استطلاع/ عبدالرحمن الشيباني - العداء السعودي لليمن له جذوره التاريخية ولا يستطيع أحد إنكار ذلك الدور العدائي المستمر، والذي كان طوال عقود خلت يقف مانعاً أمام تطلعات اليمنيين وحقهم في تأسيس دولة قوية، وذلك من خلال تشتيت قواهم الاجتماعية وضربها في العمق، وتسميم المناخ السياسي وتغذية الاحتراب البيني، وإحباط تطلعاتهم في بناء قدراتهم واستثمار مواردهم بالشكل الأمثل، ووأد أي توجه نحو تمتين الوحدة الوطنية عبر أذرعها التي استمرأت الدور وأظهرت تبعية واستلاباً مهيناً، مقابل حفنة من المال المدنس.. لقد عملت السعودية للحيلولة دون استعادة القرار السيادي وجعلته رهينة بيدها وأصبحت تتحكم بمجريات الأحداث فيه حتى وصلنا إلى هذه اللحظة الراهنة الحرجة التي أصبحت فيها الصورة واضحة وتتحدث عن مآلات ذلك العداء والتآمر المزمن والذي أفرز كل هذا القيح السياسي، والاستلاب في القرار والتفريط في السيادة دون أي شعور وطني وأخلاقي إزاء ذلك..
لم يكن شن العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م صدفة، بل كان امتداداً تاريخياً لذلك التآمر الذي تحدثنا عنه آنفاً، كما أنه أيضاً يشكل خدمة للقوى الخارجية التي تقاطعت مصالحها معه التي هي أساساً صنيعته وأدواته في المنطقة، والتي ترى في اليمن تهديداً حقيقياً على أمن إسرائيل، بعد أن أصبح اليمن يمتلك قدرات عسكرية كبيرة، كما يقول الباحث محمد المحبشي، الذي يشير إلى أن هذه الدويلات الهشة من صنيعة الاستعمار "البريطاني" ومخرجاته.. وليعذرني الباحث هنا على وصفه هاتين الدولتين بـ "الاستعماريتين" في معرض حديثه لأنهما ببساطة أدوات وظيفية ليس إلا.. ويضيف الباحث بالقول: "إنهما مجرد استنساخ شائه لمدخلات الأب البريطاني غير الشرعي لهم وللصهاينة والذي وصفهما بأنهما نتاج زواج غير شرعي بين الصهيونية وبريطانيا، مشيراً إلى أن ما يجري اليوم وحربهما على اليمن إنما يأتي "خدمة للصهيونية العالمية الطامحة إلى خلق بحر أحمر عبريّ الهوى والهوية وبسط السيطرة على مدخله الجنوبي لاعتقاد كيانيّ الاحتلال "الصهيو - سعودي" أن بقاءهم الوجودي مرهونٌ ببقاء اليمن ضعيفاً مُجزءاً..
وصية الدم
ويدلل الباحث المحبشي بمقولة جدهم المؤسس، حيث يقول: نجد في وصية مؤسس الدولة السعودية الثالثة "عبدالعزيز بن سعود"، لأولاده وهو يحتضر، بعد أن أشار إلى موقع اليمن على الخريطة، وقال "انتبهوا.. انتبهوا فمن هنا سيأتي هلاككم وزوال مُلككم، فلا تطمئنوا لهم وحاربوهم باستمرار وبكل الوسائل وفى كل الأوقات سلماً أو حرباً"، وكذا دعوة الصهيوني "بن غوريون" في مذكراته إلى ضرورة السيطرة على باب المندب، من أجل ضمان بقاء كيانه اللقيط في قلب الأمة العربية "فلسطين المحتلة"؛ وكلاهما استخدما نفس السياسة والأدوات لإجهاض حُلم الوحدة اليمنية، بما في ذلك إعمال سياسة "فرّق تسُد"، وتقوية النزعات والكيانات والهيئات الانفصالية، وتغذية العصبيات المناطقية، وإحياء العنصريات والتعصبات الجاهلية، وضرب النسيج الاجتماعي..
