإماراتي- تكمل يوم غدٍ الثلاثاء عامها التاسع وتدخل العام العاشر، وخلال سنواتها شهد اليمن والمنطقة والعالم أحداثاً ومتغيرات تحمل في طياتها تحولات كبرى تستوجب من أبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية أن تنظر إليها ليس من كوة ضيقة، بل بأفق واسع للوقوف أمام الأسباب والتداعيات وقراءة النتائج واستيعاب العِبَر والدروس مما مضى من كوارث والعمل بوعي للحؤول دون تكرارها.
الخطاب موجَّه لكل أبناء اليمن الحريصين على وحدة وسيادة وطنهم واستقلاله، بعد أن أصبح واضحاً للجميع التحديات والمخاطر التي تتطلب مواجهتها مراجعة للمواقف والخيارات المنطلِقة من شعورٍ عميق بالانتماء لليمن الذي ينبغي أن يتسع لكل أبنائه، وإدراك أن مصلحة الجميع الخروج من حالة التقوقع في المشاريع الداخلية المناطقية والفئوية والجهوية والحسابات الضيقة وفهم مخططات أعداء اليمن والأمة العربية التي عانت من حروب وصراعات تسعى إلى إضعافها وتفكيكها بهدف التمكن من السيطرة عليها ونهب ثرواتها وإخضاعها بعد تمزيقها إلى كانتونات متناحرة..
واضح اليوم الأهداف والغايات مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة في قطاع غزة، وموقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية تاريخي ووصل اليوم إلى مراحل غير مسبوقة، ومعبّراً عن فهم عميق أن فلسطين عنوان يتحدد على أساسه مستقبل المنطقة..
وموقف الشعب اليمني الموحد تجاه فلسطين مدعاةٌ للخروج مما هم فيه وفتح الطريق لتوحدهم والبحث عن حلول حقيقية ينهي معاناة اليمن طوال سنوات العدوان التسع، وهذا يتطلب من الجميع عدم الارتهان لأعداء اليمن؛ والدخول في حوار نابع من قرار وطني أساسه مصلحة اليمن التي تقتضي تجاوز الماضي بكل سلبياته والنظر إلى المستقبل الذي سيجعل هذا البلد فاعلاً في المعادلات الإقليمية والدولية.. وتوجُّهٌ كهذا لا مكان فيه لعقلية الاستقواء بالخارج أو الغَلَبة، وهذا يتطلب وجود إيمان وقناعة بضرورة العمل باتجاه بناء الدولة الوطنية المؤسَّسة على النظام والقانون والمواطَنة المتساوية لكل أبناء اليمن في الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب، وهكذا سنتمكن من إدارة خلافاتنا وتبايناتنا على نحوٍ يصب في مصلحة اليمن وأبنائه ومستقبلهم.. إلى هنا وكفى..
|