الميثاق نت : - عقدت اللجنة العامة والأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام اجتماعاً مشتركاً -صباح اليوم الخميس بالعاصمة صنعاء- برئاسة رئيس المؤتمر الشعبي العام الأخ صادق بن أمين أبو راس، خُصّص لمناقشة آخر المستجدات على الساحة التنظيمية والوطنية.
واستعرض الاجتماع احتفالات الشعب اليمني بالعيد الوطني الـ34 لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م.
وناقش الاجتماع ما تتعرض له بلادنا من عدوان أمريكي بريطاني غير مبرر، ومخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة الذي يجرّم انتهاك سيادة أي دولة عضو في المنظمة أو الاعتداء عليها، لافتاً إلى أن هذا العدوان يمثل محاولة للضغط على الجمهورية اليمنية للتراجع عن موقفها المؤيّد والمساند والمناصِر للشعب الفلسطيني وقضيته، ورفض ما يتعرض له من حرب إبادة جماعية من قِبَل العدو الصهيوني..
هذا وقد صدر عن الاجتماع البيان التالي:
احتفل شعبنا اليمني العظيم -أمس الأربعاء- بالعيد الوطني الرابع والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م، في ظل متغيرات محلية وإقليمية ودولية تلقي بتداعياتها وتأثيراتها على الأوضاع الداخلية لليمن خصوصاً ما يتعلق منها بالعدوان الذي تشنه واشنطن ولندن على شعبنا اليمني من خلال الغارات والقصف الجوي الذي يستهدف بين الحين والآخر العديد من المناطق اليمنية.
واللجنة العامة للمؤتمر إذ تهنّئ أبناء شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه بالعيد الوطني الرابع والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة، فإنها تذكّر بأن هذا المنجز الذي حقق أحد أهم أهداف الثورة اليمنية "26 سبتمبر 1962م و14 اكتوبر 1963م"، لم تفرضه رغبات سياسية أو أجندة سلطوية، بل هو منجز مرتبط بتاريخ بلد واحد وشعب واحد يملك هوية واحدة أرضاً وإنساناً، انتجها تاريخ موغل في القدم ممتد إلى حضارته السبئية والحميرية والمعينية والقتبانية التي شكلت دولة يمنية كان لها شأنها ومكانتها وامتدادها الجغرافي الذي تجاوز ما يُعرف اليوم بجغرافيا الجمهورية اليمنية.. وتؤكد حقائق التاريخ أن اليمن حين كانت موحدة عُرفت بـ(مقبرة الغزاة)، ولم تُقسَّم إلا حين كان يداهمها الغزاة والمحتلون وآخرهم المحتلون العثمانيون والبريطانيون الذين صنعوا التشطير البغيض الذي انتهى وإلى غير رجعة في 22 مايو 1990م.
وإذ تؤكد اللجنة العامة على أن موقف المؤتمر المتمسك بالوحدة اليمنية والمدافِع عنها سيظل ثابتاً مهما تغيَّرت الظروف، وهو مطلب الشعب اليمني كله لا هوادة فيه أو تراجع عنه، فإنها تؤكد أن اليمنيين قادرون على إيجاد وسيلة تعطي الصلاحيات لأبناء المحافظات في إدارة شئونهم كاملةً في ظل اليمن الكبير.. وتحذّر اللجنة العامة في الوقت نفسه من مخاطر التهاون مع المؤامرات والمخططات التي تُحاك من قِبَل قوى إقليمية ودولية معادية لليمن بهدف فرض مشاريع تقسيمية وتجزيئية لليمن تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ولا صلة لها بمصالح اليمن وشعبه لا من قريب ولا من بعيد.. داعيةً أبناء الشعب اليمني كافة -وفي مقدمتهم قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصاره- إلى أن يكونوا في صدارة المدافعين والمقاومين لتلك المشاريع الصغيرة سواءً جاءت بأقنعة الارتزاق، أو بلِباس الارتهان والوصاية؛ ذلك أن وحدة الوطن هي مِلْكٌ حصري للشعب الذي أقر وشرعن اتفاقية قيام الجمهورية اليمنية ودستورها باستفتاء شعبي عام لا يحق لأحد تغيير نتائجه إلا بالعودة إلى الشعب اليمني الممتد من سقطرى إلى أقاصي صعدة وميدي.
