أحمد سلطان السامعي - في الذكرى التاسعة للصمود، نستذكر التحديات الكبيرة التي واجهها اليمنيون، والتضحيات الجليلة التي بُذلت من أجل الحرية والسيادة.. هذه المناسبة لا تمثّل فقط الصمود البطولي الذي أظهره اليمنيون ضد العدوان، بل تعبّر أيضاً عن النهضة والتقدم الذي شهده اليمن، لا سيما في قطاع الصناعة العسكرية الذي أسهم في تعزيز مكانة اليمن كقوة عسكرية في المنطقة، ورسخ الاستقلال الدفاعي للبلاد، مما أدى إلى تعزيز سيادتها وتأكيد استقلال قرارها السياسي..
هذه الصناعات منحت اليمن دوراً بارزاً على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث واجهت بصلابة وشجاعة عدواناً غاشماً بقيادة السعودية والإمارات، وبدعم من قوى عالمية كالولايات المتحدة وبريطانيا..
وتبرز اليمن اليوم كداعمٍ قوي للقضية الفلسطينية من خلال مواقفها الحازمة والفعالة.. فقد اتخذت اليمن خطوات جادة لمنع مرور السفن من وإلى موانئ الكيان الإسرائيلي، واستخدمت الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيَّرة لضرب أهداف في كيان العدو نصرةً للشعب الفلسطيني..
كما شنت القوات اليمنية هجمات دقيقة ومدمرة على السفن والبارجات الأمريكية والبريطانية التي حاولت تأمين مرور سفن الاحتلال عبر البحر الأحمر، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا العزيمة اليمنية وتقدمها في المجال العسكري، والإصرار على مقاومة الظلم والاحتلال بكافة الوسائل المتاحة..
داخلياً، ومن أجل تعزيز الثبات والصمود، يجب التركيز على استعادة المحافظات المحتلة المتبقية، وهذا يحتاج إلى توحيد الجهود وتكاتف المخلصين من أبناء الوطن ودعم القيادات الثورية والسياسية..
كما يتطلب الوضع الراهن إجراء تغييرات جوهرية وجذرية وإطلاق ثورة حقيقية لاستئصال الفساد في المؤسسات الحكومية، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال نظام قضائي عادل ومستقل.. كذلك، من الضروري إعادة تنظيم وتحديث الخدمات الحكومية بما يتماشى مع التقدم التكنولوجي وسهولة خدمة المواطنين..
أيضاً يجب ألا نغفل عن الوضع الإنساني المتأزم الذي يعيشه المواطنون، والذي يتطلب ضرورة صرف الرواتب وبذل الجهود لرفع مستوى الحياة، إلى جانب تقديم الدعم والخدمات الأساسية للتقليل من شدة المعاناة التي يواجهها الشعب..
في الختام، نجدد العهد للقيادة الثورية ممثلةً بالسيد القائد، ونؤكد على مواصلة مسيرة الحرية والصمود.. ونتوجه بالتحية والتقدير للشعب اليمني الذي أظهر قوة العزيمة والتصميم في وجه التحديات.. ونعبّر عن شكرنا وتقديرنا لكل الدول والأحزاب والمنظمات التي ساندتنا في معركتنا ضد الآخرين..
دُمتم ودام اليمن حُراً مستقلاً.. |