ضرب الوحدة
الباحثة هيلين لاكنر أسهبت في كشف الدور السعودي في اليمن وأبعاده، ومن ضمن ما قالته الباحثة عن الوحدة اليمنية وتاَمر السعودية عليها: "السعوديه لم ترحّب بتوحيد اليمن سنة 1990م، لأنها ترى في يمن موحد يجمع عدداً كبيراً من السكان تهديداً، وكان هذا أحد الأسباب التي جعلت رئيس الجمهورية العربية اليمنية علي عبدالله صالح، والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض، يسارعان في العملية، خشية منهما أن تحاول السعودية والمعارضون في الداخل تقويض مشروع الوحدة"، وهو الأمر الذي يعرفه الجميع وهو ما تحاول اليوم إجهاض هذا المنجز التاريخي عبر دعمها مع حليفتها الإمارات لتلك القوى المنادية بالانفصال، سالكةً بذلك سياسة مزدوجة؛ فبينما تعلن عن دعمها لوحدة أراضي الجمهورية اليمنية، تعمل بالخفاء عكس ذلك، بينما يوازي ذلك الدور ما تقوم به الإمارات وإعلانها انسحابها من اليمن لكنها تركت الباب موارباً لمرتزقتها وأحزمتها الأمنية يديرون المشهد في الجنوب وتعمل على إذكاء العنصرية وتأليب أبناء الشعب اليمني ضد بعضهم البعض، حتى وصلنا إلى ما نشاهده اليوم في المحافظات الجنوبية من تدهور معيشي وانفلات أمني غير مسبوق..
دور تخريبي
نحن نفهم أن كل الحروب قذرة وبشعة، وأفظع منها تبريرها وترويجها إعلامياً على أنها ضرورية لإنهاء المشكل، حتى وإنْ تجزأت الجغرافيا واستوطن العنف وسالت الدماء وهجر الإنسان وطنه، والتهمة هي الحرية والكرامة والاستقلال التي تريدها كل الشعوب، كما هو حال الشعب اليمني، التي يراها البعض عزيزة عليه لا يجب أن ينالها وهو المقترن بها منذ الأزل.. ان المتأمل للدور السعودي في اليمن يعطي دلالات واضحة على أنه دور تخريبيى قذر تبعي بامتيا.. وعبر مراحل تاريخية لم يجد اليمنيون من جارتهم سوى هذا العبث وإلحاق الأذى وإدخار كل ما من شأنه العصف باَمال هذا البلد الضارب جذوره في التاريخ وإنهاكه..
يقدم المحلل السياسي سمير المسني هنا رؤيته فيما يخص صراع الضرورة التي تراها السعودية ضد اليمن، دون ان تكون هناك حاجة له سوي الانصياع للآخر الغربي المتحكم بزمام الحكم والذي يمنح رضاه لمن يريد، كيف لا وهو من أوجد هذه الكيانات الرخوة لخدمة سياساته، وعلى كافة الأصعدة.. ولعل الموقف المخزي لهذه الأنظمة والمشيخات من القضية الفلسطينية خير دليل؛ إذ يقول المسني في مستهل حديثه لـ" الميثاق" آخذاً التاريخ كمدخل لقراءته هذه: إن حلقات التآمر ما زالت مستمرة ضد تطلعات الشعب اليمني، وهو عداء ليس له ما يبرره سوى الهيمنة وخدمة أسيادها.. ويضيف: "مازالت حلقات التآمر التي تحيكها وتنفذها السعودية ضد تطلعات شعبنا اليمني مستمرة.. فالمتتبع لطبيعة الصراع اليمني السعودي ومنذ تأسيس الكيان السعودي في العام 1932م م وحتى اليوم يدرك تماماً حجم العداء التاريخي الذي يمارَس من قِبَل النظام السعودي ومحاولاته إجهاض المفاهيم الثورية والوطنية ونمو الفكر والوعي الرافض للوصاية والإملاءات الخارجية والذي بدأ يتشكل في أوساط المجتمع اليمني..
