د. عبدالوهاب الروحاني - تآمرنا على بعضنا وأدخلنا بلدنا نفقاً مظلماً لم نرَ بعده نقطة ضوء .. وبالنخبة الجديدة القديمة "نخبة الربيع اليمني" دخلنا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بالقرار رقم (2140) الصادر في 26 فبراير 2014م، الذي دمروا به ومن خلاله البلد، وانقضوا على الدولة والجيش، وقتلوا ونهبوا وشردوا، وقسموا الوطن أضلاعاً ومثلثات، لنصل اليوم الى وضع مُزْرٍ يسيطر فيه كل فريق على مزرعته وأغنامه ويطبّق قانونه الخاص..
اتفقوا على تجويع الشعب بأكمله، يأكلون ثرواته، ويتصرفون بأمواله لهم ولمقربيهم فقط، ومن يقول غير ذلك يكذب.. والأهم من كل هذا أنهم وضعوا اليمن في صدارة الدول الأشد فقراً في العالم (وفقاً لآخر التقارير الأممية)..
الجديد القديم:
أتعرفون ما الذي يرتبون لتنفيذه اليوم؟!
• يرتبون لتدخُّل عسكري علني جديد في اليمن تسيطر بموجبه قوات عسكرية أمريكية بريطانية تبعاً لقرارات أممية سابقة ومكملة (لاحقة) على الجزر اليمنية في البحرين العربي والأحمر..
• يرتبون للسيطرة العسكرية الجزئية أو الكاملة على حضرموت، وإحكام القبضة على كامل الشريط الساحلي اليمني بمبررين، هما:
الأول: كبح جماح الحوثيين (أنصار الله)، وضرب قوتهم الصاروخية التي تهدد الملاحة الدولية..
الثاني: عدم أهلية حكومة "الشرعية" وقيادتها في ضبط الوضع الأمني حتى في مناطق سيطرتها.. حيث العليمي "الرئيس" لا يجرؤ على دخول عدن إلا بإذن وتنسيق مسبَق مع الميليشيات المسيطرة..
هذا الكلام لا أقوله أنا، وإنما هو ما يقوله الأمريكان ومن يمسكون بخناق اليمن واليمنيين .. هو مخطط قديم (يجري تنفيذه بصمت) لكن يبدو أن مبررات التنفيذ العلني توافرت اليوم.. بمعنى أن الترتيبات تسير على قدم وساق، (وربما) تسمعون الجديد قريباً، وأدوات البيع والشراء جاهزة لتنفيذ المهمة، وعند العليمي والشعيبي وبن مبارك الخبر اليقين.. السؤال المهم هو، إلى متى سيظل مسلسل الهزائم والانكسارات تلاحق وطننا وشعبنا؟!، ثم من يمكنه أن يوقف هذا العبث؟!
من الصعب أن نراهن على فرقاء الصراع الحاليين (إلا بمعجزة التصالح الذي يبدو بعيداً) لأنهم جميعاً متورطون فيما وصلنا إليه، ولأنهم على افتراق مع الشعب، ولأن كُلاً منهم يحمل مشروعاً مختلفاً عن الآخر، ولأنهم آخر ما يفكرون به هو الوطن، وآخر ما يشغلهم هموم ومعاناة الناس، وهذا الكم الهائل من المتسولين والفقراء، والمشردين والمتسكعين بدون رواتب وبدون وظائف في المدن والقرى والشوارع والحارات، التي أصبحت هي الأخرى تضيق بالإهمال الذي حلَّ بها..
*حكام اليوم
أصبح اليمن اليوم مسرحاً للفوضى والعبث و"حارة كل من يده إلُه"، تأكله النار ويأكل أبناءه الفقر والفاقة، ويحصدهم الموت في الشوارع والطرقات، ومن لم يمت بسلاحهم المنفلت مات جوعاً..
المريع في الأمر أن حكام اليوم لم يكتفوا بكل ما فعلوه ويفعلونه باليمن واليمنيين خلال الثلاثة عشر سنة الماضية، وإنما شهيتهم لا تزال مفتوحة للمزيد .. لمزيد من القتل والدم، ومزيد من التشرذم وتقطيع الأوصال، والارتهان والدوس على شرف وكرامة اليمن واليمنيين..
ما حدث في رداع مؤخراً من قتل للأبرياء، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها جريمة بشعة، مروعة ومُدانة، وهي جزء من فظائع الانفلات الأمني المنتشر على طول البلاد وعرضها، والذي أصبحت في ظله دماء اليمنيين تُسفك، وبيوتهم تدمر، وأعراضهم تُنتهك على أيدي من يسيطر عليهم ويتحكم بأمرهم..
اتقوا الله في اليمن وحافظوا على ما تبقَّى منه أرضاً وإنساناً..
|