الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-مايو-2024
علي أحمد مثنى -
حدث الـ22 من مايو 1990م تصحيح لما كان خطأً تاريخياً وديمغرافياً في شبه الجزيرة العربية والعالم العربي، وهو تشطير اليمن الواحد الكبير..
* الوحدة هي فريضة إسلامية وإنسانية وطنية إيمانية.. يقول الله تعالى في محكم التنزيل القرآن الكريم من بعث النبي العربي خاتم الأنبياء والمرسلين بدين التوحيد ورحمة للعالمين: وأعتصمُوا بحبل الله جميعاً وَلاَ تَفرَّقُواْ
— يقول الأستاذ المناضل الوحدوي/يحيى حسين العرشي وزير شئون الوحدة السابق يرعاه الله في مقدمة كتابه "الاستقلال والوحدة": ( اليمن الواحد هو القاعدة، أما التجزؤ والتشطير فهما الاستثناء، فاليمن أرضاً وإنساناً موحَّد سلالةً وجغرافيا، حضارةً وثقافةً ولغةً، في سلوكه وعاداته وتقاليده، وفي إطاره العام وتنوع لهجاته وفلوكلوره وحتى في ملابسه، ومائدة طعامه.. إنه التنوع الذي يثري التوحد ويعززه، واليمن منذ أقدم العصور وحدة بشرية وجغرافية وسياسية واقتصادية وحضارية واحدة )..
—الوحدة هدف خامس وسامٍ من أهداف الثورة اليمنية المباركة "سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر"، والذي يقول: العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.. ومقطع رئيس من النشيد الوطني الوحدوي: [وحدتي وحدتي يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي... أنتِ عهد عالق في كل ذمة].. والوحدة الوطنية هدف وشعار سياسي عربي قومي محوري للقوى والتنظيمات السياسية في تاريخ نضالها الوطني الشريف ومنها
المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني شركاء إشراقة صباح الـ22 من مايو 1990م المجيد ومعهما كل التنظيمات والأحزاب بكل توجهاتها الوطنية الصادقة.. ونقتطف منها:
* المؤتمر الشعبي العام: يؤكد الميثاق الوطني أن شعبنا اليمني لم يصنع حضارته القديمة إلا في ظل الاستقرار والأمن والسلام، ولم يتحقق ذلك إلا في ظل وحدة الأرض والشعب والحكم، ولم تتحقق له الوحدة إلا في ظل حكم يقوم على الشورى والمشاركة الشعبية..

* الحزب الاشتراكي اليمني ناضل كثيراً من أجل الوحدة اليمنية منذ تأسيسه يردد الشعار في مختلف الأنشطة والفعاليات الرسمية والشعبية والمنظمات الجماهيرية، الذي يقول: لنناضل من أجل الحفاظ على الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية.. الجميع يعلم أن الحزب الاشتراكي ناضل وعمل على توحيد 23 سلطنة ومشيخية كانت متسلطة بخرائط وأعلام ونشيد وتيجان صنعتها مطابخ مخططات الانشطار الاستعماري البريطاني..

* الأحزاب القومية بشقيها الناصري والبعثي.. من أهدافها السعي إلى توحيد جميع الأقطار العربية في دولة اتحادية واحدة وكانت السباقة لتأييد الوحدة اليمنية منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.. الناصري رفع شعار "حرية وحدة اشتراكية".. البعث العربي الاشتراكي بجناحيه العراق / سوريا رفع شعار "حرية وحدة اشتراكية".. ولذلك فالتيارات القومية وجميع قوى اليسار كانت الحاضر المساند والمؤيد الفعلي للوحدة الوطنية في جميع محطاتها وأنظمتها المتعاقبة..
—الوحدة اليمنية تحققت تلبية لتطلعات وطموحات الشعب اليمني في جميع مناطق اليمن الكبير، فقد سطعت أنوارها ببشائر الفرح والسعادة والأمل الموعود بالخير والتنمية والسلام على كامل المساحة اليمنية، ليس بهدف الغنيمة والفيد والتسلط لطرف على آخر كما يروج أعداء الثورة والوحدة.. ولاشك أحدثوا شروخاً وثغرات في مسيرتها مع الأسف.. و"مخرّب غلب ألف عمار"، ومثل هكذا طعنات وركلات لمشروع عظيم وكبير مثل الوحدة هي بفعل تخطيط وإيعاز شيطاني اجنبي وعربي إقليمي يعتقدون خطأً أن تمزيق اليمن يحقق أهدافهم، فالأجنبي يرغب باستمرار التبعية الاستعمارية لامبراطورية غابت عنها الشمس؛ والإقليمي يعمل بوصية غير عقلانية وربما بنصح واستشارة من شيطان أجنبي معروف، وهذه الوصية يعرفها الجميع وتذكرها الوثائق التاريخية التي تقول: إن سعادة أولاده ومملكته مرهونة بتعاسة اليمن، وشقاء حكم أولاده مرهون بسعادة اليمن.. والمفسرون يقولون: اعملوا يا أولادي وأحفادي كل ما يؤذي اليمن ليظل متخلفاً ممزقاً فقيراً تعيساً غير مستقر ومستقل سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وازرعوا الفتن والحروب والصراعات بين مختلف مكوناته السياسية والاجتماعية والمذهبية والمناطقية.. الخ..
وفعلاً تحقق بأسلحته المختلفة ومنها التمويل المالي وتنفيذ قلة من أحفاد أبي رغال سجاجيده وهم في الواقع ليس لهم ثقل سياسي واجتماعي بل مخلوقات غير سوية كالميكروبات تؤذي لكنها لن تنهي طموح الشعب اليمني ووعيه لمقاومة مثل هكذا رغالات وعلقميات وطفيليات مرتزقة جهلة قطاع طرق تفضحهم سجلات مخصصات اللجنة الخاصة المعروفة للجميع..
وإذا صدقت النوايا لمختلف قوى الخير والسلام في اليمن الكبير ليس من الصعب معالجة الأخطاء والسلبيات التي صاحبت إدارة دولة الوحدة؛ وكل ضرر في الحقوق الخاصة والعامة بمختلف أنواعها قابلة للعلاج وجبر الخواطر؛ ولا نحمّل منجزنا الوحدوي ذنب أشخاص أخطأوا..
يقول الشاعر العربي:

