الميثاق نت -

الإثنين, 22-أبريل-2024
محمد اللوزي -
الحرف طالعه الغياب، لايمدني بمعنى إلا وغاب في معانٍ.. هكذا أُحجيتنا معه كر وكر وكر.. ليت هذا الحرف يستقر، يستكين، يهدأ، يتموضع، لكنه أبداً قلق وغامض على شكل غمام حيناً، وآحايين كثيرة صحارى، أحياناً صقيع، وآخر ملتهب، وبين كل هذا الذات المرهقة تحط على شجن وقد تتوارى فلا تجد غير جدب الحال وكثير من المرهق.. هذا الحرف آياته نحن وجلاله بواطن، وإيغال، وتوجُّس، واتّقاد ..
الحرف على الدوام لايقبل التعبئة النهائية يبقى مفتوحاً وتفتُّحاً على كل ما هو إيقاع نضَّاح ورتيب مهمل أيضاً.. للحرف أسرار وطلاسم وأشياء ذات بُعْد، بعيد وقريب، وسحر وشعوذة، وما أدراك من علم ومعرفة وخرافة، وما سيبقى من أنين وأُمنيات وهذيان واصطبار ..
الحرف آياته نحن ومعانيه السماء.. نجفل نحن ويصعد هو.. الحرف خلود وتردد وذبذبات وجمال.. يا له من متحوّل فينا، حين نقترب منه ليضطرب القلب وينكشف الحلم؛ ويا لنا منه حين نكون فيه.. الحرف اشتعال فكرة، توقُّد رؤية، تحديد موقف، ودهشة حياة قد نقع عليها.. مابين الحرف والذات، أسرار، وهواجس، وقدح شاردة ووميض قادم لا ينفك عن المجيئ ليأسر القلب.. هذا الحرف اشتهاء مع الأبعد، واستحضار له، وفك طلاسمه، واشتغال يصل حد الهذيان..
آمنت بالحرف في حضوره والغياب، وفي تدفُّق معناه وانحساره.. للحرف صولات وجولات لكل مُلِمٌّ به، عارفٌ ببواطنه، متمكنٌّ منه وفاعلٌ ومنفعلٌ به.. هكذا هو يباغتنا بلمعان نصله لنرسمه دمعة، أو شمعة، أو هباء.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65889.htm