واللجنة العامة وهي تدين وتستنكر العدوان الأمريكي البريطاني الذي يستهدف اليمن، فإنها تجدد موقف المؤتمر المؤيّد والمسانِد والمناصِر للشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال الصهيوني ومواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها سكان غزة.. وتجدد تأييدها ومباركتها أي خطوات تتخذها القيادة والقوات المسلحة اليمنية فيما يخص مساندة القضية الفلسطينية ومناصَرة غزة باعتبار ذلك واجباً أخلاقياً وإنسانياً قبل أن يكون التزاماً دينياً وقومياً.
إن اللجنة العامة للمؤتمر تجد مناسبة العيد الوطني للجمهورية اليمنية فرصة لتؤكد على أن حل مشاكل اليمن مرهون بمدى قدرة اليمنيين على تجاوز الماضي وسلبياته والنظر إلى المستقبل ببصيرة التسامح والتعايش والقبول بالآخر، والإيمان بأن الشراكة الوطنية وحدها الضامن لبناء دولة يسودها العدل والمواطنة المتساوية.
وتجدد اللجنة العامة دعوة المؤتمر الشعبي العام إلى السلام والحوار ودعمه أي خطوات من شأنها إنهاء العدوان والحصار، والذهاب نحو الحوار والتفاهم على تسوية سياسية تعيد لليمن الأمن والاستقرار.. مشدّدةً على أن صياغة مستقبل اليمن يجب أن يتم بناءً على حوار يمني يمني يشارك فيه الجميع، بعيداً عن التدخلات الخارجية من أي طرف كان؛ ذلك أن أي حلول لا تأخذ مبدأ مشاركة الجميع ستظل ناقصة وستمهّد لخلق بيئة صراعات جديدة -لا سمح الله- قد ينتج عنها صراعات داخلية مستمرة.
كما تشدد اللجنة العامة على أن اليمن سيظل توَّاقاً إلى السلام والاستقرار الذي يضمن العلاقات الثنائية القائمة على تبادُل المصالح والمنافع بين دول المنطقة بعيداً عن تدخُّل أي دولة بشئون دولة أخرى؛ وأن استقرار الإقليم وتحقيق الأمن لدُوله وشعوبه مرهون بالحفاظ على أمن ووحدة وسيادة اليمن؛ وأن استمرار الحرب والحصار والعقوبات والتدخلات الخارجية في الشأن اليمني من شأنها أن تخلق مزيداً من التعقيدات التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
واللجنة العامة للمؤتمر وهي تؤكد على موقف اليمن الثابت تجاه الأشقاء في فلسطين، فإنها تدعو القوى الكبرى وبالذات الداعمة لدولة الاحتلال الصهيوني إلى إدراك أن الأمن والسِّلم في المنطقة لن يتحقق إلا بضمان إنهاء الاحتلال الصهيوني، ومَنْح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، مشيدةً بإعلان كلا من إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة، داعيةً بقية دول العالم إلى أن تحذو حذوها.
مرة أخرى نشيد بتضحيات وصمود الشعب اليمني، ونثمّن مواقف قيادات وقواعد المؤتمر وحلفائه وأنصاره في عموم المحافظات المنحازة إلى الوطن والمدافِعة عن وحدته وسيادته واستقلاله.. وندعوهم إلى مزيد من التماسك والاصطفاف خلف قيادتهم الوطنية ممثلةً باللجنة العامة والأمانة العامة.
الرحمة والخلود للشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى.. والحرية للأسرى..
وحفظ الله اليمن والمؤتمر..
صادر عن الاجتماع المشترك للجنة العامة والأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام
صنعاء: الخميس، 15 ذو القعدة 1445هـ
الموافق 23 مايو 2024م |