الميثاق نت -

الإثنين, 10-يونيو-2024
د. عبدالوهاب الروحاني -
في سياق الاستحضار الملهم لقامات اليمن الوطنية يقفز دوماً إلى الذاكرة بطل الكلمة والموقف يوسف الشحاري، الذي لُقّب بـ"صوت الشعب وضمير الأمة".. ذلك الشاعر والسياسي والأديب والمناضل الكبير، الذي ارتبط اسمه برفيق دربه الشاعر والخطيب المفوه محمد الربادي؛ كلاهما كان يمتلك الكلمة ويسلك منهاج التواضع والبساطة، ويصدح بالحق من أجل الوطن ولعيون البسطاء.. وكلاهما امتلك مشاعر وأحاسيس الناس، وأصبح الشحاري والربادي عَلَمين بارزين لا يتكرران..

في فنون التاريخ والترجمات لمعت أسماء نجباء ومبدعين قُدامى ومعاصرين؛ المؤرخ الشهير القاضي محمد بن أحمد الحجري صاحب "مجموع بلدان اليمن وقبائلها"، والقاضي إسماعيل الأكوع صاحب موسوعة "هجر العلم ومعاقله في اليمن"، و"الزيدية.. نشأتها ومعتقداتها"، و"الأمثال اليمانية"، وكتابه البحثي الشهير "نشوان بن سعيد الحميري، والصِّراع الفكري والسياسي والمذهبي في عصره".. وسلطان ناجي الذي برع في التاليف والترجمة والتحقيق وأنتج ما يزيد على 40 مؤلفاً، بينها "الوحدة اليمنية عبر التاريخ"، "الهمداني مؤرخ اليمن وفكره"، "وضع المرأة في المجتمع اليمني"، و"التاريخ اليمني - مصادره ومنهاج بحثه"، وعناوين مهمة تأليفاً وتحقيقاً وترجمةً..


*أسماء وسِيَر

من سِيَر هؤلاء الكبار تعلمت أجيال، ونهضت بدورها وسارت على طريق التنوير والتحديث.. جيل من الشباب يتدفق عطاء ووطنية، تستمر بهم الحياة مزدهرة، تتعاطى مع العصر، وتتفاعل مع معطياته، ففي السياسة والاجتماع برزت أسماء لها ثقل ووزن كبير ما يزال كثير منهم يعيشون ذروة عطائهم من أمثال السياسي والمفكر الأكاديمي الكبير د.حمود العودي صاحب أشهر وأحدث الإصدارات اليمنية المعاصرة "المحاكمة" و"العنف والتمييز الاجتماعي".. والمفكر السياسي الشهير زيد بن علي الوزير مؤلف سلسلة من روائع الكتب الفكرية والسياسية؛ "محاولة في تصحيح المسار"، و "عندما يعود الجفاف: مأساة التمذهب"، وكتابه المعنون "في البدء كان الحكم مدنياً"..

لا أنسى الصديق العزيز الكاتب والمؤرخ والإعلامي المعروف بلطفه ونبله ودماثة أخلاقه إبراهيم المقحفي صاحب "موسوعة الألقاب اليمنية".. والطبيب والكاتب الفنان الموهوب د. نزار محمد عبده غانم صاحب كتاب "الهجرة والاغتراب".. ثم الباحث البسيط الجميل عبدالله خادم العمري محقق مجموعة من كتب التاريخ والتراث: "الحميني والإنشاد اليمني- الشلة التهامية"، "الأدب الشعبي العربي من مهد التواصل إلى قمة الخصوصية"، و"الشعر الشعبي المغنى في تهامة".. ثم ثنائي الحرف والنغم الأديب والشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان ورفيق دربه قيثارة الوطن ولحن الوحدة الفنان أيوب طارش، وآخرون كثيرون، أثروا الحياة وأناروا الطريق..


*لا تنسوا الرواد

رواد النضال والحركة التنويرية اليمنية الأوائل من محمد المحلوي وعبدالله الحكيمي إلى عبدالله الذماري، والموشكي ومطهر الارياني.. هامات وطنية لا يمكن لجيل الشباب إلا أن يقرأها ويفيد مما تركت بيننا من تجارب متميزة في الإدارة والسياسة والثقافة، وأسفار من علوم العصر ومعارفه.. فلا تنسوا الرواد، واقتفوا أثرهم حتى تنتجوا..

هناك أيضاً شخصيات اجتماعية مستنيرة هي الأخرى لا يجب أن تغيب عن الذاكرة، كان لها حضور فاعل ومؤثر في الحياة السياسية والعامة من أمثال: عبدالله حسن الدعيس، أمين أبو راس، محمود عبدالحميد، أحمد علي المطري.. أسماء عندما كنا نسمع بها يتبادر إلى الذهن حاجة المجتمع لرجاحة العقل، وسداد الرأي والمشورة..

وطنيون ناضلوا بجرأة وقوة وثقة.. كانت -ولا تزال- عيونهم على الوطن وعلى مستقبل أجياله.. ينظرون إلى ما هو أبعد بكثير من المصلحة والعائلة والورثة..

كثيرون تميزوا بخدمة اليمن في ميدان النضال بالكلمة والموقف..
وطنيون من الماء إلى الماء.. قادة ومثقفون كبار لا يمكن لأي يمني في
ظل التراجع والنكوص الوطني الذي نعيشه إلا أن يتذكرهم.. فتذكَّروا
هؤلاء حتى لا تموتون وحتى يظل اليمن حَيَّاً.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66213.htm