الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-مايو-2024
أحمد أمين باشا -
هو يوم ليس كمثله يوم وتاريخ ليس كمثله تاريخ سيظل أبد الدهر في ذاكرة التاريخ جيلاً بعد آخر.. ويسكن في أرواح وخلجات نفوس أمتنا اليمنية والعربية جمعاء..
هو يوم شكَّل موعداً مع القدر ببزوغ فجر جديد أطلت خيوطه على ربوع أرض السعيدة من أقصاها إلى أقصاها في الـ 22 من مايو 1990م؛ يوم تحققت فيه الوحدة اليمنية الخالدة التي أعادت اللحمة إلى الجسد الواحد كما كانت قبل قرون سابقة.. وبإعادة تحقيق الوحدة اليمنية حقق اليمنيون الهدف المنشود والغاية الأسمى فتوحدت الأرض والحضارة والعراقة وأصبحت نموذجاً أمام بقية الأمم والشعوب لانتصار إرادة شعب وحقه في العيش بهوية واحدة متجاوزة كل العوائق السياسية الخارجية التي تواجه هذا المشروع العظيم..
لاشك في أن الوحدة اليمنية مكسب وإنجاز عظيم لا يضاهيه أي إنجاز.. وفي الأساس فإن هذا المشروع لم يكن وليد اللحظة، بقدر ما كان حلم أجيال متعاقبة في عموم اليمن أجمع منذ عقود طويلة من الزمن.. ثمما لا شك فيه أن إعادة تحقيق الوحدة كان لها ثمن لا يُستهان به من التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء شعبنا اليمني في شمال الوطن وجنوبه منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشمال إلى ثورة 14 أكتوبر 1963م في الجنوب التي تجسدت بالنصر على القوات الإنجليزية الاستعمارية حتى اضطرت حينها إلى الرحيل وهي تجر أذيال الهزيمة..
الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م الذي تحقق فيه حلم اليمن كان المفترض فيه أن يشكل بادرة مضيئة ودافعاً قوياً لأنظمة وشعوب الأمة العربية من المحيط إلى الخليج للتفكير ملياً بإعادة لُحمة وتوحد المنطقة العربية لكي تشكل ثقلاً إقليمياً ودولياً تستطيع من خلاله فرض تواجدها بقوة بين القوى العالمية في الشرق والغرب؛ لكن للأسف ظل التشتت والتمزق والوهن مهيمناً على الأنظمة العربية..
تهل علينا هذه الأيام الذكرى الـ34 لقيام الوحدة اليمنية في ظل إرهاصات العدوان الغاشم المستمر منذ العام 2015م والذي كانت غايته الأساس تقسيم اليمن إلى دويلات كي تسهل لقوى العدوان الخارجي التحكم والسيطرة عليه بما يحقق مصالحهم وأجندتهم المشبوهة داخل الأرض اليمنية وبحارها وجزرها خدمةً للمشروع الصهيوأمريكي..
وما لم يدركه أصحاب المشروع الاستعماري لليمن، أن اليمنيين في كل ربوع الوطن الكبير من صعدة إلى المهرة قلوبهم وانتماءاتهم ستظل وحدوية التراب والهوية، مدركين أن سر قوة اليمن تكمن في وحدته وتماسكه حتى وإن كان هناك بعض التجاوزات أو المظالم التي حصلت في عهد الأنظمة السابقة فكل ذلك يمكن تفاديه عبر معالجات متعددة وممكنة، لكن لا يمكن استغلال ذلك للمطالبة بأي مشاريع انفصالية من قِبل بعض المأزومين الذين يتجمع حولهم بعض الآلاف من المناصرين ليتحدثوا بعدها في المحافل الإقليمية والدولية بأنهم يمثلون شعباً بأكمله، بينما في حقيقتهم أرادوا اختزال إرادة شعب عظيم بطغمة متنفذة..
الوحدة اليمنية ليست مِلْك أشخاص أو قوى سياسية؛ وليست مِلْك صالح ولا البيض بقدر ما هي مِلْك وحق حصري لشعب يمني كبير من صعدة إلى المهرة اختارها بإرادته وسيدافع عنها بكل ما أُوتي من قوة.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66122.htm