الميثاق نت -

الإثنين, 20-مايو-2024
د. حميد حسين غوبر -
سيظل صباح يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م يوماً عظيماً في ذاكرة كل يمني جيلاً بعد جيل..

في صباح ذلك اليوم تم إعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في مدينة عدن ورفع العلم الموحد للجمهورية اليمنية، وعزف النشيد الوطني لليمن الموحد وعمت الفرحة مدن وقرى وأرياف وجبال وسهول وجزر الجمهورية اليمنية؛ وخرجت الناس من بيوتها ومزارعها وأماكن أعمالها تعبّر عن فرحتها بالهتافات والزغاريد والأهازيج والزوامل احتفالاً بهذا الحدث الوطني الذي ظل معلقاً في قلوبهم وأرواحهم حتى تحقق في هذا التاريخ المجيد والخالد..

لقد كانت لحظات استثنائية مهابة عاشها أبناء الأمة اليمنية وهم يشاهدون علم الجمهورية يرتفع في مدينة عدن الباسلة..

إن عَظَمة هذا التاريخ 22 مايو تأتي من عَظَمة الحدث الذي تم فيه.. إنها لحظات تاريخية عظيمة لا تتكرر في حياة الشعوب وفي تاريخ الدول، وتأتي بعد نضالات وتضحيات قدمها الآباء والأجداد وواصل الأبناء والأحفاد نضال أجدادهم حتى تحقق الهدف والغاية التي كان الجميع يناضلون من أجلها، فالوحدة اليمنية ناضل من أجلها الآباء والأجداد وحققها الأبناء والأحفاد من بعدهم والتي كانت هدفهم جميعاً..
عَظَمة الـ 22 من مايو تأتي من عَظَمة حلم الوطن الكبير الذي ظل عالقاً في قلوب وأرواح اليمنيين.. عَظَمة حلم الوحدة تأتي من عَظَمة إعادة لُحمة شعب موحد في الجغرافيا وفي الدين والتاريخ والأصل والنسب؛ ومن عَظَمة شعب لا توجد فيه قوميات أو أعراق أو إثنيات أو طوائف أو مذاهب.. عَظَمة 22 مايو تأتي من عَظَمة إنهاء الحدود الشطرية وعَظَمة العلم والشعار الواحد والنشيد الوطني الواحد والعملة الواحدة ومن عَظَمة إنهاء الحروب والمآسي والمؤامرات.. ومن عَظَمة الوحدة حرية التنقل بدون قيود وتوحيد جواز السفر والهوية وحرية ممارسة الأعمال التجارية والخدمية في أي منطقة داخل الجمهورية..
تأتي عَظَمة هذا اليوم من عَظَمة أن الوحدة مطلب كل أبناء الشعب اليمني ومِلْك كل أبناء الشعب وليست حكراً على فئة سياسية معينة أو طائفة بذاتها أو جماعة بأصلها وإنما كانت مكسباً وطنياً لجميع أفراد الشعب شماله وجنوبه، شرقه وغربه.. عَظَمة هذا اليوم جاءت من عَظَمة حرية العمل السياسي وتكوين الأحزاب والتنظيمات السياسية ومن حرية إصدار المجلات والجرائد والكتب..

إن يوم الـ 22 من مايو يوم عزة وفخر ومكسب لجميع أفراد الشعب اليمني.. ويُعتبر عامل استقرار انتهت وتوقفت فيه الحروب والصراعات والمآسي بين الشطرين، وعامل استغلال الموارد وتوحيد الجهود، وعامل تنمية شاملة في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية والسياحية والأمنية، وعامل استقرار للإقليم، فاليمن هي الامتداد الطبيعي لشبه الجزيرة العربية ودول الخليج، وعامل استقرار عالمي وتقع في منطقة جغرافية مهمة على مستوى العالم.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66070.htm