جمال مجلي* - مع مرور 34 عامًا على إعلان الوحدة اليمنية، يتزايد الاهتمام بتقييم الوضع الراهن وتحديد تطلعات المستقبل في اليمن، فضلاً عن الدور الذي تلعبه الأحزاب في هذه العملية المستمرة.. تُعد هذا الذكرى المهمة فرصة لإلقاء نظرة شاملة على التحديات والإنجازات واستشراف المستقبل..
تأسست دولة اليمن الموحدة في 22 مايو 1990م، وسعت لتحقيق التوافق والتعايش بين الشمال والجنوب، ولكنها واجهت تحديات هائلة منذ ذلك الحين.. تفاقمت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية في السنوات الأخيرة، وتسببت في تفاقم الانقسامات الداخلية وتدهور الوضع الإنساني.. الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2014م وتصاعدت في عام 2015م، جعلت الوحدة اليمنية تواجه تحديات هائلة وتهديدات لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا..
في ظل هذا الوضع الراهن، تتجاوب الأحزاب اليمنية مع تحديات المستقبل وتسعى لتحقيق تطلعات الشعب اليمني.. تلعب الأحزاب دورًا حاسمًا في تعزيز الديمقراطية وتعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة؛ وتعمل على تشجيع المشاركة السياسية وتعزيز الاستقرار والسلام في اليمن، كما تعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل للشباب وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين..
من المهم أيضًا أن نلقي نظرة على آفاق المستقبل في اليمن، حيث يتطلع الشعب اليمني إلى إحلال السلام وإنهاء الصراعات المستمرة، وبناء دولة موحدة ومزدهرة تعمل فيها المؤسسات بشكل فعال وتحقق العدالة الاجتماعية.. يجب أن تسعى الأحزاب إلى تحقيق هذه الطموحات والعمل بروح المصالحة والتعاون لتجاوز الانقسامات وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة..
في الختام، تحتاج اليمن إلى جهود مشتركة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأحزاب السياسية، للتغلب على التحديات الراهنة وبناء مستقبل مشرق للبلاد.. ويجب أن تتحلى الأحزاب بالحكمة والرؤية الاستراتيجية، وأن تضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات شخصية أو حزبية. والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الاندماج والتضامن بين جميع أبناء اليمن..
وبمناسبة الذكرى الـ34 للوحدة اليمنية، يجب أن نتذكر أن الوحدة هي ضرورة حتمية لبناء مستقبل يمني مزدهر.. لذا يجب أن نستغل هذه المناسبة لتجديد العزم والتفاؤل وتوحيد الجهود من أجل إحلال السلام والاستقرار في اليمن؛فتحقيق تطلعات المستقبل يتطلب تضافر الجهود والتعاون من جميع الأطراف، وعلى الأحزاب أن تكون رائدة في هذه العملية..
إن اليمن يواجه تحديات كبيرة، ولكنها قابلة للتغلب عليها في ظل إرادة الشعب وتضحياته.. ويتعين على الأحزاب أن تكون ركيزة أساسية في بناء الديمقراطية والتنمية وتحقيق السلام في اليمن، فالعمل المشترك والتضامن بين الأحزاب والشعب اليمني هو ما سيؤدي إلى تحقيق التقدم والرخاء المستديم في البلاد..
نرجو أن تشهد السنوات القادمة تحقيقًا للسلام والاستقرار في اليمن، وأن تلعب الأحزاب دورًا فاعلاً في تحقيق هذه الرؤية.. إن الوحدة والتضامن هما مفتاح تحقيق مستقبل مشرق لليمن وشعبها.
*عضو اللجنة الدائمة الرئيسية - رئيس الهيئة الوطنية اليمنية الأمريكية.. الولايات المتحدة الأمريكية
|