تبعية مذلة
لا نريد أن نسهب في هذه القراءة إلى سرد تاريخي لطبيعة العداء السعودي فهو واضح وممنهج فهذا النظام ظل مقاوماً كل المفاهيم التحررية في المنطقة، ومن يعتقد خلاف ذلك فهو يفتقر إلى أبسط أبجديات السياسة.. ولفت المسني إلى أن تداعيات العدوان السعودي على اليمن في العام 2015 م (وما خلفته من مآسٍ ودمار للبنية التحتية وقتل وتشريد الآلاف من أبناء شعبنا) دليل على حقيقة الدور والسيناريو الذي انتهجته تلك القوى الرجعية لإحداث شرخ في المجتمع اليمني ولتعطيل أية تفاهمات سياسية بين القوى الوطنية؛ بالإضافة إلى إذكاء الصراع البيني بين اليمنيين.. ضارباً بمثال ما يحدث في المحافظات الجنوبية كدلالة على ما يقوله.. وتابع بالقول: ندرك تماماً أن تلك الأجندة والمخططات للنظام السعودي ما هي إلا ترجمة للسيناريو المعد في كواليس قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا.. لقد كشفت مفاوضات مسقط الأخيرة حجم تبعية النظام السعودي للأجندة الأمريكية والصهيونية التي عمدت إلى التراجع عن أهم البنود المتفق عليها من قبل وحصر المفاوضات في ملف الأسرى (وحتى هذا الملف لم يُستكمل كلياً وتم تأجيله لفترة شهرين)؛ وكنتيجة حتمية لهذا التسويف من جانب السعودية عدنا إلى المربع الأول من المفاوضات.
معادلة جديدة
كان خطاب السيد القائد عبدالملك بن بدر الحوثي الذي أشار وبكل وضوح إلى محاولات السعودية فرض استمرار معاناة شعبنا اليمني من خلال تنفيذ سياسة الحصار الاقتصادي، وعدم جديتها في حلحلة الملفات الأخرى، وانقيادها الكامل لسيناريو قوى الاستكبار العالمي، وبالتالي أصبحت في مواجهة مباشرة مع الشعب اليمني وقواته المسلحة ".. ودعا المسني السعودية إلى مراجعة سياساتها بشأن اليمن قائلاً: "على السعودية أن تعيد حساباتها في التعاطي مع الشأن اليمني وعدم الانجرار وراء الاجندة الأمريكية والصهيونية حفاظاً على مصالحها الحيوية واستقرارها في المنطقة، أو عليها أن تتحمل تبعات تماديها في عدوانها على الشعب اليمني الذي سوف يرسم معادلة جديدة تطيح بكل المخططات لذلك الكيان السعودي الهش"..
المسني لم ينسَ الإشارة إلى الداخل في خضم ما يجري، بالقول: "علينا الاستعداد للمرحلة المقبلة من خلال التسلح بالفكر والوعي واليقظة الأمنية، كما نطالب قيادتنا الثورية والسياسية بسرعة البت في الإصلاحات الداخلية، وأهمها إصلاح وتصويب المسار الاقتصادي، والبدء في إحلال الكفاءات الوطنية في الحكومة، وتصحيح وضع المؤسسات وتعيين كوادر قادرة على تنفيذ المهام المرحلية القادمة بكل اقتدار..
