علي أحمد مثنى - على مختلف محطات الثورات وحركات التغيير عبر التاريخ تكون الغاية الأساسية منها تشخيص أسبابها والخروج عبر خريطة طريق استراتيجية تفصلها توصيات تعالج وتنهي حالة سخط أو تذمر ناتج عن مظالم قد تكون غالباً حقوقاً ومصالح وطنية وشعبية وتنظيمية؛ وبعد النقاش توضع خطة تجمع شتات أطراف أو أجنحة متنافرة متباعدة.. لأن لا جدوى من استمرار الحال دون تدخُّل عقلاء يتمتعون بمستوى عالٍ من الثقة والتجربة واحترام الجميع ولديهم قدرات الجمع بين المتناقضات والوصول لحلول توافقية تنهي الجمود الذي لايجب أن يظل دون تحريك وتشخيص سليم لدوافعه الساخنة (المتطرفة والراديكالية) أو الباردة (المعتدلة العقلانية) سواء داخل المكون السياسي والاجتماعي الواحد أو في إطار أوسع يشمل الوطن الواحد وغالباً تكون المحرك لعوامل الشقاق والخصام بتآمر خارجي يرى مصلحته وقوته على إبقاء حال الفرقه والاحتقان دون حلول فتتسع الفجوة مع الإهمال ومن خلالها تتعاظم الصعوبات..
—عقب كل خلاف وفتنة تعرض لها اليمن المنكوب ببعض أبنائه وبعض جيرانه تحت شعارات خادعة بوضع السم في العسل ولكل مرحلة أسلوب من المكائد الذي يناسبها ويبلعها الأغبياء المخدوعون مع الأسف خاصة منذ النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي حتى اليوم ونحن على مشارف الربع الثاني من القرن الواحد والعشرين.. ولكن اليمن وشعبه يظل محفوظاً بألطاف الله وعنايته يبدلهم بدل الجنة جنتين.. ولا تغلق أبواب الانفراج؛ ويهيئ الله الأسباب ورجالاً من كبار العقلاء والحكماء المؤمنين بالولاء لله والوطن بيقين وفطنة الإيمان والحكمة والفكر الراقي الرشيد والصبر والبأس الشديد وتعالَج التعقيدات مهما تعاظمت مكائد وخبائث شياطينها في الداخل والخارج، وتخمد في مهدها ولو طال قليل الزمن لتعلو الراية اليمنية الواحدة من جديد وتتقارب مسافات التباعد وتعود المياه إلى مجاريها بالعيش المشترك وبالعدل يتحقق السلام والوئام ويبقى اليمن الكبير كبيراً بالبناء بكفاءة ونزاهة رجال السياسة والإدارة..الخ..
—كل نزاع واختلاف ساخن طريقه صعب وكلفته بالغة الثمن ونتائجه كارثية ..وعدم سرعة طرح المبادرات لعلاجة يضاعف كوارثه بمتوالية هندسية ، والذي لا يعتبر من التجارب السابقة مغامر جاهل عديم التجربة والمعرفة أو مأجور وتابع لأطراف أجنبية معادية لها أجندة خاصة وخطيرة على البلد والأجيال والمستقبل.. ومن يهن يسهل الهوان عليه....مالجرح بميت إيلامُ
— تجارب الأحداث السابقة والمعروفة.... مكلفة؛ والواجب الاستفادة من دروسها والتي مازالت حاضرة في حياة ووجدان الجميع والكل ساهم بشكل أو بآخر فيها حتى المحايدين بصمتهم ...
