د. عبدالوهاب الروحاني - هامات كبيرة، وأسماء يمنية من الوزن الثقيل، حفرت أسماءها في الذاكرة الوطنية.. عندما نستحضرها نستحضر معها قِيَم ومعاني النضال الوطني، والحراك السياسي والثقافي، وتجسيد روح الوطن والدولة..
في المقدمة يبرز شاعر الوطن والثورة المناضل الشهيد محمد محمود الزبيري، ورفيق نضاله السياسي والشاعر الخطيب أحمد النعمان، وزميل دربه في السياسة وحوار "حرض" القاضي عبدالرحمن الارياني، ومحمد علي عثمان، أولئك الذين رسموا للوطن طريقاً لا يخطئه وطني صاحب انتماء وولاء..
خبراء في الإدارة والاقتصاد، عبدالله الكرشمي أكفأ المهندسين، وأنزه رئيس حكومة عرفته الجمهورية قبل الوحدة، وخبير الإدارة والتشريع عبدالكريم العرشي، ومحمد عبدالوهاب جباري خبير
الاقتصاد وروح النكتة السياسية، ورجالات فكر وسياسة ناضلوا من أجل
البناء والتنوير والوحدة، يحيى حسين العرشي، راشد محمد ثابت، ورجالات تنمية واقتصاد حسن مكي، علي لطف الثور، محمد سعيد العطار، وأنزه وأكفأ رئيس حكومة بعد الوحدة فرج بن غانم.. كلهم عناوين بارزة في السياسة، والإدارة، والتنمية، والاقتصاد..
رواد آخرون تركوا بصمة في العمل السياسي والتنظيمي، محسن العيني صاحب كتاب "خمسون عاماً في الرمال المتحركة"، وأحمد قاسم دهمش رجل التصحيح، ومرجعية الثقافة والإعلام، ويحيى المتوكل عنوان الكياسة والسياسة والأمل، ثم رجل المبادرات ودينامو النضال والتوافق الوطني جار الله عمر، ورفيق نضاله صاحب "نظرة في تطور المجتمع اليمني" سلطان أحمد عمر، وأحمد جابر عفيف مؤلف "الحركة الوطنية في اليمن"، والقائمة تطول وتطول..
*منمنمات الفكر والثقافة
في ميدان الفكر والثقافة والأدب يبرز حكيم عصره.. متنبي اليمن وفيلسوفها الشاعر الكبير عبدالله البردوني، الذي أثرى المكتبة اليمنية والعربية بنوادر من فكره وأدبه وشعره، من "أول قصيدة إلى آخر طلقة"، و"قضايا يمنية" و "اليمن الجمهوري"، و"اشتات" إلى "كائنات الشوق الآخر" و"رواغ المصابيح".. ثم المؤرخ الشهير القاضي محمد بن علي الأكوع (الحوالي) صاحب أهم المصنفات التاريخية في المكتبة اليمنية، وأول من حقق أجزاء من الإكليل للسان اليمن وبحر علومها أبي الحسن بن أحمد الهمداني..
لا يجوز.. أن ننسى نبض الحرف وألَق الكلمة وبساطة التصوير في قصص وسرديّات عمالق الرواية اليمنية محمد عبدالولي صاحب "الأرض يا سلمى"، و"شيء اسمه الحنين" و"يموتون غرباء" و "صنعاء مدينة مفتوحة"، ثم كليم الوحدة ورسولها عمر الجاوي، الذي
مات الأدباء وذهب ريحهم بذهابه وموته، ورائد الحداثة والتنوير شاعر اليمن وأديبها د. عبدالعزيز المقالح، وصاحب "أوراق في تاريخ اليمن وآثاره" د.يوسف محمد عبدالله، وزميله في البحث والدراسة والتنقيب
د.محمد عبدالقادر بافقيه مؤلف أشهر كتب التاريخ اليمنية "تاريخ اليمن
القديم"، "في العربية السعيدة"، وكتاب التحليل والنقد "المستشرقون وآثار اليمن"، وكتابات تاريخية أخرى وُثّقت وحُلّلت وأصّلت لتاريخ اليمن القديم والمعاصر..
إضاءات فكرية وسياسية ووطنية جديرة بأن نستحضرها في واقع مؤلم وتاريخ يلوّثه الصغار والتافهون.
|