الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-مايو-2024
استطلاع : فائز بن عمرو -
حلَّت الذكرى الـ34 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م في وقت صعب جداً يعيشه الوطن والمواطن ، بعد أن صدَّق بعض الاغبياء الشعارات الفارغة لإثارة الفوضى والعمل على تفكيك دولة الوحدة وتعطيل الدستور والقانون ، وإفراغ الدولة من كل قوتها وتكريس الصراع والعنف والتنابذ المجتمعي للوصول إلى مساعيهم والقفز على السلطة بالقوة أو الاستعانة بالخارج ووضع اليمن تحت الوصاية الدولية..
لعل ما عاشه الشعب اليمني منذ نكبة 11 فبراير من المعاناة المعيشية والاجتماعية وانتشار الفوضى وحكم الميليشيات والعصابات وغياب القانون وتضارُب المشاريع التمزيقية والصراعات العسكرية والاقتصادية على تراب بلدنا الطاهر ، لعل تلك الأحداث تجعل الوطن والمواطن يناضلون من أجل استعادة قِيَم الوحدة والسيادة للعودة إلى ظل دولة الوحدة اليمنية التي تمثل قوة وصمام أمان للوطن وكافة أبنائه..



في البدء تحدث الأخ عوض عبدالله حاتم ، عضو اللجنة الدائمة ، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بساحل حضرموت قائلاً:
لقد شلكت الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م إنجازاً كبيراً جداً، أنهى مآسي التشطير والصراع والتفرق ، وطوى صفحة حقبة الاستعمار في الجنوب ، والإمامة في الشمال ، وأسس لانطلاق الجمهورية اليمنية دولة حديثة موحدة ذات نظام جمهوري ديمقراطي تعددي ، وفعلاً كانت الوحدة معبرة عن طموحات كل الشعب اليمني شمالا وجنوبا..

وأضاف: أما عن الإنجازات التي حققتها الوحدة ، فقد نقلت الوطن والمواطن من التشطير والمركزية إلى دولة حديثة مدنية ونظام ديمقراطي ، وفي ظل الوحدة تم التوافق على الدستور والتأسيس لسلطة تشريعية وقضائية وتنفيذية ، وتمت التنمية الشاملة وإنشاء المدارس والجامعات والطرقات والبنية التحتية توسعت، وتم الالتزام بالنظام الديمقراطي وقبول الاختلاف والوصول للسلطة بالطريقة السلميةوعبر الانتخابات من قِبل الشعب في نظام تعددي يستوعب كل قوى الشعب في أحزاب وطنية تعرض مشاريعها وخططها للمواطن الذي يختار من بينها ما يخدم حياته ويستجيب لأهدافه ومطالبه ، كما تم انتزاع السيادة والقرار الوطني من قوى التأثير والاستعمار ، وصار القرار وطنياً يمنياً بامتياز يخدم الوطن والمواطن ، كما تم تأسيس نظام الحكم المحلي والمجالس المحلية بالمحافظات والمديريات ، وصارت هذه المجالس سلطة محلية ورقابية تدير شؤونها وتنتخب المحافظين وتقوم بدور الرقابة والحكم وتتنافس في خدمة مواطنيها عبر انتخاب شعبي مباشر..

واستطرد عوض حاتم : لقد ظل أعداء اليمن والوحدة ينخرون في جسد الوطن حتى تمكنوا من القفز على السلطة بالانقلابات والفوضى والاستقواء بالخارج ، ورهنوا البلاد للمشاريع الاستعمارية وجعلوها مسرح وملعب صراعات وتحاصص للقوى الاقليمية والدولية ، ودمروا كل أو أغلب ماحققتها الوحدة المباركة ، وعملوا من أجل تأسيس الميليشيات والغاء السيادة ، وتعطيل الدستور والقانون وانتشار الفساد ..

مؤكداً أنه لايمكن لليمن أن يعود بلدا موحدا جمهوريا دستوريا ديمقراطي إلا بالعودة للدولة والدستور والقانون واسترداد السيادة الوطنية والوصول للسلطة عبر الاحتكام للشعب ، والتمسك بالإنجازات الوطنية التي حققتها دولة الوحدة وعدم التنازل عنها أو التفريط عنها.

عانينا كثيراً أيام التشطير

من جانبه قال السيد عبدالقادر العيدروس ـ سياسي مستقل ورجل أعمال :
سوف أتحدث عن تجربتي ومعاناتي في الجنوب وبحضرموت خاصة ، لقد عشنا في الجنوب أيام الحزب الاشتراكي وتفرد الصوت الواحد (لا صوت يعلو فوق صوت الحزب) وفرض نظام شوعي أممي بالقوة والترهيب ، عشنا أياماً صعبة ورهيبة وشديدة وانتهت تلك المحنة بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية..

