إياد فاضل* - لم تكن دعوة الوالد الشيخ صادق بن أمين أبوراس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- والتي وجهها خلال كلمته التاريخية خلال الاجتماع الموسع للجنة العامة والأمانة العامة المنعقد بالعاصمة صنعاء الأسبوع الماضي؛ لم تكن دعوته إلى ضرورة منح الصلاحيات الكاملة للمحافظات منطلقة من المزايدة السياسية، وإنما كانت نتاجاً لخبرة طويلة وعملية للوالد الشيخ أبوراس في مجال السلطة المحلية وبصورة مبكرة منذ إنشاء هيئات التعاون الأهلي في سبعينيات القرن الماضي؛
ولهذا السبب أرى أن دعوته اكتسبت مصداقية لدى أطراف عِدة كونها نتاج خِبرة لامست عن قُرْب خلال عقود كل ما يضعف الأنشطة والمهام والمسئوليات الملقاة على عاتق السلطة المحلية.. فالرجل يدرك تماماً ما تمثله المركزية الشديدة من عائق كبير أمام أداء المحافظات بالرغم من وجود القوانين والتشريعات التي تنظم العمل المحلي..
وبالعودة هنا إلى تلك المؤتمرات التي كانت تعقدها المجالس المحلية بصورة سنوية على ما أعتقد كانت تخرج بتوصيات وقرارات فاعلة، لكنها للأسف الشديد لم تكن تجد طريقها للتنفيذ على الواقع، الأمر الذي راكم هذه القرارات والتوصيات واتسعت مع ذلك مشكلة المحليات..
وبالعودة هنا لما تيسر من وثائق عن مؤتمرات المحليات سنجد الوالد الشيخ صادق بن أمين أبوراس يطالب بإصرار بضرورة التنفيذ والتقيد الكامل بما يصدر عن هذه المؤتمرات من قرارات وتوصيات، لإدراكه الأهمية التي تمثلها في معالجة مشاكل المحليات وعلى رأسها المركزية الشديدة والتي ظلت إشكالية مستمرة يبدو أن الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد لم تكن مهيأة بالصورة اللازمة للتعامل مع القرارات والتوصيات التي نتجت بفعل مشاركة فاعلة من كافة قيادات المحليات وبتفاعل وحماس كبيرين انتصرا للمحليات..
وإزاء ما تقدم نجد أن دعوة الوالد أبوراس إلى منح المحافظات الصلاحيات الكاملة يجب أن تأخذ حقها من الاهتمام الكبير خاصة وأن البلاد مهيأة اليوم لمناقشة كافة التصورات لبلوغ المعالجات الضرورية الكفيلة بخروجها من أتون أزمتها الراهنة..
وحسناً فعلت صحيفة الميثاق أنْ تفاعلت مع هذه الدعوة التاريخية وتسليط الاضواء عليها
بالصورة التي تخلق حالة من الوعي بها لدى الشعب صاحب المصلحة الأولى والأخيرة من الحكم المحلي.
*رئيس موقع أخبار المؤتمر الشعبي العام
بولاية نيويورك
المسئول الإعلامي للفروع |