الميثاق نت -

الإثنين, 20-مايو-2024
عبدالسلام الدباء -
تُعتبر الوحدة اليمنية الخالدة من أبرز الإنجازات التاريخية التي تحققت للشعب اليمني في العصر الحديث، وهي بمثابة القدر والمصير للشعب اليمني، وستظل تاج النضال وإكليل الانتصار للتضحيات التي قدمها أبناء اليمن من أجل إعادة تحقيق الوحدة الوطنية اليمنية، واصبحت واقعاً في 22 مايو 1990م، والتي اكتسبت أهميتها من حقيقة أنها جاءت بعد عقود من الانقسام والصراعات الداخلية بين شمال اليمن وجنوبها، وقد جسدت الوحدة اليمنية الخالدة طموحات الشعب اليمني في العيش بسلام ووحدة، وفرصة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة..

تُعد الوحدة اليمنية الخالدة تجسيداً حقيقياً لكل القِيَم الوطنية والدينية والإنسانية، وهي بحد ذاتها قيمة بالغة الأهمية ويجب الحفاظ عليها وتعزيزها في وجدان كل أفراد المجتمع اليمني على الرغم من كل المخاطر وسهام الغدر التي توجه إلى صدرها، ومع ذلك فإن التحدي الأكبر اليوم أمام اليمنيين، والذي ينبغي أن ينتصروا فيه، يتمثل في تعزيز التضامن والتعاون بين جميع الأطياف السياسية والاجتماعية داخل الساحة اليمنية وخارجها، من أجل تجاوز كافة الانقسامات السياسية والاجتماعية، والعمل على بناء وطن قوي موحد ومستقر ومزدهر لكل اليمنيين..

لقد استطاعت الوحدة اليمنية خلال العقود الماضية تحقيق النجاح إلى حد ما في تعزيز الهوية الوطنية اليمنية، وفي بناء جسور الاتصال والتعاون بين جميع المواطنين في مختلف أنحاء الوطن اليمني الكبير.. وما زالت هذه الحالة تتمتع بقدر كافٍ من القوة والثبات في قلوب الشريحة الواسعة من أبناء الشعب من المهرة إلى صعدة، وما زالت القِيَم الوحدوية تحتفظ بمكانتها وأهميتها في وجدانهم على الرغم من كل التحديات الحالية التي تواجهها بلادنا، سواء على صعيد الأزمة الإنسانية أو الصراعات المسلحة..

واليوم وبعد كل ما مر به الوطن اليمني من أحداث وصراعات وأزمات امتدت على طول وعرض الساحة اليمنية، وطالت جميع ابناء اليمن دون استثناء، فإن ذلك قد جعل قناعة اليمنيين تتعزز بشكل أكبر وأكثر من ذي قبل بأهمية التمسك بالوحدة وبسيادة اليمن واستقلاله وبضرورة تعزيز روح الوحدة الوطنية، والتمسك بقِيَم التسامح والتعايش المشترَك، من أجل بناء وطن يمني موحد ومتماسك يتمتع بالاستقرار والسلام والتنمية والتقدم في كل المجالات..

وإذا كان اليمنيون اليوم يحتفلون بالذكرى الـ 34 للوحدة اليمنية الخالدة، فإن هذا الاحتفال ينبغي أن يكون أيضاً فرصة للتأمل في تاريخ النضال الوطني اليمني وكيف كانت الوحدة أولى أهدافه النبيلة من أجل بناء المستقبل الأفضل لليمن ولجميع اليمنيين انطلاقاً من إيمانهم الراسخ بأن الوحدة الوطنية هي السبيل الأمثل لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار.. وتلك هي القِيَم التي يجب اليوم على الجميع الحفاظ عليها لبناء اليمن الجديد؛ وتحقيق المستقبل الأفضل إنْ شاء الله.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66076.htm