أحمد الزبيري - اليمن يصعّد عملياته في البحر الأحمر لمنع وصول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة ورداً على العدوان الأمريكي البريطاني لحماية إسرائيل وإيصال البضائع والمنتجات الغذائية والدوائية إلى هذا الكيان الذي يشن حرب إبادة وحصار وتجويع لأبناء فلسطين في غزة..
وفي الاتجاه الموازي يواصل الشعب اليمني تصعيده في المسيرات الأسبوعية والوقفات اليومية وعمليات التعبئة في المحافظات تمضي قُدُماً لمواجهة أسوأ الاحتمالات، وأمريكا وبريطانيا تبحث عن الوسائل الأكثر فعالية لتحقيق أهدافها في اليمن والمنطقة، وكلها تتمحور حول حماية هذا الكيان المجرم وإخراجه من حالة الهزيمة التي يعيشها منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م وحتى اليوم..
بكل تأكيد اليمن يتصدر المشهد ولكن هذا لا ينبغي أن يحجب النظر إلى الأمور بأفقٍ أوسع على مستوى المنطقة وبعد ستة أشهر أصبح واضحاً من يتمحور حول فلسطين ومع فلسطين ومن يتحالف مع الأمريكي والبريطاني لمنع هزيمة إسرائيل وانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته..
التصعيد في الاتجاهين يشمل المنطقة العربية والإسلامية والعالم.. الشعوب العربية والإسلامية في أرجاء المعمورة مع فلسطين وغزة ومعظم الأنظمة تصطف من الغرب إلى النظام الرسمي العربي مع الكيان الصهيوني..
أمريكا وبريطانيا ومعهم أوروبا يعتبرون هزيمة إسرائيل هزيمة لمخططاتهم واستراتيجيتهم في المنطقة العربية والشرق الأوسط ويمتد إلى كل بؤر صراعات وحروب الهيمنة الممتدة من غزة مروراً بأوكرانيا وحتى بحر الصين.. يحرضهم الخوف من النتائج التي أصبحت ملامحها واضحة في كل الاتجاهات؛ ولأن المعركة مصيرية فلا مجال فيها للتسويات أمريكياً وغربياً فإن المعركة ستتسع، وهي بالتصعيد الأخير في اليمن ولبنان وسوريا والعراق تضعنا أمام حقيقة أن الحرب ستتسع بعد أن انتقلت إلى مرحلة جديدة بضخ المزيد من الأسلحة وأدوات الدمار للكيان الصهيوني من الولايات المتحدة بينها ذخائر ثقيلة وطائرات إف 35، مع أن هناك سخطاً إعلامياً لتغيُّر الموقف الأمريكي وخلافات بايدن ونتنياهو، وهناك من يحاول أن يبيع الوهم في الإعلام العربي ويصور الولايات المتحدة والبيت الأبيض أنها تتراجع عن دعمها ومشاركتها في الحرب ضد الشعب الفلسطيني وكل من ينتصر لمظلومية هذا الشعب، وهذا تضليل والحرب ستتسع وستحرك بيادق الصراع من الأدوات المحلية والإقليمية وسيتم تجاوز التسويات التي اعتقد البعض أنها فتحت آمالاً للاستقرار في المنطقة في السنوات الأخيرة..
ماهو قادم سيتجاوز كل هذا الذي كان ليس إلا تكتيكات لإنهاء القضية الفلسطينية وتحقيق صفقة القرن والخلاص من الشعب الفلسطيني وقضيته عبر طردهم من أرضهم بالحديد والنار وعلى نحوٍ يتجاوز نكبة 48م، وأنظمة عربية رئيسية مطبّعة لها دور رئيسي في هذا..
بالنسبة لنا في اليمن كل شيء تحت العين، فيما يخص استخدام الأدوات المحلية وخاصةً في المحافظات المحتلة والجزر والسواحل، وهناك متابعات دقيقة للتحركات الأمريكية البريطانية في هذا الاتجاه، واستراتيجية المواجهة من غزة إلى صنعاء واحدة، وليس هناك خيار أمام اليمن وفلسطين وكل محور المقاومة إلا الانتصار وهذا ما سيكون في المعركة الشاملة القادمة. |