مخطط جديد
الكاتب الصحفي أصيل نايف حيدان يرى" أن السعودية تعيش حالة تخبط وهي ترى القدرات العسكرية اليمنية.. ويقول: "السعودية في حالة تخبط جراء الضغط الأمريكي الكبير والخوف من وعيد القوات المسلحة اليمنية، فهي دولة لا تمتلك سيادة وقرارها ليس بيدها في كثير من الأمور.. عدوانها على اليمن، ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية أيضاً وأشار حيدان إلى" أن أمريكا هي صاحبة القول الفصل فيما يخص تعاطي السعودية بالشأن اليمني وتعامله معه قائلا " الأمريكي هو من يسيرها ويوجهها في المفاوضات وغيرها، وهي واقعة تحت الإملاءات الأمريكية وعليها أن تأخذ العبرة من عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والبحار الأخرى في استهداف سفن ومدمرات ثلاثي الشر فإذا كانت السعودية تريد بعدوانها على اليمن إرضاء أمريكا وخدمتها في ثنينا عن موقفنا المساند للقضية الفلسطينية وهي في حالة ركون بأن أمريكا ستحميها، يجب أن تعلم أن أمريكا لم تستطع حتى حماية نفسها من هجمات القوات المسلحة اليمنية، فكيف لها أن تحمي السعودية !! حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور" انسحبت وولت الادبار بفعل الضربات اليمنية، الكثير من السفن أُحرقت وأُغرقت وتحطمت بفعل الصواريخ والمسيرات اليمنية، وتأتي السعودية بعد عشرة أعوام من العدوان على اليمن لتحاول تنفيذ مخطط جديد ليس في صالحها أبداً، وعليها أن تعلم كم هو حجمها أمام اليمن اليوم.
دلالات ومعانٍ
المملكة تعلم جيداً إذا تهورت واستمرت في غيّها وعدوانها الاقتصادي ومخططها الإجرامي الجديد، بأن وعيد القوات المسلحة اليمنية سيكون وبالاً عليها، وسيقابَل عدوانها بمثله كما حذر السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، وهم يعلمون أن تحذيرات القائد أتت تدريجية مراعاةً لظروفٍ عدة، وما حدث خلال 9 أعوام من عدوان وإجرام بحق اليمنيين ليس منسياً، وفتح جبهة جديدة مع اليمن ليس في صالح المملكة أبداً، لأن الصبر قد نفد..
وأشار حيدان إلى ان على العدوان وأزلامه قراءة خطاب قائد الثورة جيداً؛ حيث يقول: "عليهم أن يدركوا ما معاني ودلالات عبارات السيد القائد في أحد خطاباته بشهر مارس عندما قال: "عدد الصواريخ التي أُطلقت في العمليات البحرية وإلى فلسطين المحتلة في الـ 5 أشهر أكثر مما تم إطلاقه إلى السعودية والإمارات في 8 سنوات من العدوان على بلدنا"، فإذا تجاهلوا ما يحدث من قواتنا من عمليات بحرية وعمليات تدك العدو الصهيوني في عقره وتجاهلوا أيضاً تحذيرات السيد القائد فهم في حالة غباء شديد وسيندمون..
مؤامرات ودسائس
بدوره الصحفي صلاح حيدرة يقول لـ "الميثاق": إن الإفراط في حُسن النوايا تجاه السعودية هو إغفال لحقائق تاريخية.. مشيرا إلى أن الأحقاد هي وقود السياسة السعودية.. لافتاً إلى أنه مهما بدت متواضعة ومسالمة أي السعودية مع القوى والأنظمة التي ناقضتها المواقف أو واجهتها، إلا أنها تعمل على حبك المؤامرات والدسائس في الخفاء والعلن، ضارباً مثالاً بنظام صدام حسين وبشار الأسد؛ فيقول حيدرة: " لقد ظلت السعودية تحيك الدسائس والمكائد ضد عراق صدام وسوريا الأسد وبشير السودان وليبيا القذافي وحمدي اليمن وحتى مصر ونصر الله لبنان وغيرها من الأنظمة والقوى السياسية العربية وهي لا تجنح للسلام إلا لتغير من أساليب مؤامراتها.. فالتقارب مع إيران هدف لتحديد موقفها من اليمن.. وهي ذهبت للتهدئة في اليمن للعب على عامل الوقت حتى تتحسن الظروف التي تمكنها من الاستمرار في مواجهة اليمن وخلق الأزمات وإثارة الفتن وزعزة الثقة ومحاولة لتعرية الخصوم في قضايا أخرى تمكنها من فتح ثغرات أخرى تمكنها من إضعاف الخصوم.. وهو ما تسعى إليه في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى".. ويعود حيدرة أيضاً للتاريخ رابطاً دورها بالسياسة الغربية، قائلاً: "المعروف تاريخياً أن السعودية تمضي بشكل موازٍ للسياسة الغربية والأمريكية في المنطقة، ووفق توجهاتهم؛ ولنا أن نقيس ذلك من موقفها إزاء حرب غزة، فالقمم التي عقدتها لم تكن سوى ذر الرماد على العيون التي كانت تتطلع لموقف عربي قوي وواضح، في وقت يقبع في سجونها قيادات من حركة حماس، وترتيب للتطبيع مع العدو الصهيوني..
