الميثاق نت -

الإثنين, 24-يونيو-2024
محمد علي اللوزي -
تماطل الرياض في الوصول إلى سلام يكفل للمنطقة الأمن والاستقرار، ويحقق قدراً من المعقولية وفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار مع اليمن.. الرياض تذهب إلى مغالطات وتسويف حول قضايا تم البت فيها، وتعيد مراجعتها وتبدي العذر تلو الآخر، في المقابل تحث الخُطى من أجل إيجاد مظلة أمريكية لحمايتها تحت عناوين قضايا مشترَكة ودفاع مشترَك.. وهي على استعداد للتفريط بالقضايا القومية إلى أبعد مما نتصور، وحتى في سيادتها تقبل أن تفرط فيها، على أن تتنازل لمطالب عادلة تخص اليمن.. هي إذاً تتوجه نحو الأوروأمريكي ليمنحها الحماية في حالة نشوب حرب مع اليمن وفي حالة تم إنجاز معاهدة الدفاع المشترَك مجازاً لأن الرياض لن تدافع عن أمريكا ولا تقدر على ذلك، ولكن المسمى غطاء لحماية الرياض من الصواريخ والمُسيَّرات اليمنية الحديثة.. وبالتأكيد فإن التوقيع على هذه المعاهدة يجعل السعودية في حِلٍّ من أي التزامات أو مواعيد قطعتها لليمن تهدف لتحقيق السلام، وستعود مرة ثانية إلى عنترياتها، وإلى تحريك ذبابها الإلكتروني للهزء بالداخل اليمني وإشعال حرائق سياسية، وصولاً إلى حرب تجهّز لها الرياض عبر عملائها من خلال صناعة طوق محكم على نظام صنعاء، مأرب، شبوة، لحج، تعز، الساحل الغربي، جزء من صعدة، الجوف، وهكذا يتحرك العدوان باسم الشرعية لحرب واسعة النطاق.. فيما الداخل اليمني يستخذي لحالة اللاسلم واللاحرب تحت يافطة هدنة ليست سوى تجهيزات لقتال ضارٍ.. صحيح أن صنعاء هي في المقابل تدرك أبعاد هذه المؤامرة الخبيثة، وأن الرياض لن تقبل الانصياع للحق اليمني، وتعمل صنعاء على تطوير قدراتها العسكرية، ولكنها قدرات ربما تواجه صعوبة كبيرة في حالة اندلاع حرب شاملة وتحرك الطوق بالكامل ومعه العدوان المسمى تحالفاً..

وإذاً تغتنم السعودية الهدنة للبحث عن موقف قوة يمكنها من ردع اليمن ويمنحها الوصاية والهيمنة وتأديب صنعاء، من خلال تحالف سعوصهيوأمريكي.. وليس أمام صنعاء اليوم إلا أن تحسم الأمر سريعاً بالسلم، أو فض ما يُسمى هدنة، وانتزاع الحق المشروع بقوة السلاح قبل وصول الرياض إلى تحالفات خارجية تمنحها حماية من المُسيَّرات والصواريخ..

صحيح أن الرياض قد تخسر الكثير في المواجهة، ولكنها مع أمريكا تقبل المواجهة والخسارة المؤقتة ما دام الأمر سيُحسم لصالحها ولعملائها من الميليشيات.. في كل الأحوال اليقظة اليوم مطلوبة أكثر مما مضى؛ وحسم اتفاقية سلام أمر مطلوب على وجه السرعة، فالرياض تشتغل على إنجاز معاهدات دفاع مشترَك يمنحها قوة حسم الحرب لصالحها، وهي في المقابل ستعمل على التطبيع وماهو أبعد من التطبيع في تحالف مع الصهيوأمريكي، لتدمير كل القضايا العربية الاستراتيجية، ولكن ليس قبل حسم الحرب مع صنعاء، وإنجاز نصر صهيوأمريكي سعودي مهما كلف الأمر، على أن تنتصر صنعاء لمطالبها المشروعة والعادلة.. وهنا نسأل: هل تدرك صنعاء هذا التسويف من قِبَل الرياض في ترحيل السلام الذي يتوق إليه كل يمني حر؟!.. وهل تدرك أبعاد المباحثات السعودية الأمريكية للوصول إلى دفاع مشترَك يكون الكيان الصهيوني حاضراً فيه بقوة؟.. المسألة تحتاج إلى تأمل؛ ولكننا نبقى في حيرة من أمرنا لماذا صنعاء في حالة لا سلم ولا حرب مع العدوان؟!.. فإذاكانت ترى ذلك مهماً لتنامي قدراتها العسكرية، ففي المقابل الرياض تعمل على ذلك وبوتيرة متسارعة.. والقادم مفجع للجميع.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 10:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66247.htm