الميثاق نت -

الإثنين, 10-يونيو-2024
ناصر بن يحيى -
بمناسبة مرور 34 عاماً من عمر الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية، أطل على الجمهور والشعب اليمني قاطبة من أقصاه إلى أقصاه شماله وجنوبه وشرقه وغربه الشخصية الوطنية المحورية، المناضل الوطني الغيور والصادق الجسور الأستاذ/ يحيى حسين العرشي، من على شاشة قناة "اليمن اليوم" من اليمن مستعرضاً ومتحدثاً من القلب إلى القلب بشخصيته الجذابة وبالروح الوطنية والوحدوية؛ متطرقاً إلى مسيرة العطاء الفياض الذي استهلها منذ منتصف ستينيات القرن الماضي كمدير عام في محافظة الحديدة -الديوان العام- وتدرج في حديثه الفياض إلى ما أنجزه في مجالات العمل والمناصب التي تقلدها وهي متعددة في جوانبها المختلفة ومستوياتها الرفيعة وما تحقق من نجاحات ملفتة وبالغة التأثير في مختلف مناحي الحياة؛ فمثلاً ما أسسه في مجال الشئون الاجتماعية والعمل بات ماثلاً للعيان في تطوراته وأهميته، وهو عمل خلاق كان الناس في أمَسّ الحاجة إليه؛ معتمداً في ذلك على الاجتهاد الشخصي والنوايا الصادقة والحسنة والإيمان بقِيَم العطاء الإنساني الخيّر.. كذلك في مجال الرقابة والمحاسبة أسس جهازاً في غاية الأهمية وحدد له القوانين واللوائح المناسبة، وذلك ما مثل ركناً أساسياً في مهام الدولة العميقة ومجالات المراقبة والمحاسبة..
ولأن مسؤوليات الأستاذ يحيى حسين العرشي مثمرة وناجحة وذات أبعاد تنموية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي فقد كُلف أيضاً لتأسيس المجال في المحصلات الضرائبية وتحديد أوعيتها في وقت مبكر من بناء أركان الدولة وفي إطار بناء المؤسسات الحديثة التي تتواكب مع أحداث الثورة والجمهورية لنكتشف فعلاً علاقته الوثيقة والمتينة المتصلة بالبناء المؤسسي وتطويره في شتى الجوانب والمجالات وإيجاد النظم والقوانين واللوائح التي طلبها وأخرجها من السلطات العليا المتمثلة في المجلس الجمهوري برئاسة القاضي الفاضل الفقيد المرحوم عبدالرحمن الارياني؛ حيث تم إصدار تلك القوانين والنظم واللوائح بقرارات جمهورية..
نعم إنه عمل عبقري مبدع من الطراز الرفيع من رجل مخلص وصادق وأمين وقامة سامقة
ومايزال العطاء دافقاً ومتطوراً؛ إذ تم ترسيخ تلك المنجزات والقوانين والمؤسسات مترجماً إلى أرض الواقع وكان لذلك الأثر البالغ والمهم على مختلف الجوانب والمستويات..
وفي مطلع العام 1976م وتحديداً 14 يناير اختير الأستاذ العرشي لمهمة كبيرة وعظيمة بكل الأبعاد والمستويات، وزيراً للإعلام والثقافة، فكان الباني المؤسس للعديد من الهيئات والمؤسسات والبناء الراسخ والمتطور لجوانب الإعلام والثقافة وما يتصل بذلك من الآثار ودُور الكتب وغيرها من المجالات الكثيرة والمتعددة؛ وكان بذلك المؤسس والباني للإعلام الحديث والتطور الثقافي والاجتماعي، وتحققت على يديه نقلات نوعية تنموية في مجالات البُنَى التحتية لتلك المرافق الحيوية كماً ونوعاً؛ وأصبح هناك جذب للكوادر المتخصصة وتوفير المنح الجامعية المتخصصة في مختلف المجالات وكانت كبيرة وتطور سنوياً وهو ما حقق نهوضاً كبيراً في تلك المجالات وإبداعات زاخرة جعل من تلك المرافق والمؤسسات منارات للتطور العلمي والثقافي والاجتماعي والإنتاجي بصورة لم يسبق لها مثيل.. وفي هذه المسيرة الكبيرة للأستاذ يحيى العرشي تخللها مجالات العمل الدبلوماسي والسياسي حيث كان سفيراً لليمن في العديد من البلدان العربية على المستوى الإقليمي والدولي..
وسنأتي هنا إلى الإنجاز الأكبر الذي أسهم فيه العرشي إسهاماً فاعلاً ومهماً من خلال الدفع بالوصول إلى يوم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو عام 1990م حيث كان المصر القوي صوب ذلك الإنجاز العظيم بعزيمة صادقة لا تلين وله الإسهام الأكبر في تقريب وجهات النظر وتحقيق العديد من الاتفاقات وإنجاز الملفات بالحوارات الشطرية بصورة متواترة ومتسارعة وبالصبر والحكمة والحنكة كان يشير ويدفع ويعالج ويحاور بقدرات استثنائية ويحقق القناعات ويكسبها في كثير من الأحايين وفي الطريق الى إنجاز ذلك الهدف الوحدوي العظيم الذي كان من اغلى وأهم الاماني الوطنية والمسجل في أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر كان العرشي هو الدافع الأساس، أشهد بذلك وأنا حاضر أنه وبعد افتتاح نفق القلوعة (جولد مور) في ظهيرة ذلك اليوم وفي نهاية زيارة الرئيس علي عبدالله صالح هو من دفع بالتشاور بين الرجلين وبسعي من الأستاذ علي سالم البيض لمقترح الوحدة الاندماجية وتحقيق التطلعات المأمولة جماهيرياً وشعبياً للشعب اليمني كله وحث على الإنجاز وصياغة الاتفاق وهو ما تم تكليفه بذلك في ظهيرة الثلاثين من نوفمبر 1989م وفي مساء ذلك اليوم العظيم كان يحيى العرشي وراشد محمد ثابت قد أنجزا اتفاقية الوحدة وتم التوقيع من قِبل الرئيسين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض على مسودة دستور دولة الوحدة الذي كان قد أنجز عام 1982م وظل في الأدراج طِيلة السنوات اللاحقة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66204.htm