إذا احتربت يوماً فسالت دماؤها
تذكرت القربى فسالت دموعها

— من وسائل أعداء الوحدة الوطنية اليمنية تنفيذ مخطط سايكس بيكو عربي سعودي إماراتي، وفي هذا الجانب يقول الأستاذ علي أحمد العمراني أحد الشخصيات العقلانية والرشيدة فيما تُسمى الشرعية في أحد منشوراته وهو يشكو خديعة ما يُسمى التحالف العربي الذي شن عدواناً همجياً مدمراً على بلادنا تحت أهداف وشعارات إعلامية خادعة منها: *الحفاظ على هوية اليمن العربية وإعادته الى أمته العربية، والحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة اليمن!!؛ ولكن اتضح العكس تماماً.. وأردف بالقول :كان مشروع تجزئة اليمن مضمراً منذ البداية ليكون المشروع القومي العربي في القرن الواحد والعشرين يعني مشروع سايكس بيكو عربي لليمن.. وقال: هناك عرب أشقاء يقولون اليمن لن يبقى واحداً، ونحن إذا وعدنا أوفينا.. ولاحظنا أحدهم يقول: تشرفنا بصلاة العيد في جزيرتنا الغالية على قلوبنا سقطرى التي تودع اليمن البائس وتكون جزءاً من الإمارات ولم يؤاخذه أحد !!

كل شرفاء وأحرار اليمن الكبير بمحافظاته الـ22 التي منها محافظة جزيرة سقطرى، نجزم كما تعلمنا ويعلمنا التاريخ الذي يعرفه الأشقاء والأصدقاء، بأن هذه الجزيرة وغيرها من أرض اليمن الكبير التي تم تدنيسها من قِبل من حسبناهم أشقاءنا وسندنا، ستكون بإذن الله مقبرة لمن يحتلها، وهذا عهد شرفاء وفرسان اليمن سيتحقق عاجلاً أم آجلاً، ولن تصلوا أو تسيطروا عليها بطرق غير مشروعة أو تنعموا في أرض باركها الله بأمن واستقرار وسلام؛ واسألوا التاريخ عن شعب اليمن،
فنحن اليمنيين رجال العرب وفرسانه..
* يقول الحجاج الثقفي لأخيه عندما ولاه اليمن:
(لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، فاتقِ غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم)..

وسنوات العدوان التسع أكدت بالفعل والقول نصيحة الحجاج
ختاماً.. نشير إلى ما ورد عن المفكر الكبير الراحل المرحوم أ.د/ عبدالعزيز المقالح -يرحمه الله- عن المواطنة: "المواطنة هي واحدة من الكلمات الجليلة التي غابت عن عقولنا وقلوبنا أو غُيبت نتيجة الصراع السياسي الحاد الذي شهده الوطن وأفرز معه أنظمة لم تتردد عن الاستئثار بالثورة والثروة والمواطنة".. وأضاف: مالم يتم إعادة الاعتبار لكلمة المواطنة بوصفها حجر الزاوية في بناء وطن جديد خالٍ من الظلم والإقصاء والاستئثار".. ولا مبالغة في القول إن غياب المواطنة بمفهومها الصحيح قد كان وراء كثير من المشكلات والصراعات الدموية..

* نسأل الله أن يحفظ اليمن والوحدة الوطنية؛ ويلهم السلطات الموزعة على ربوع جغرافية الوطن الكبير العِبرة من تجارب التاريخ، والحيطة من الأعداء المتربصين بالجميع.. ونحن أقوياء بوحدتنا وموارد بلدنا الهائلة والمتنوعة بحسن إدارتها، ما يغنينا عن الأجنبي قريبه وبعيده..

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66121.htm