الميثاق نت -

الإثنين, 06-مايو-2024
أحمد الزبيري -
اليمن يُعلِن من أمام الحشود المليونية التي خرجت نصرةً لفلسطين في ميدان السبعين وكل الساحات والميادين في المحافظات الحرة، المرحلة الرابعة من التصعيد دعماً وإسناداً وانتصاراً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومن أجل إيقاف الحرب العدوانية والإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ويشاركه فيها النظام الرأسمالي الليبرالي المتوحش الأمريكي والبريطاني وفي الغرب الاستعماري عموماً..

هذا التصعيد يأتي بعد سبعة أشهر لهذه الحرب التي لم يسبق أن تعرَّض لها شعب آخر وفي مساحة جغرافية مكتظة بالسكان كقطاع غزة، الذي أُبيد من أبنائه أكثر من 45 ألفاً، إذا ما أضفنا المفقودين تحت أنقاض المنازل التي دُمرت على رؤوس الأبرياء وغالبيتهم من النساء والأطفال وتتجاوز النسبة منهم 70%، كما أن النسبة مقارنةً بالسكان تتجاوز 5%، أما عدد الجرحى والمصابين نتيجة العدوان الصهيوني فقد بلغ أكثر من 100 ألف..

وإزاء هذا كله لم يرف للإدارة الأمريكية والأنظمة الغربية جفن، بل يدفعون بكل ما أُوتوا من قوة ومكر وخبث إلى إبادة هذا الشعب المحاصَر، وجَعْل قطاع غزة غير قابل للعيش ليتم تهجيرهم إما وفقاً لصفقة القرن -وهذا حتى الآن لم ينجح- أو عبر الميناء الذي تُنشئه أمريكا على ساحل غزة تحت يافطات وشعارات خادعة تتمحور حول إيصال المساعدات إلى الجائعين والعطشى والمرضى الذين مُنع عنهم الغذاء والدواء والماء، ولا ندري كم من أبناء فلسطين ماتوا نتيجة هذا الحصار والأوبئة والأمراض التي تفتك بهم..

كل المساعي التي بُذلت لوقف هذا التوحش والإبادة الجماعية باءت بالفشل والسبب أمريكا، وحتى موقف كل دول العالم التي ترى أمام عينيها هذه الجرائم لم تنفع ولا حتى القرارات أو الأحكام الخجولة لمحكمة العدل الدولية التي دعت إلى وقف الحرب نتيجة تقديم دولة جنوب أفريقيا الدعوى المسنودة بكافة الأدلة بأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني إبادة لم يُلْقِ لها بالاً الكيان الصهيوني، وكذلك قرار مجلس الأمن الملزم والذي اضطرت أمريكا تكتيكياً إلى عدم التفويض برفع الفيتو أيضاً لم ينفذ والسبب أن المندوب الأمريكي في المجلس صرَّح فور اعتماد هذا القرار أنه غير ملزم مع أن المفترض أن يكون ملزماً كونه صدر من مجلس الأمن ليبقى هذا المخلوق السرطاني للاستعمار الغربي -المُسمَّى إسرائيل- فوق كل الشرائع والقوانين والقرارات، والأكثر من ذلك أن حكومة هذا الكيان ومسئوليه العسكريين السابقين واللاحقين يشتمون الأمم المتحدة وأمينها العام وأعضائها؛ وقد رد المندوب الروسي والصيني على ممثل هذا الكيان بكلام قاسٍ يؤكد طبيعة وحقيقة ما يواجهه أبناء فلسطين..

خلاصة القول.. إن هذا الكيان منذ 76 عاماً وهو يستند إلى إرادة وقوة وشرعية مَنْ أوجدوه وعلى رأسهم بريطانيا وأمريكا، وماعدا ذلك لا يعنيه.. والصهاينة من اليهود وغير اليهود يصوّرون أنفسهم أنهم شعب الله، والصهاينة الآخرون عملوا على تسويق هذا المفهوم كمُسلَّمة، واستجواب رئيس الكونغرس الأمريكي لأحد رؤساء الجامعات الأمريكية -وأعتقد جامعة كولومبيا- أورد عبارة مفادها الموافقة باعتبار أن العداء لليهود ولإسرائيل هو عداء لله ولإرادته، مع أن رئيسة جامعة كولومبيا أمريكية من أصول مصرية وجذورها إسلامية، لكن على ما يبدو أن الصهينة والتصهين ليس له قومية ولا ديانة وإنما هو نهج ينبغي على كل من يهمه في هذا العالم أن يحافظ على مصلحته وموقعه أن يؤمن به!!

من أجل ذلك، أعلن اليمن المرحلة الرابعة لهذه المواجهة والتي حُددت في أن اليمن سيضرب كل السفن التي تموّن الكيان الصهيوني وتتعامل معه ليس فقط في مسرح العمليات المرتبط بالبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي بل في أي مكان، وفي حالة الهجوم الصهيوني على رفح والذي يجمع أبناء غزة الذين هُجّروا من مناطقهم في الشمال والوسط -أكثر من مليون ونصف- فإن الحظر سيكون شاملاً كل الشركات المتعاملة والمرتبطة بالكيان الصهيوني، وبذلك لن يكون الأمر مقتصراً على الملاحة في البحر المتوسط من قِبَل السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة الواقعة على هذا البحر وستكون ضمن أهداف القوات المسلحة اليمنية..

على هذا الكيان والأمريكان والبريطانيين والأنظمة الغربية وحتى المشارِكة في هذا العدوان، أن يدركوا أن كلامنا يسبق فعلنا وقد خَبِرُونا في تدرُّجنا بالمراحل السابقة وأثبتنا لهم أن اليمن لا "يمزح"، وأن قواته المسلحة على أتمّ الجهوزية لتنفيذ هذه المرحلة من التصعيد.. ومجدداً ما زالت الأمور تتلخص في معادلة إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار وتبادل الأسرى من كلا الطرفين.. وببقاء أمريكا وتحالفها الغربي المشارِك في هذا العدوان على إخواننا من أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة ستكون المفاجأة أكبر مما يتوقعونه وسيواجهون ما لم يكن في حسبانهم، وهذه الخطوة التصعيدية من اليمن ليست خارج بقية محور المقاومة المسانِد للشعب الفلسطيني؛ والتصعيد بكل تأكيد يأتي ضمن تنسيق وتكامل للجبهات حتى يتوقف هذا العدوان، وتدرك أمريكا أن ليس من مصلحتها استمرار هذه الحرب العدوانية التي بات العالم كله يرفضها ويقف ضدها في مواجهة الطُغَم الحاكمة وفي مقدمتها أمريكا، والأهم أن هذا التحالف الإجرامي المتوحش الأمريكي والغربي الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة ولم يترك لنا خياراً غير المواجهة.. وغزة هي من ستحدد مسار المنطقة والعالم.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 06:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-65980.htm