امتصاص الغضب
وتساءل حيدرة في هذا الصدد بالقول: "ما الذي يُنتظر من سياسة كهذه في ظروف تاريخية مفصلية في قضية عربية متجذرة، تواجه حرباً مصيرية، وفي اليمن تنتظر السعودية بفارغ الصبر ما ستنتج عنها الانتخابات الأمريكية وتراوغ في مصير السلام، الذي يُرواح مكانه في اليمن.. ولفت إلى أنه كلما شعرت السعودية بتزايد الضغوط تذهب لعقد جلسة هنا أو هناك لامتصاص حالة الاحتقان، في وقت تخطط للتملص من استحقاقات الهدنة والسلام، وتتحين الفرص لفعل ما يمكن فعله تحت أي ذريعة، وإنْ بدت أنها تنأى بنفسها موقتاً.. وخلال فترة الهدنة بذلت السعودية الكثير من المال للتسلح والتأهيل، استعداداً للمرحلة القادمة؛ وهي بتصوراتها تجازف بمصالحها واستقرارها في حساباتها بلا شك، لكنها تعول كثيراً على حلفائها.. واختتم حيدرة بالقول: " فُهم أن هروب السعودية لتحالف البريكس وهي تضع في حساباتها مردودات خاصة ستجنيها لاحقاً، حيث عملت على مراكمة مصالح هذا المحور في سلتها "كأداة وظيفية" لتضمن لاحقاً موقفاً مؤازراً لقراراتها، وإن أخذها الحقد والغرور لإعادة التصعيد، فهي تنتظر دعماً منهم حفاظاً على مصالحهم الاقتصادية على أراضيها؛ أو تنتزع منهم موقفاً يجاري قرارها السياسي.. وبالنظر للسياسة التحريرية للإعلام السعودي نجد أن لا شيء تغير في تعاطيها مع صنعاء، الأمر الذي ينبئ بحسابات عسكرية لا تزال تعشعش في أذهان أصحاب القرار السعودي، ومن خلفه الأمريكي والصهيوني.. وإن غداً لناظره قريب..
أجندة مكشوفة
المتحدث الإعلامي للأحزاب السياسية المناهضة للعدوان د/ عارف العامري يكشف لـ "الميثاق" أن كل السيناريوهات التي تعمل وفقها السعودية وأمريكا، باتت مكشوفة ومفضوحة أمام الجميع ، ولم يعد باستطاعة النظام السعودي إدارة أي ملفات سياسية واقتصادية وعسكرية وغيرها خاصة في العدوان على اليمن.. "ويضيف: نعلم جيداً ان النظام السعودي صنيعة بريطانيا وفقاً لمعاهدة العقير 2 ديسمبر 1915م، وباعتباره من الأنظمة العربية التي صنعها الغرب مثل الكيان الصهيوني الذي وُلد من رحم وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917م؛ وبالتالي فإن النظام السعودي زُرع كشوكة في خاصرة العرب والمسلمين منذ أكثر من قرن، وهو بالأمس واليوم ينفذ أجندة بريطانيا الاستعمارية؛ وها هو الآن ينفذ أجندة وريثتها غير الشرعية أمريكا.. إذاً فالنظام السعودي يعتمد اعتماداً كلياً على أمريكا في حمايته من شعب بلاد نجد والحجاز أولا،ً ثم من الدول العربية والإسلامية وباقي دول العالم، فلقد شاهدنا في أحداث عام 1990م كيف هبت أمريكا وبريطانيا لحماية هذا النظام العميل من تهديدات الجيش العربي العراقي، وكيف سارعت إلى نشر قطعها العسكرية البحرية ومدمراتها وبوارجها وقواتها البرية والجوية، وهذا دليل واضح على أن هذا النظام ليس سوى ولاية أمريكية أو مقاطعة بريطانية أوجدت جغرافياً في وسط الأمة الإسلامية، لذلك فلا غرابة أن القرار يأتي من واشنطن، فقرار الحرب والعدوان جاء من هناك وعلي لسان سفير السعودية..
