الميثاق نت -

الإثنين, 15-يوليو-2024
أحمد أمين باشا -
أشهر قليلة وندخل العام العاشر من العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية على الوطن الحبيب.. عشر سنوات من الحصار والتجويع وسفك دماء الأبرياء من الشعب اليمني، دون أي مراعاة للشرائع والقوانين السماوية والإنسانية التي تكفل حق العيش الكريم للإنسان..

منذ العام 2015م والشعب اليمني الصامد يتلقى الضربة تلو الضربة بهدف كسر صموده الأسطوري من قوى تحالف الشر التي استلمت زمام القيادة فيه المملكة السعودية ومعها بعض المرتزقة اليمنيين الذين يطلقون على أنفسهم بالشرعية، والذين هم في الحقيقة عبارة عن بقايا النفايات السياسية لما قبل2014م والذين قادهم حقدهم الدفين للتآمر على الوطن أجمع وذلك باستجلاب الغزاة الأجانب إلى داخل الأراضي اليمنية في أبشع وأقذر تواطؤ سيسجله التاريخ عن هؤلاء النفايات السياسية المحسوبة للأسف على اليمن والذين باعوا وطنهم بحفنة أموال مدنسة كما هو حالهم..

واليوم لقد تغير فيه الوضع وتهاوت فيه المعادلات السياسية الإقليمية والدولية.. واليمن اليوم غير يمن الأمس، ولقد أدرك الأعداء ذلك مؤخراً وأيقنوا كل اليقين أن اليمن أصبح قادراً على حماية سيادته بل وتعدى إلى ذلك حماية المستضعفين والمظلومين خارج نطاق سيادته الجغرافية، ولنا في أحداث غزة عِظة وعِبرة سيخلّدها التاريخ عن موقف اليمن في الوقوف مع أشقائه في فلسطين المحتلة وكيف استطاع ونجح الجيش اليمني في إغلاق موانئ الاحتلال الصهيوني لأشهر طوال بفعل مُسيَّراتهم وضرباتهم الصاروخية حتى أصبحت من خلوها كالأطلال عند رؤيتها في صور الأقمار الصناعية..

نعم.. إنها صنعاء الصمود، صنعاء التاريخ، صنعاء البطولة، صنعاء المتوكلة على الله وعلى سواعد جيشها المغوار، الذي أوغل في إذلال طواغيت العصر وأساطيلهم العسكرية ومرَّغ سمعتها في الوحل..
صنعاء التي أصبحت اليوم البوصلة ما بين الشرق والغرب، والتي على القوى الإقليمية والعالمية أن تحرص كل الحرص على بقاء تلك البوصلة متزنة ومستقرة حتى لا يختل توازن المصالح العالمية عبر القارات كافة..

خطاب السيد عبد الملك الحوثي الأخير بمناسبة السنة الهجرية الجديدة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، كان بمثابة الخطاب الدبلوماسي الأخير الذي يوجهه للمملكة بعد طول صبر استغرق أعواماً عِدة، رغم أن المملكة في بعض الفترات السابقة نالت بعض الدروس المريرة والقاسية من قِبَل الجيش اليمني طالت أراضيها ومنشآتها العسكرية والنفطية بشكل خاص قبل أكثر من عامين، ناهيك عن تطور القدرات العسكرية اليمنية في ما بعد هذين العامين وحتى يومنا هذا بشكل مذهل؛ وقد اعترف بتلك القدرات البنتاجون نفسه..

ولهذا كان لِزاماً أخلاقياً ودينياً على السيد عبدالملك توجيه الخطاب الأخير ناصحاً وحريصاً على علاقات سوية، ومتوعداً في آنٍ واحد المملكة أنها يجب أن تكف أذاها عن اليمنيين ولا تلتفت لدسائس وضغوطات واشنطن في ملف اليمن، وأن تدرك أن مصالحها الاستراتيجية تكمن في علاقات حُسْن الجوار مع اليمن واحترام سيادتها وطيّ ملف العدوان بعد تسوية عادلة لما نتج عنه ذلك العدوان؛ ولكن في حالة التمادي والإصرار على دفع اليمنيين لمواجهة عسكرية جديدة فحينها سيقوم الجيش اليمني بواجباته تجاه وطنه وشعبه، وسيكون على أهبة الاستعداد لأن يجعل المملكة كفوهة بركان متفجر يطال كل منشآته الحيوية دفاعاً عن النفس بعد أن أقمنا عليهم الحُجة؛ ومع ذلك يبقى الأمل قائماً بأن المملكة ستتوقف عن الإذعان لضغوط الأمريكان عليها وتتوقف في رهانها على المرتزقة الذين خانوها وتسببوا لها بالويلات..

الرسالة الأخيرة للسيد عبدالملك كانت حادة وواضحة لمملكة آل سعود بأنه لن يجوع اليمنيون وحدهم، ولن يُحاصَروا أو يتأذى اقتصادهم وحدهم، ولن يستعروا بنار الحروب وحدهم بعد اليوم، وأن ذلك أصبح جزءاً من الماضي..
فلا تجرّبوا إيلام صنعاء بعد اليوم؛ واذا كان لا مفر فلتحدث حينها ألف ألف مشكلة.. أين المشكلة في ذلك؟!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66332.htm