وأضاف: لقد قامت الجبهة القومية والرفاق الاشتراكيون بتدمير كل موروث بريطانيا من النظام المالي والإداري والسياسي والاجتماعي ، وفرضوا علينا الشيوعية الأممية ، وأقحمونا في صراعات مع جيراننا في الشمال ، وتمت مصادرة أموالنا وخاصة نحن الحضارم ، فقد أمم طيران الشرق الاوسط حق باهارون وتم السيطرة على قصر معاشيق للتاجر باعبيد ، وتمت السيطرة على مصنع الغزل والنسيج والتبغ والكبريت لكل من التميمي وبا ثواب النهدي ، وتم ذلك العمل الإجرامي في كل المحافظات الجنوبية والشرقية وخاصة عدن وحضرموت ، وتم فرض قانون الأسرة اليمنية الجائر ، وطمست هوية حضرموت وأطلق عليها رقم خمسة ، باختصار تم مصادرة ديننا وأموالنا وحريتنا، وحُورب الشرفاء والأحرار والتجار الوطنيين وطوردوا ، وكان الرفاق يطلقون على دول الخليج (الرجعية التاريخية، والعدو التاريخي) وحين كنا نفر مجبرين لتلك الدول يتم التنكيل بنا وسجننا وسحلنا ، وها هم الرفاق اليوم وقادتهم يتوسدون فنادق الرجعية وقصورها..

وبخصوص ما قدمته الوحدة استطرد العيدروس بالقول: الوحدة المباركة انتشلت المجتمع والبلد وخاصة في الجنوب من الصراع وحروب الرفاق ومغامراتهم لتؤسس دولة القانون وتأسيس الاقتصاد ودولة المؤسسات والسيادة ، ولاننكر في هذا السياق أنه حصل أخطاء وتجاوزات وخاصة بعد حرب 1994م ، لكن بعد ذلك عوضت الدولة التجار وألغت التأميم وتم تعويض المتضررين ، وتمت المشاركة في الثروة والسلطة ، رغم وجود بعض التجاوزات ، ومشت البلاد نحو الاستقرار والتقدم وتنفيذ المشاريع وفرض سلطة القانون وسيادة الدولة..

وحول الوضع الذي تعيشه البلاد حالياً وكيفية استعادة الدولة ومؤسساتها والحفاظ على الوحدة والسيادة والدولة، قال العيدروس: لقد سلمت سلطة الأمر الواقع برئاسة الخائن عبدربه منصور وحزب الإصلاح ومن تحالف معهم البلاد وسيادتها للخارج ، ووضعتنا تحت احتلال دول التحالف وسيطرتها ، وأقولها بكل صدق وشفافية لا سبيل لاستعادة كرامتنا وسيادتنا إلا بالتخلص من الاحتلال واستعادة الجمهورية والحفاظ على الوحدة وجلوس كل اليمنيين على طاولة الحوار بدون استقواء بالسلاح أو بالخارج والتوافق على نظام جمهوري ديمقراطي تكون للشعب حرية تقرير مصيره ومستقبله.

الخونة باعوا بلدهم

الأخ عمر باكردس المرشدي ، رئيس حزب البعث العربي العراقي بحضرموت أدلى برأيه في ذكرى إعادة تحقيق الوحدة قائلاً:
كانت الوحدة ضمانة حقيقة للجمهورية والدولة والسيادة والوطن والمواطن ، وفي ظلها رفعت الجمهورية اليمنية رايتها خفاقة على كل شبر في أرض الوطن ، وتم إنجاز الدستور والدولة وإقامة السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية والمحلية ، وشرعت القوانين واللوائح والنظام ، وعاشت اليمن أزهى تاريخها وقوتها وسيادتها ، وتم الاحتكام للشعب عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية ، تضبط ممارسة السلطة وتبادلها بعيدا عن الانقلابات والقوة..

وأضاف: كل تلك الإنجازات لم ترق للبعض حيث اجتمعت أحزاب اللقاء المشترك لتعطيل الانتخابات وتأجيلها والقفز على السلطة بالقوة والانقلابات والاغتيالات وبدعم من السفارات والعواصم ، ماعُرف في ذلك الوقت بالربيع العبري لتجمع قوى التخلف والطائفية والإسلام السياسي ورواد السفارات ، لإسقاط الدولة اليمنية وليس النظام وعملوا على تعطيل الدستور والالتفاف عليه وتعطيل القوانين والتشريعات النافذة واستبدالها بالتوافق والوصاية الخارجية ، مما أدى إلى تفكيك اليمن وإحياء الصراعات المسلحة والمناطقية والحزبية والمذهبية ، وبالتالي سلَّموا اليمن وتنازلوا عن سيادته لأسر وأنظمة أسرية لا تستحق أن توصف بأنها دول ، وأطلقوا عليها دول التحالف وأسموا حربهم العدوانية بعاصفة الحزم والأمل..

وأضاف : كان صرف الريال قبل هذه الكارثة 57 ريالاً للسعودي، والآن تقارب 500 ريال يمني لكل ريال سعودي..

واستطرد المرشدي : استذكر في هذا الشأن قصة كان يرددها ياسين سعيد نعمان زيفاً للوصول للسلطة ، فقد كان يردد بأن اليمن مثل سفينة تغرق ، وإذا غرقت سيهرب الفاسدون والحزب الحاكم وسنظل نحن الشعب نعاني؛ ولكن ماحدث بأنه هرب هو ومرتزقته للفنادق والسفارات بل وتعين سفيراً في الدولة التي استُعمرت بلاده لأكثر من قرن وربع من الزمن.. بينما الزعيم استُشهد ومعه الشرفاء في أرضهم ووطنهم..

واختتم قائلاً: لا حل لليمن إلا باستعادة السيادة اليمنية فقط ، وتجريم الارتباط والعمالة للخارج ، ونثق بأن شرفاء وأحرار الوطن هم من سيعيدون له سيادته ووحدته وقوته.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66116.htm