الميثاق نت -

الأربعاء, 24-أبريل-2024
عبد الكريم الرازحي -
بعد تخرُّجي من الجامعة بقيت سنتين بدون عمل؛
والسبب أن المقدم محمد خميس الذي سجنني مرتين مرة لأنني شاركت في مظاهرة، وأخرى لأنني رفضت المشاركة رفض أن يمنحني شهادة "حُسن سيرة وسلوك" !!
وفي تلك الأيام كان المطلوب من كل خريج جامعي يريد أن يتوظف،
حصوله على شهادة "حُسن سيرة وسلوك" من جهاز الأمن، وكنت أنا الوحيد بلا شهادة "حُسن سيرة وسلوك" وبلا وظيفة..
ولأني كنت قد خرجت من الحزب الديمقراطي وغادرته من دون رجعة لم أجد أحداً يتعاطف معي..
كان الخريجون المنتمون للحزب الديمقراطي ولحزب البعث وحزب الطليعة والعمل بمن في ذلك الذين كانوا مسجونين معي يحصلون على شهادات حُسن سيرة وسلوك ويتوظفون؛ وأنا بدون !!
كان الرفاق غاضبين مني لأني خرجت من الحزب؛ وجهاز الأمن غاضب عليّ لأني دخلت الحبس؛ وكنت كلما ذهبت الى دار البشائر من أجل الحصول على" الشهادة "أعود بدون...
ومرة جاء معي الصديق وزميل الدراسة عبدالله القهالي الذي أصبح مذيعاً في إذاعة صنعاء، وكان الحزبيون يتهمونه بأن له علاقة بالأمن، وبمجرد أن أبصرنا محمد خميس عند باب مكتبه، حتى نهض وراح يهدد بأنه سوف يحبسني إن هو أبصرني مرة ثانية!!
ولمدة عامين بقيت بلا عمل وبلا أمل.. ثم ظهر هذا الرجل: الأستاذ يحيى حسين العرشي وكان حينها وزيراً للإعلام والثقافة.. وقد وظفني في وزارته من دون شهادة حُسن سيرة وسلوك.. أيامها لم يكن يجرؤ أي وزير أن يوظف شخصاً حتى لو لديه شهادة دكتوراة إنْ لم يكن معه شهادة حُسن سيرة وسلوك من جهاز الأمن !!
لكن الأستاذ يحيى حسين العرشي كان أكثر وأكبر من وزير ،كان رجلاً في زمن اختفى فيه الرجال ،
وصاروا جميعهم رجال سلطة ورجال أمن.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65902.htm