مخطط إجرامي
وأشار العامري إلى أنه بعد أن تم الاتفاق بين السلطة الوطنية في صنعاء والنظام السعودي على خارطة طريق برعاية الأمم المتحدة لإحلال السلام ووقف العمليات العسكرية ورفع الحصار المفروض على اليمن وإطلاق الأسرى والمحتجزين، ومنذ ما قبل العام الماضي 2023م والنظام السعودي يماطل في التوقيع تنفيذاً لرغبة أمريكا، غير مبالٍ بمصالحه إطلاقاً خاصة وأن الأجندة الأمريكية تحث النظام السعودي على دعم جرائم الكيان الغاصب، في الوقت الذي تقف فيه السلطة الوطنية في صنعاء والمكون الوطني إلى جانب مظلومية الشعب الفلسطيني ومناصرته بكل الطرق الممكنة عسكرياً واقتصادياً ومجتمعياً، الأمر الذي يدفع الإدارة الأمريكية إلى تنفيذ مخططاتها الإجرامية عبر وكلائها في المنطقة من خلال الضغط الاقتصادي واستخدام الملف الإنساني كوسيلة لتنفيذ مآربها..
خارطة مفقودة
إننا نرى أن النظامين السعودي وحليفه الإماراتي لن يتوقفا عن استهتارهما ولن ينفذا شروط خارطة الطريق المتفق عليها إلا إذا تم توجيه عمليات عسكرية تستهدف الاقتصاد السعودي والاماراتي وضرب منابع النفط وموانئ دبي وجدة ليعيا تماماً حقيقة أن صبر القيادة الثورية في صنعاء قد نفد ولم يعد هناك أي مبرر للانتظار حتى يموت الشعب اليمني جوعاً.. ويري العامري أن القدرات العسكرية اليمنية قادرة على إرغام تلك الأنظمة على إعادة التفكير في ما قد يصيب بلدانهم إذا ما استمروا على هذه العقلية المشلولة.. منوّهاً الى أن الانتظار لن ينفع ولا يمكن القبول بأن يشفق على اليمنيين أحد من المتصهينين العرب، فالقوة هي من ستجبرهم على الرضوخ، ولا أعتقد أن غير ذلك سينفع معهم ولا ننتظر أن ترحمنا أمريكا أو يشفق علينا عملاؤها صهاينة العرب آل سعود وآل نهيان، بل إن القوة هي من ستعيد إلينا حقنا المسلوب، وذلك سيؤثر سلباً على الاقتصاد السعودي والعالمي على حد سواء وسيضر بمصالح المواطنين في السعودية اذا ما استمرت في انجرارها وراء الأجندة الأمريكية والانجلو صهيونية وتغليبها على مصالحها ومصالح شعبها.. وبالمقابل ترى القيادة الثورية في صنعاء أن مصالح الشعب اليمني هو أهم أولوياتها في المرحلة المقبلة ولن تتوانى لحظة عن انتزاعها مهما كلف الأمر.. |