— العناد والمكابرة والرهان على غير الحوار وتحقيق السلام منهج لايخدم أحداً ويضر بالجميع ولا بد من الرهان على العقل والحكمة والمصلحة العامة فوق أي مصلحة خاصة... وهذا هو الوصفة التي تنهي فيروسات المشاريع الصغيرة بكل مسمياتها.. ليس منا من دعا إلى عصبية يقول الميثاق الوطني إن التعصب الأعمى لايثمر إلا الشر
—سجل تاريخ النزاعات في تاريخ اليمن المعاصر وبالذات عقب ثورة الدستور 1948م وانقلاب 1955م حتى الثورة اليمنية الأم سبتمبر 1962م وثنائيتها أكتوبر 1963م وحتى الاستقلال في نوفمبر 1967م وما صاحب النضال من أجل الانتصار، من أحداث وخلافات يشعلها المتضرر الداخلي والخارجي إذا تخاذل المصلحون ويهيئ الفرص للغريب يتجاوز التدخل والعبث كما هو حاصل حالياً.. يقول الشاعر الراحل الكبير المرحوم عبدالله البردوني
لماذا العدوُّ القصيُّ اقترب؟... لأنَّ القريبَ الحبيب اغترب
لأنَّ الفراغَ اشتهى الامتلاءَ.... بشيءِ فجاءَ سِوءِ المُرتَقب
لأنَّ الملقن واللاَّعبين
ونظارةَ العرض هم من كَتب
— وبمناسبة الذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي كانت وما زالت شرعيته طاولة الحوار والدعوة إلى الوحدة الفكرية والتنظيمية واستوعب هذا التنظيم الكثير من مختلف الاتجاهات يميناً ويساراً؛ وتغلل كل انتهازي في صفوفه فأحدث ثقوباً في جدار تماسكه واستفاد الغرباء الدخلاء والأدعياء الكثير منه، ومع الأسف أُهمل الأعضاء الصادقون المخلصون... !!
— الولاء الوطني في الميثاق الوطني وأدبيات المؤتمر الشعبي يعني الولاء لله والعقيدة الإسلامية والحرص على الوحدة الوطنية والتنظيمية ومعالجة أي إشكالات بالحوار السلمي الديمقراطي ونبذ كل أشكال التطرف والعنف والعصبيات الأخرى وتعزيز العدالة الاجتماعية؛ والناس جميعهم في جغرافية اليمن الكبير سواسية حقوقاً وواجبات أمام القانون الذي غايته العدل وتكافؤ الفرص للجميع
— بمناسبة ذكرى التأسيس لا بد أن نوجه الدعوة والنصيحة الصادقة والمخلصة إلى جميع القيادات في مستويات السلم التنظيمي والقيادي المتوزعة في الشتات الداخلي أو الخارجي، إلى ضرورة سرعة الاستجابة لدعوة أعضاء وحلفاء وأنصار وناخبي وجمهور المؤتمر.. وعدم التهاون في تلبية نداء الواجب التنظيمي، ولا عذر لأحد بعد اليوم للمساهمة في ترميم آثار الشظايا وهي لا تستحق التعصب من هذا الطرف أو ذاك وليست عصية على الحل.. وفتح جسور التواصل بصدق النوايا الحسنة وإهمال أنانية مصادر التجاذبات هنا أو هناك.. والمناخ مناسب للنجاح خاصة بعد نجاح ترميم المقر الرئيسي للمؤتمر بصنعاء نتيجة ما تعرض له من تخريب واعتداء متعمد من مصادر مختلفة ومعروفة...
—المؤتمر والوطن يتسع للجميع ومصلحة الجميع.. تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً....وإذا افترقن تكسرت آحادا
..ومن شذ شذ في النار ..والرجال مواقف... وصيانة المؤتمر مسئولية الجميع.. يقول الشاعر الكبير المرحوم أ. عبدالله البردوني
— لاتحسب الأرض عن إنجابها عقرت...
من كل صخر سيأتي للفِدا جبل..
—.فالغصن ينبت غصناً حين تقطفه..والليل ينجب صبحاً حين يكتمل
— ستمطر الأرض يوماً رغم شحتها... ومن بطون المآسي يولد الأمل
—يقول الشاعر الكبير الراحل أ. محمد حسين الشرفي يرحمه الله
- لا لن تكون يا يمن يمنا
إلا إذا أصبحتَ أنت سيد التاريخ
سيد المكان والزمن أن لا تظل وحدك الذي يعطي الثمن بلا ثمن
- إلى قوله يرحمه الله:
ولن تكون يا أيها الوطن وطنا
إلا إذا رأيتك الذي يمنحني حريتي
بدون مِنَّة من أحد
والسلام اسم من أسماء الله.. والوئام رسالة الأنبياء.. والتهنئة للجميع بمناسبة ذكرى التأسيس.. وكل عام واليمن الكبير والمؤتمر بكامل عافيته..
وسيبقى نبض قلبي يمنيا |