الميثاق نت -

الإثنين, 03-يونيو-2024
عبدالرحمن بجاش -
ذهبنا بها إلى ذلك المستشفى الخاص وبأيدينا أفلام الكشافة ونتيجة المختبر، عرضناها على الدكتور، رمى جانباً كل ماحملناه إليه، وراح يفحص المريضة ثم قالها :
لابد من كشافة جديدة، ما أتيتم به ليس من الزاوية المطلوبة، والمختبر نتيجته ليست مضمونة، أعيدوا عمل الكشافة لدينا وكذلك المختبر..
قال من ذهب بها :
عملنا كل ما طلب من جديد..
راح يفحص منطقة الحوض وراح يحسب على الورق ، قال :
لابد من عملية، ستكلفك 750 ألف ريال..
ذُهلنا، من أين لنا بالمبلغ ..
ممرضة كانت تقف بالقرب تساعد الطبيب، بعد أن ذهب، همست :
تعالوا معي ..ذهبنا إلى مستشفى آخر إلى طبيب تعرفه، استعرض كل ما أتينا به، وفحص منطقة الحوض، قال موجهاً كلامه للمريضة :
واصلي استخدام الدواء، وإذا التزمتِ، خلال شهر إلى شهرين ستشفين وعلى مسؤوليتي !!!
12 ألف خسرناها هناك وخرجنا ..
في مستشفى آخر، اجتماع يرأسه المدير والمالك، موجهاً كلامه للأطباء:
غرف الإنعاش فاضية، ماذا تفعلون ؟؟ لن يستلموا راتب !!!
اتصال في وقت متأخر من الليل :
يشتوا موافقتك على بتر الساقين لـ……، وإلا ستنتشر الغرغرينا ..
طيب بكم ؟
بـ 700 ألف ريال
بتر فقط بهذا المبلغ ..!!!
قال صاحبي :
اتصلت بالصديق …نائب مدير المستشفى الحكومي وتم البتر مجانا !!!
يضحك صاحبي :
هل تصدق أن الدكتور فلان صاحب مستشفى ….. يذهب إلى الخارج إذا شعر بوعكة صحية !!!
قصص وحكايات أغرب من الخيال في معظم المستشفيات الخاصة، وهي كارثة بكل المقاييس إذا اضطررت يوماً للذهاب بمرضك إلى أي منها …
شخصياً رحت أزور صهري إلى ذلك المستشفى الخاص فهالني الرقم الذي ذكره مطلوباً منه سداده !!!
تسأل :
هل من رقيب ؟ أو حسيب !!!
يأتيك الجواب همساً :
الرقيب والحسيب المحتمل شريك هنا وهناك ..
عندما تذهب إلى أي مستشفى يخيل لك أن البلاد كلها فيه ، وتذهب إلى الآخر فتجد الصورة تتكرر والحكايات تتكرر، ولاتدري لمن تشكو!!!
مستشفيات في مبانٍ هي للسكن تحولت إلى مستشفيات..
أبسط الشروط المطلوبة على صعيد الإدارة والنظافة وحسن المعاملة لا يتوفر أي منها !!!
وأقسى ما في المشهد أن من يُسعَف إلى أي منها يُرَد من الباب :
ادفع أولاً !!
هناك من يرهنون سياراتهم وحلي نسائهم
وهناك قصص تدمي الروح..
ولا تسمع عن أحد يناقش أوضاع المستشفيات أو الشقق الخاصة !!
بالتأكيد حتى لا نظلم الجميع ان هناك مستشفيات لا بأس بخدماتها ومظهرها العام وتوافر الشروط لفتح مستشفى، لكن الفوضى في هذا القطاع تجبر المفتح على أن يعور عينه !! على طريقة مشّي حالك …
حتى هنا لا أدري لمن يفترض أن يوجه الخطاب، لأي سلطة بالضبط ؟!
وماذا عن المستشفيات الحكومية ؟
حالها مثل حال مدارس التربية والتعليم، طلعوا يومها بقانون التعليم الخاص وتبين أن معظم رجال التربية والتعليم فتحوا مدارس خاصة في شقق وتبين أنهم استخدموا إمكانيات المدارس العامة، وصار المدرس فالخاً بين العام والخاص لا يدري أين يًخلص!!!!
المستشفيات الخاصة فتحت على حساب العام وصار كثيرون يستلمون من هنا وهناك ، يذهب الطبيب إلى الدوام لساعة يخرج بعدها إلى مستشفاه الخاص ، وظهر فيما بعد أن كبار المسؤولين شركاء حتى في الصيدليات كتلك التي فتحت وسط المستشفى الجمهوري والتي قِيل يومها إنها للتخفيف عن المواطنين فإذا بها تبيع المغشوش قبل الشارع !!!
ضاع التعليم العام
وضاعت الصحة العامة
والآن كله عبث لا رقابة ولا حساب..
والمواطن يدفع الثمن هنا وهناك من خلال نافذة مطلة على محيط ليس له نهاية !!!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66158.htm