حسين علي الخلقي* - رسم اليمنيون لوحة وطنية جميلة بألوان الحوار الوطني الذي نسجوا من خيوطه أروع وثيقة وطنية أجمع عليها الشعب اليمني في استفتاء وطني فريد، واختارها دليلاً فكرياً ونظرياً وعملياً.. إنه الميثاق الوطني المنتَج اليمني لبناء وحماية الوطن وتحصينه من الولاءات لغير اليمن..
في 24 أغسطس 1982م تم اقرار الميثاق الوطني، وإعلان ميلاد التنظيم السياسي الوطني المؤتمر الشعبي العام الذي وُلد من رحم الأرض اليمنية ولم يكن امتداداً لفكر خارجي أو فرعاً من فروع الأحزاب الخارجية؛ لهذا جاء ملبّياً لطموحات شعبنا في تجسيد عقيدته الإسلامية، ومؤكداً على الولاء الوطني..
المؤتمر الشعبي العام تنظيم سياسي شعبي يشكل امتداداً للحركة الوطنية ومحققاً لآمالها في الثورة والوحدة اليمنية؛ والميثاق الوطني دليله النظري، ومنه تنبثق جميع أهدافه وبرامجه وأساليب عمله وتحكم الديمقراطية كل العلاقات التنظيمية لجميع تكويناته ومستوياته.. يتمسك ويعمل المؤتمر الشعبي العام بأهداف الثورة اليمنية والدستور ويدافع عن وحدة الوطن وسيادته واستقلاله ونطامه الجمهوري وعن المكتسبات الوطنية، متسلحاً بالعقيدة الإسلامية والقِيَم الحضارية النبيلة الأصيلة المعاصرة؛ ويعمل المؤتمر من أجل بناء دولة النظام والقانون والقضاء على كل مظاهر التخلف الموروثة من الإمامة والاستعمار وكل آثار التعصبات الطائفية والمناطقية والسلالية.. ويتمسك المؤتمر بالديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة؛ ويتصدى لكل أشكال وصور الاستغلال والإثراء غير المشروع ومحاربة الفساد والعبث بأموال الدولة ومقدراتها والتعالي على القوانين والنظم ومخالفتها؛ ويسعى ويشارك في إحداث النهضة التعليمية والثقافية التي تمكّن اليمن من امتلاك أسباب القوة ومقومات النماء والتقدم الحضاري وتوفير متطلبات التعليم الإلزامي مجاناً..
شعار المؤتمر الشعبي العام "لاحرية بلا ديمقراطية ولا ديمقراطية بلا حماية ولا حماية بدون تطبيق سيادة القانون"..
يُعتبر المؤتمر الشعبي العام الدفاع عن اليمن واجباً مقدساً ومسؤولية كل يمني، ويَعتبر
الولاء الوطني مبدأً شريفاً لاينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أونوعها..
نحتفل بالذكرى السنوية الـ42 لإقرار الميثاق الوطني وإعلان قيام المؤتمر الشعبي العام في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد بفعل العدوان الهمجي السعودي الإماراتي الظالم والحصار الجائر وما أعقبه من عدوان صهيوني أمريكي بريطاني بسبب موقف بلادنا المسانِد بقوة لقضية فلسطين التي تُعتبر في مقدمة القضايا المصيرية التي أكد عليها الميثاق الوطني في الباب الخامس بأن من الضروري أن يكون لبلادنا دور أساسي في التضامن العربي والإسلامي، وأن نجعل من التفاهم والتحاور أساساً لحل المشاكل بين الدول العربية والإسلامية بدلاً من استخدام الوسائل التي لايستفيد منها إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية..
بهذه المناسبة العزيزة نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة التنظيمية العليا للمؤتمر الشعبي العام بقيادة الشيخ المناضل/
صادق بن أمين أبوراس، رئيس المؤتمر، ومن خلاله إلى جميع قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام .
*عضو قيادة فرع المؤتمر بجامعة ذمار
عضو اللجنة الدائمة
|