الميثاق نت -

الإثنين, 29-يوليو-2024
يحيى نوري -
تُسخّر أنظمة عربية إمكانات مالية غير عادية لبناء علاقات عامة بينها وبين أعضاء بمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، بهدف تحسين وجهها ودرء عنها ما أمكن درءه من سياسات معادية..

ولكن تحقيق هذا الهدف، وبالرغم من الإمكانات المادية المسخَّرة له، لم يحقق شيئاً على الواقع، فالمخاطر التي تحدق بهذه الأنظمة تتعاظم من حينٍ لآخر، فيما لا يحرّك المجلسان ساكناً باتجاه إيقافها أو حتى مجرد احتوائها..

وهو أمر يثير الدهشة إزاء الاستمرار المُلِح على مواصلة بناء علاقات عامة مع المشرّعين الأمريكيين الذين يعكس السواد الأعظم منهم ولاءهم لنظام الكيان الصهيوني بصورة واضحة وكاشفة، خلال إلقاء نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني كلمته المخادعة تحت قبة الكونجرس الذي ظل أعضاؤه في تصفيق ووقوف مستمر أمام مضامين خطابه المحشو بالكذب والدجل والخِداع والمغالطات والتي وصلت إلى حدود أنه تجاوز اعتذار الرئيس الأمريكي جو بايدن حول تصريحات سابقة اعتذر خلالها عن قوله بحدوث عمل إرهابي تمثَّل في تقطيع رؤوس أطفال في الـ7من أكتوبر العام الماضي..

حيث أعاد نتنياهو كذبته السوداء هذه وسط تصفيق شديد، ضارباً عُرض الحائط بتصريح الرئيس بايدن..

وعودة هنا إلى برامج الأنظمة العربية مع المشرّعين الأمريكيين، نجد أن كل المعطيات الراهنة والتي تتشكل داخل قبة الكونجرس تؤكد غياب التأثير العربي، بالرغم من مقاطعة ما يقارب الثمانين مشرّعاً خطاب نتنياهو، وهي مقاطعة لا علاقة لها ببرامج العلاقات العامة لدول عربية، وإنما انطلقت من حيثيات منطقية وموضوعية عبر عنها المقاطعون باستيائهم الشديد لما يقوم به الكيان عبر آليته العسكرية من مجازر في قطاع غزة، ومن ممارسات خارج إطار القانون الإنساني..

وهنا نتساءل: أليس هذا الفشل العربي في العلاقات مع المشرّعين الأمريكيين يتطلب إعادة نظر من خلال رؤية عربية شاملة تستوعب معطيات الحياة الأمريكية وتمد جسور الاتصال والتواصل الحميم مع مختلف فئات المجتمع الأمريكي المتسمة بالتنوع الهائل، وكذا عن طريق توظيف كل ذلك في العمليات الانتخابية والتي يمكن أن تفرز مع الأيام واقعاً جديداً يتفهم متطلبات العرب ويخدم قضيتهم الاستراتيجية والمركزية فلسطين..

إن على الأنظمة العربية -خاصةً منها الغنية- إدراك أن تحسين صورتها أمام المشرّعين الأمريكان لن يحقق لها إلا المزيد من الفشل والابتزاز؛ وأن توجهها في إطار رؤية واستراتيجية شاملة توظف كل طاقات العرب وإمكاناتهم في أمريكا بل والغرب عموماً هو الطريق الأمثل لكسب تعاطف الشعوب، وإنْ أخذ ذلك وقتاً حتى يتبلور على الواقع.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66382.htm