الميثاق نت -

الإثنين, 08-يوليو-2024
أحمد الزبيري -
تصريحات وزير الخارجية السعودي وقبله المبعوث الأممي إلى اليمن التي يمكن اعتبارها من حيث الشكل من ذلك النوع الذي يمكن أن يقال عنها إيجابية، ويمكن فهمها كاستمرار لعبثية مشهد المفاوضات خاصةً إذا ربطناها بتصريحات مشابهة خلال الفترة الماضية وحتى سنوات العدوان وفي فترة ما قِيل عنها خارطة الطريق والتي أدت إلى تهدئة عسكرية..

اليوم أصبحت الأمور واضحة وأن العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني جاء في سياق إعادة ترتيب المنطقة لمصلحة الكيان الصهيوني، واليوم تستبدل أمريكا والنظام السعودي الحرب العسكرية بحرب اقتصادية في محاولة للضغط على اليمن لإيقاف عملياتها في البحر الأحمر خاصةً بعد فشل أمريكا وتحالفاتها في إيقاف هذا الدعم للشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض للإبادة في غزة..

القيادة الوطنية في صنعاء لم تربط المفاوضات مع النظام السعودي وبوساطة عُمانية بموقفها من العدوان الصهيوني والأمريكي على الشعب الفلسطيني، وتعتبر الموقف الطبيعي من كل الدول العربية والإسلامية بما فيها النظامان السعودي والإماراتي أن يكون في هذا السياق، ليتأكد المؤكد مجدداً أن هذين النظامين يعتبران مواجهة الكيان الصهيوني خطراً عليهم وهذا شأنهم؛ وما قِيل عن خارطة طريق كان ينبغي أن تنفذ إلا أنهم وبفرض أمريكي بدأوا يصعّدون من جديد وخاصةً على الجبهة الاقتصادية التي هي قد تكون الأخطر من المواجهة العسكرية..

وهنا يجب القول إن الحال سيكون واضحاً إذا ما عادت المواجهة العسكرية بدلاً من هذه المعاناة التي فرضوها على الشعب اليمني طوال السنوات الماضية من العدوان، وكانت الجبهة الأكبر هي الجبهة الاقتصادية، في حين أن المنطق والعقل كان يفترض تحييد الملفات الإنسانية والاقتصادية، وأجاب تحالف العدوان على هذه الدعوات بالتصعيد، وكان كلام الأمريكي في مفاوضات الكويت أن الاستهداف الاقتصادي هو التوجه لفرض مخططاتهم على اليمن..

النظام السعودي مِثْل مَثَله الأعلى نظام الكيان الصهيوني لا يلتزم لا باتفاقات ولا بعهود؛ وعدم إعادة الحجاج حسب الاتفاق إلا بعد العين الحمراء يؤكد أي لغة يفهمها هؤلاء؛ والمشاورات والتفاهمات والمفاوضات والاتفاقات يجب أن تخرج من حالتها العبثية وأن تنتهي الألاعيب والمراوغات إلى مسار جدي، والملف الإنساني والاقتصادي ينبغي أن يتم ما يتفق فيه على الأرض، وهذا أصبح مطلباً لكل اليمنيين وهو من سيفتح الطريق إلى الذهاب للمسار السياسي، أما البقاء في مربع فتح الطرقات وتبادل الأسرى هذه كلها على أهميتها مسكّنات ولم يفِ تحالف العدوان بما اتُفق عليه سابقاً؛ ولعبه على الوقت الآن ليس في صالحه.. ومصلحة الجميع الاتجاه إلى ما يضمن السلام والاستقرار في المنطقة.. وعلى الأمريكان أن لا يراهنوا على أدواتهم الإقليمية في تغيير موقف اليمن من فلسطين؛ وما يقوم به في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وصولاً إلى البحر المتوسط مبني على معادلة بسيطة، أوقفوا العدوان على غزة وارفعوا الحصار وسنتوقف، وأي محاولات لثني اليمن إنما هو تصعيد، على الأمريكي والبريطاني والكيان الصهيوني وأدواتهم أن يتحملوا عواقبه.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 08-يوليو-2024 الساعة: 05:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66301.htm