الميثاق نت -

الإثنين, 15-يوليو-2024
أحمد الزبيري -
النظام السعودي له جَرْدَة حساب طويلة مع الشعب اليمني لا تقتصر على سنوات العدوان بل تمتد لعقود، وطوال هذه الفترة كان اليمنيون يتحملون جراحهم ويضغطون عليها لعل هذا النظام يعود إلى رشده؛ وحتى خلال سنوات الحرب العدوانية التي مازالت مستمرة حتى اليوم والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف معظمهم من الأطفال والنساء عَلَّه يجنح للسلم ويقبل بمفاوضات واتفاقات وخارطة طريق، ليتضح أن كل هذا كان سلوكاً تآمرياً عبثياً وأن النظام السعودي لا يستطيع أن يخرج عن دوره الوظيفي وعباءة الحماية الأمريكية البريطانية الصهيونية الوهمية..

قدمنا التنازلات وقبلنا بالحد الأدنى واستجبنا لها بالذهاب إلى الرياض وزيارة السعوديين إلى صنعاء بعد الجهود المضنية التي بذلها الأشقاء العمانيون، وكل هذا لإثبات صدق نوايانا للسلام..

ندرك أن السعودية منذ أمدٍ بعيد لها علاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني وقامت بأدوار لخدمته في إطار المخططات الأمريكية الصهيونية، ونعرف أن علاقة السعودية بإسرائيل تحت الطاولة أكثر من حديث التطبيع، ومع ذلك افترضنا حسن النية في هذا النظام وما يخص ما توصلنا معه في عُمان، مع أنه طوال ما يقارب العامين والنصف وهو يماطل في تنفيذ ما اتفقنا عليه، ليأتي طوفان الأقصى وحرب الإبادة الوحشية الإجرامية على إخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والتي كان يُفترض تجاهها من كل العرب والمسلمين -شعوباً وأنظمةً ودولاً- أن تقف مع الشعب الفلسطيني لوقف هذه الإبادة وعلى رأسهم السعودية التي لم تكتفِ بالانشغال بمهرجانات الترفيه ومسابقات الكلاب والألعاب الإلكترونية، بل ذهبت إلى الاصطفاف مع العدو الصهيوني سراً وعلانيةً وسعت إلى إفشال حصار اليمن لموانئ فلسطين المحتلة بفتح جسر بري مع الكيان العميل دويلة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية تلبيةً لاحتياجات هذا الكيان الضرورية؛ في الوقت الذي يموت فيه أبناء غزة جوعاً وعطشاً ومرضاً بسبب حصار الأنظمة العربية له تساوقاً مع مخططات الكيان الصهيوني وأمريكا..

وهنا نأتي إلى موقف اليمن -قيادةً وشعباً- إلى جانب إخوانهم في فلسطين الذي وجَّه رسائل واضحة إلى دول المنطقة العميلة والتابعة والشريكة لأمريكا والكيان الصهيوني في هذه الحرب الوحشية على أبناء فلسطين في غزة والضفة، وكان المقصود بدرجة رئيسية ألا يتورط النظام السعودي ليكون جزءاً من التحالف الأمريكي لحماية هذا الكيان أو في مؤامراته، ولكن على ما يبدو أن نظام آل سعود لا يستطيع أو لا يريد أن يخرج عن الأوامر الأمريكية، فعاد من جديد ليكون منطلقه الحرب الاقتصادية والتراجع عن كل ما اتفق عليه للضغط على الشعب اليمني لإيقاف إسناده لإخوانه الفلسطينيين، والذي أعلن منذ البداية أن هذا موقف مبدئي لا يمكن التراجع عنه إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن أبناء غزة المظلومين..

هذه العودة ستكون فصلاً جديداً في الحرب العدوانية على اليمن وأبنائه والمستمرة للعام العاشر، وفيها لن يعود السعودي لمأزق تآمره وعدائه للشعب اليمني، بل سوف يغرق ولن تنقذه أمريكا التي عجزت عن إنقاذ كيانها الصهيوني وخرجت بوارجها وحاملات طائراتها تجر أذيال الهزيمة من البحر الأحمر؛ وعادت من جديد لاستخدام أدواتها لتوريط النظام السعودي بالعدوان على اليمن؛ وفي النهاية ستترك أدواتها لمصيرها، وسيكون النظام السعودي عاجزاً عن دفع ثمن عدوانه بعد أن أقام اليمن -قيادةً وشعباً- الحُجة عليه..
خلاصة القول أننا اتقينا شرور وإجرام النظام السعودي ونبهناه وحذرناه، ولم يبقَ لنا إلا الدفاع عن وطننا وشعبنا، فإما سلام واستقرار في الجزيرة العربية للجميع، وإلا فليعش من يشن العدوان علينا ويحاصرنا استجابةً للأوامر الأمريكية الصهيونية نفس المعاناة.. وللصبر حدود والعاقبة للمتقين.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 16-يوليو-2024 الساعة: 03:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66333.htm