الميثاق نت -

الإثنين, 24-يونيو-2024
طه العامري -
منذ بدأت فكرة فتح الطرقات، كل الطرقات في تعز وبقية المحافظات وأنا أتابع نشطاء في شبكات التواصل وهم يخوضون هذا المعترك الذي أعتبره معتركاً اجتماعياًِ وإنسانياً بدرجة أساسية، لأن القضية مرتبط بحياة شعب يعيش منذ أكثر من عقد أزمات اجتماعية مركبة فيها الحياتي والوجودي والأمني والاقتصادي، لكن الطرقات لها بعد إنساني وهو البعد الذي له أولوية قصوى بمعزل عن خلافات وتنافر وتناحر المتصارعين الذين من أولى واجباتهم تجاه هذا الشعب الذي يتقاتلون عليه وكل طرف يدعي أنه يعمل لمصلحته، ومن أبرز المصالح الوطنية والاجتماعية هي فتح الطرقات والمعابر حتى يتمكن المواطن من التنقل بسهولة ويسر بعيدا عن مكابد طرق وعرة حافلة بالأخطار والمخاطر ومنهكة للصحة والمال حتى أصبح التنقل داخل الوطن الواحد من مدينة إلى مدينة وداخل المدينة الواحدة وكأنه حج لمن استطاع إليه سبيلا..؟!
لكن بالمقابل أرى أن الوعي الجمعي الوطني لم يصل بعضه إلى مستوى النضوج والتسليم بعبثية المشهد الذي اكتوينا به منذ أكثر من عقد، مشهد اتضحت مؤخرا كل أبعاده وتداعياته، وكان المفترض والحال كذلك أن نستوعب جميعا القصة وأن نعود للوعي الجمعي ونبحث عن كل ما يوحد ولا يفرق وأن نمد جسور الثقة فيما بيننا كأبناء وطن واحد قدرنا أن نعيش فوق أرض هذا النطاق الجغرافي وتحت سمائه متعائشين كما هو حالنا منذ قرون موغلة، وأنه ليس بالإمكان إلغاء بعضنا لبعضنا أو يتفرد البعض بالسلطة والثروة دون الآخرين، وبالتالي صراعنا يتمحور حول السلطة والحكم مجبول بعصبيات قبلية وسياسية وحزبية ومناطقية ومذهبية والأوطان التي تخوض شعوبها في هذه المفاهيم وتحولها الى مشاريع سياسية لن تعرف الأمن والاستقرار والتقدم والتنمية..
الملفت في تناولات البعض عن قضية الطرقات أن لغة بعضنا على بعضنا لم تتغير منذ عقد ونيف، وان نغمة ازدراء الآخر والانتقاص منه لاتزل عند بعضنا وهذا لا يدل عن وعي سياسي أو اجتماعي ولا حتى وطني، لأننا بلغنا مرحلة اتضحت فيها كل الحقائق التي كانت مخفية أو كنا وكان بعضنا يخفيها لدوافع سياسية، لكن اليوم نحن بحاجة إلى لغة وطنية مسؤولة، لغة ترتقي إلى مستوى التحديات التي تواجهنا والتي حولتنا وبلادنا إلى (ملف في حقائب المبعوثين الدوليين)..؟!
علينا أن ندرك جيدا أن من يحكمون صنعاء ليسوا (روافض ومجوس ولا إماميين ولا اذناب إيران) بالمقابل فإن من يتدثرون بدثار (الشرعية، ليسوا جمهوريين ولا سبتمبريين وأكتوبريين) و (الانتقالي، ليس انفصالياً وغير قادر على فرض الانفصال).. إن هؤلاء جميعا يتصارعون على السلطة والنفوذ وتقاسم المصالح ليس أكثر..؟!
والكل من هؤلاء يقاتل من أجل تعزيز مكانته على مفاصل السلطة، وكل هؤلاء يحتاجون مثلنا دولة تضمهم يتفقون عليها ويحددون هويتها، وكل طرف منهم يدرك أنه غير قادر على تحقيق أهدافه ولكن هذا الإدراك جاء بعد عشرة أعوام من صراع عبثي، صراع وظفته أطراف إقليمية ودولية لتحقيق مصالحها الجيوسياسية وهذه كانت الورطة الكبرى التي وقعنا بها ووقعت بها النخب المتصارعة، وعليه فإن المطلوب منا هو الترحيب بكل فعل إيجابي وبكل خطوة يخطوها أي طرف تخدم مصلحة الوطن وتخفف من معاناة الشعب وأن لا نوظف مثل هذه الخطوات ونعطيها أبعاداً سياسية تنفر من قام بها أو تشكك من مصداقيته، بل واجبنا أن نرحب بكل فعل إيجابي يأتي من اي طرف ونثمن له موقفه ونحق الآخر بلغة مرنة وهادئة بأن يحتذى به ونعزز جسور الصلة والتواصل ونشيد مداميك الثقة ونعبر للجميع عن مواقفنا كشعب وان مطالبنا الأساسية هي كفى حرباً وصراعاً وأزمات وبدلاً من توظيف شبكات التواصل للتحريض ضد بعضنا دعونا نوظفها لتشكيل رأي عام داعم للسلام والمحبة والوحدة وإنهاء الصراع.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66250.htm