نبيل الجماعي* - يكاد يكون تنظيم المؤتمر الشعبي العام الأكثر حرصاً من بين مجموعة الأحزاب والتنظيمات السياسية على الاهتمام بذكرى تأسيسه..
وهى دلالة على أن هذا الاحتفال ليس لمجرد ممارسة الشعارية السياسية والحزبية، وإنما نجده يتعامل معها كمحطات مهمة في مسيرته لتقييمها، وذلك من خلال ما نتابعه من عقد ندوات وحلقات تقاشية على هامش فعالياته الاحتفالية بالذكرى.. وهي فعاليات لا تخلو من مضمون علمي حريص على تجاوز التحديات الماثلة أمامه؛
ولا ريب أن مواصلة المؤتمر دوره الوطني والتنظيمي والقومي في ظل هذه المرحلة الحساسة من تاريخه دليل على أن إرادة المؤتمريين قوية وصلبة وأكثر وعياً وتفهماً لطبيعة المعطيات الراهنة، وما يمليه عليهم واجبهم التنظيمي تجاه تنظيمهم باعتبار إنقاذ المؤتمر يمثل انقاذاً حقيقياً لإنجازاته في الديمقراطية والتنمية وبناء الدولة وتعزيز المشاركة الشعبية على طريق أهداف الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر"؛ والذي مثَّل قيامه
في الـ24 من أغسطس 1982م امتداداً طبيعياً لبيان الثورة اليمنية، وتمكَّن بحمد الله ومختلف فعالياته وخلال الـ42 عاماً من مسيرته الظافرة من أن ينتصر لأهدافها بالرغم من مختلف العوائق التي اعترضت مسيرته، حيث ظل مخلصاً وفياً لها حريصاً على تقديم كل جديد يُفْرِح الشعب ويطمئنه بأن مسيرته تسير نحو المستقبل الأفضل وفاءً لدماء وتضحيات شهداء الثورة اليمنية الأبرار الذين وهبوا حياتهم رخيصة من أجل الانتصار للثورة وإنقاذ شعبنا من براثن الجهل والتخلف والاستعمار البغيض..
ولا شك أن وقفةً هنا أمام الذكرى الـ42 للتأسيس جديرة بأن تجعلنا نقف باعتزاز وإجلال أمام الصورة الملحمية التي يجسّدها المؤتمريون في الحفاظ على وحدة وتماسك تنظيمهم
وهي ملحمة من شأنها أن تمثّل أرضية قوية لتلاحم المؤتمريين اليوم في بوتقة واحدة تستوعب بتفاعل كبير وبانضباطية تنظيمية عالية المتغيرات الجديدة التي يشهدها الوطن وما يتطلبه ذلك من جهود جبارة في إعلان فتح جديد لمسار المؤتمر وعلى مختلف الجوانب والأصعدة في إطارٍ من وحدتهم الداخلية في نهج الميثاق الوطني وبرامج عمل المؤتمر السياسية التي يتطلع كل مؤتمري إلى أن تكون ملفات مؤتمرية ثاقبة لمتطلبات المستقبل وتحمل في طياتها المزيد من العطاء المؤتمري على المستويين التنظيمي والوطني ومواصلة برامج الإصلاح التي بدأها رئيس المؤتمر الشيخ صادق بن أمين أبوراس؛ والتي تُعد بذرة حقيقية نحو بناء مؤسسي يتفق مع مكانة المؤتمر كتنظيم له امتداده الكبير على مستوى مختلف التراب الوطني..
خلاصةً.. سنواصل كمؤتمريين بالخارج تفاعلاتنا مع كل توجه وخطوات تهدف إلى المزيد من الإنجاز..
وكل عام والجميع بخير.
*رئيس فرع المؤتمر في ولاية نيويورك |