أحمد سود هفج - الذكرى الـ (42) لإعلان المؤتمر وإنشاء فكرة الميثاق الوطني التي تفصلنا عنها أيام قليلة للاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً..
ظل المؤتمر الشعبي العام طيلة (42) عاماً منذ تأسيسه سفينة النجاة لليمن وعموداً أساسيا ً للحفاظ على البلاد وتنميتها في كافة المجالات، وتجاوز التحديات والظروف..
المؤتمر الشعبي العام تنظيم وطني جاء من تربة الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي للشعب اليمني؛ واستقى بمياه هذه الأرض وأثمر وتنسم هواءها، فكان تجسيداً طبيعياً وموضوعياً للذات وللهوية الوطنية اليمنية بسماتها ومكوناتها، وخلاصة لزبدة تطلعات اليمنيين، يتبنى آمالهم بواقعية وبعزم الطامحين وبثقة لا تلين، كما يستحضر ويستلهم آلامهم ومعاناتهم فلا تفريط هنا.. ولا إفراط هناك..
اختط وثيقته النظرية والفكرية الأنصع والأثرى والأكثر انسجاماً وتناغماً في سيرة ومسيرة اليمن الحديث؛ أبدعتها خيرة العقول ومتعدد المكونات فجاء الميثاق الوطني خلاصة فكرية ونظرية جامعة ناصعة كانت وستبقى متجذرة في تربة اليمن وباسقة إلى المستقبل..
يدرك المؤتمر الشعبي العام، بحكم منشئه ومستنده الشعبي والوطني الخالص، حجم وكمّ وأهمية ما تقع على عاتقه من مسئوليات وواجبات تجاه الحاضر والغد اليمني.. وهو الرائد الأمين الذي لم يكذب أهله وقومه وشعبه.. ونؤكد مراراً وتكراراً ولا ننسى أن نجدد ونشدد التأكيد هنا والآن بأن المؤتمر كما كان دائماً لن يخذل شعبه ووطنه والمراهنين عليه.. وإنه وبرغم الآلام والجراح وبرغم ما يتراكم من سواد وعتمة تبعث لدى اليمنيين القلق والتوجس والمخاوف المبررة والمفهومة والتي يجب تفهمها وتبنّيها كما يجب أن لا يبقى الشعب وعامة اليمنيين الأعزاء لوحدهم معزولين عن النخب والجماعات المحبوسة في حساباتها وصراعاتها الخاصة؛ فيما الشعب أحوج وأحق ما يكون إلى من يصغي لمعاناته وهواجسه ومخاوفه ويتخاطب معها ويشاركهم الأفكار والتفكير بصوت مسموع ومسئول وأن يبعث الآمال ويشد العزائم ويبدد الياس ويقاسم شعبه وأهله الأمل والألم.. وهذا عهدنا لشعبنا وأهلنا وقومنا اليمنيين الأعزاء الذين سطَّروا كتاب التاريخ وخذلوا الخذلان وهزموا الهزائم ولم يفتقدهم التاريخ حيث طلبهم ولن يفقتدهم بحول الله ثم بعزائم الرجال والنساء والشباب المخلصين الذين تنبض قلوبهم بحب وباسم وبروح اليمن.
|