الأربعاء, 16-أبريل-2008
بقلم/ نبيل حيدر -





بعد أيام سيصبح لدينا واحد وعشرون رئيساً.. وقبل أن يفرح هواة الانفصال بما هو في الأصل ليس خبراً أو تسريباً.. أوضح القصد بأنه سيصبح لدينا محافظون منتخبون كما رئيس الجمهورية منتخب.. وإن اختلفت طريقة الانتخاب لكنها من طرف قيادات المحافظات تقدم قوي في المربع الديمقراطي وهدف مباشر بين قوائم وعارضة مرمى الحكم المحلي.
بعد أيام سنكون واقفين على عتبة مرحلة جديدة في النهج السياسي والديمقراطي.. مرحلة تبدأ بتعزيز نظام السلطة المحلية وتحويله إلى حكم محلي خالٍ من الدهون الاتكالية والكيد السياسي القائم على نقد وسب كل شيء.
حكم محلي يمشي نحونا أو نمشي نحوه لا فرق - بخطوات ملكية واثقة من وضع الأرجل بعناية على كل درجة في هذا السلم الذي يشكل عقداً اجتماعياً له خصائصه في الحياة السياسية لليمن المعاصر.
سيأتي محافظ لكل محافظة منتخب من مجموعة منتخبة هي هيئات المجالس المحلية.. وسأملأ كؤوس التفاؤل بأنه صعود نحو محافظ منتخب من القاعدة الشعبية حيث ستكون التجربة قد أعطت مؤشرات نحو ما يجب أن تكون عليه أعمدة الحكم المحلي من حيث الثبات وضمان مسيرة فاعلة لهذا البناء الجديد.
بعد أيام سيأتي محافظون جدد يعرفون أنهم جاؤوا على قاعدة تريدهم تكنوقراط.. تريدهم عيون لا ترمش إلا بالأداء الذي يحقق الإنجاز.. وتريدهم وجوه لا تعرف التبسم مع القصور والخطأ ولا التعامل بأنصاف الحلول.. إنهم قادمون وفقاً لشروط لا تريدهم أشباه متعلمين ولا تريدهم عراة من الخبرة الإدارية.. وهنا لا يضيق مفهوم الإدارة ولا يقتصر على توقيع الأوراق واستقبال الزوار وأصحاب الطلبات ورواد الوساطات.. فالمطلوب والمنتظر قدرة على رسم السياسات والتخطيط والتوجيه ومراقبة الأداء والتقييم الذي لا تغفو له عين.
إننا ننتظر محافظين يستخدمون القلم والورقة ويؤمنون بالبرمجة لتلبية الاحتياجات وسد الثغرات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.. وما يؤهلني للحديث بحروف «الجمع» هو تفويض من عقول وعيون تأمل في الأفضل وتحلم بالأحسن وأسجل استغرابي من عيون أخرى ترفض التفويض وعقد الأمل على هذه الخطوة تمسكاً بوجوب حصول كل شيء دفعة واحدة فيما هي تدير شؤونها وشؤون من يرتبط بها بطريقة النفس الطويل.. ومع أن كل شيء مهيأ للنقاش وطرح الأفكار والرؤى إلا أن عُقدةً قد تكون معروفة وقد تكون مجهولة ترفض القبول بطريقة الخطوة خطوة.
وثمة طموحات فردية وعامة لا تريد التقيد بالنظرات السياسية ضيقة القطر ولا تريد الإذعان لها.. بل تريد أن تأخذ حدقة العين حقها في الظهور والتفاؤل وبمستقبل إيجابي لحكم محلي تنتظم عرباته عربة عربة فيصير قطاراً يمضي بنا ولا يمضي علينا.
المحافظون القادمون سيكونون محاطين بالترقب ثم الترصد.. ترصد كيفية إداراتهم للشؤون العامة التي لا تقف عند زاوية أو بضع زوايا محصورة.. وفي الشكل يستدعي وصولهم عن طريق الانتخاب مراعاة ثقة الناخبين لهم سواء كانوا اليوم هيئات المجالس المحلية أو قواعد شعبية معقود عليها اختيارهم في المستقبل لمنصب الرجل الأول في المحافظة.. الرجل المنتخب وفقاً لقناعة ببرنامج انتخابي سيكون دريفاً لأسس التطوير المرتقب وكما هو معمول به في الأعراف الديمقراطية القائمة على الانتخاب وعرض البرامج الانتخابية على الجمهور.
واحد وعشرون رجلاً ينتظر أن يمارسوا صلاحيات وسلطات واسعة تخطيطية وتنفيذية ورقابية لا حدود لها إلا المساحة الجغرافية والمصلحة العامة.
واحد وعشرون رجلاً لا نريدهم رؤساء بصلاحيات رئيس الجمهورية بل نريدهم رؤساء بصلاحية ما يصلح وما يحسن وما يفضل.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6635.htm