د. فضل الربيعي - تنتشر ظاهرة التعصب بشكل عام في المجتمع، وهي ظاهرة متوارثة ومتجددة، وأكثر مظاهر التعصب هو التعصب القبلي المناطق العشائري..
حيث ينتشر التعصب والعصبية في البيئات التي تنعدم فيها مؤسسات دولة القانون وغياب التنشئة الوطنية، والفوضى والصراعات.. وقد رافق ذلك السلوك السلبي العصبوي اليوم عدد من العوامل منها الدور السلبي للإعلام ولاسيما وسائل التواصل الاجتماعي، َوتفشّي ظاهرة الفساد بكل أشكاله، وانتشار السلاح بيد الجميع، وجرائم القتل العمد والثأرات القبلية والتعبئة الخاطئة التي تبث سموم الكراهية بين الناس، فضلاً عن غياب دور مؤسسات الضبط، وقد شكَّل موضوع الصراع على السلطة والاستئثار بها لمصلحة الجماعة المقربين والموالين، أحد أهم عوامل ذلك التعصب في واقعنا الراهن، وهنا يقول ابن خلدون: (قلَّما تسيطر دولة في ظل تعدد العصبيات)؛ وعليه فلن تتم محاربة هذه الظاهرة إلا بمشروع عمل وطني كبير يرفع من الوعي الجمعي ويعزز قِيَم التسامح والمواطنة
واحترام القانون، ومراجعة حقيقية لتلك الممارسات العصبوية، واعتماد مقاييس ومعايير الوطنية والعلمية والكفاءات والإخلاص للوطن أهم أسس لتوزيع المكانة والثروة، وأن يرافق ذلك برامج خاصة لتوعية الناس بأهمية وحدة النسيج الوطني والتماسك الاجتماعي وبناء الدولة التي تعتمد على تلك الروح الوطنية وليست قائمة على الولاءات الشخصية؛
وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، لأن التعصب القبلي المناطقي هو نقيض للدولة الوطنية. |