أ.د. فتحي احمد السقاف* - عندما تم إعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية في فجر يوم الخميس من يوم الـ 26 من سبتمبر عام 1962م.. كان تنظيماً سرياً يعمل لصالح الوطن.. نعم قامت الثورة اليمنية المباركة على الحكم الكهنوتي الظالم ونهضت اليمن من سباتها بقيام الجمهورية العربية اليمنية؛ وبعد الانتصارات التي جرت فيها معارك ضارية في المدن والأرياف، وتغلبت على أعداء الجمهورية، كان إنشاء المؤتمر الشعبي العام مكملاً حتمياً لمتطلبات الوحدة اليمنية المباركة والثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر"، ومن هناك أُعلِنَ المؤتمر الشعبي العام بظهوره للعمل الحزبي ثورة اليمن الكبيرة في التنمية والبناء، ورغم تكالب أعداء الثورة اليمنية وتآمرهم عليه إلا أن الشعب اليمني أثبت جدارته وقدرته واصطف حول المؤتمر معلناً الخوض في إدارة الأزمات والدفاع عن حقوقه الوطنية المكتسَبة بالكوادر المؤتمرية الكفؤة والمتدربة والقديرة.. لقد استطاع الشعب اليمني أن ينتصر على الإمامة ويطرد المستعمر البريطاني البغيض، فأشرق نور الحرية على ربوع اليمن السعيد من المهرة إلى صعدة وعاصمتها الوحدوية صنعاء، وتوحدت كل القوى الوطنية الرسمية والشعبية لتعزيز الحفاظ على الإنجازات التي تحققت، والتمسك بروح وأهداف سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية التي تجسدت في 22 مايو 1990م، في هذا اليوم العظيم شارك الوطنيون من أبناء اليمن في المؤتمر الشعبي العام بالصمود والتحدي ومن جميع فئات الشعب اليمني ورجال القبائل في ملحمة وطنية واحدة متسلحة بالتقليدية النظامية الأصيلة كثورة شعب عارمة تدعو بقيادة المؤتمر إلى المساواة والحرية والتنمية والتعليم والعلم والمعرفة والخير والرخاء لليمن واليمنيين، فطردت الظلمة والاستبداد وحكام الطاغوت وإلى الأبد دون رجعة.. نعم لقد استمر المؤتمر الشعبي العام في نضال مع اليمنيين في الداخل والخارج لسنوات عِدة للخلاص من آثار المستعمر البريطاني، حتى تمكنوا من دحره وطرد آخر المستعمرين.. والآن سوف يستمرون في النضال لطرد ودحر آخر متخلف ومستعمر سعودي إماراتي من أرض اليمن الحبيبة ودحر أعوانهم المرتزقة؛ وأصبح من الواجب الوطني المقدس على المؤتمر الشعبي العام الآن والذي لا يسبقه شيء ولا يعلو عليه شيء أن نتحد ونجتمع ونوكد على وحدة الأرض والإنسان من الشرفاء والأحرار لدحر الهيمنة والوصاية والاحتلال للبلاد الحبيب.. إن العدو الحقيقي الأزلي يعبث باليمن واليمنيين عبر التاريخ، وهنا وجب مقارعتهم والوقوف في وجههم، والنضال والمقاومة ضدهم لتحرير الوطن.. نعم يأتي احتفالنا اليوم بالذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام المجيد، تأتي هذه الذكرى المجيدة واليمن يمر بمنعطف تاريخي غيّر مجرى التاريخ فأصبح لزاماً على المؤتمر مقارعة الظلم والجهل والفقر والمرض والانتقال إلى عهد الحرية والعلم والتطور والتقدم والازدهار، وهذا منهج المؤتمر العظيم الشامخ شموخ نقم وعيبان وردفان وشمسان، وقد أعاد المؤتمر للشعب اليمني مكانته التاريخية وصنع التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وإنجازات ما كان لها أن تتحقق لولا أولئك الرجال الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم وانطلقوا للتنمية والبناء، ووهبوا حياتهم رخيصة من أجل تحرير الشعب اليمني من النظام الإمامي المتخلف.. يحق لنا اليوم أن نفخر ونعتز بالمؤتمر الشعبي العام وبالثورة اليمنية الأم 26 سبتمبر التي قامت من ميدان التحرير في صنعاء ضد الحكم الكهنوتي الفردي وظلمات الجهل والفقر والمرض والتخلف والقهر والحرمان.. نعم سيظل يوم 26 سبتمبر يوماً تاريخياً لميلاد شعب عظيم انتفض كالمارد من القمقم، ليدشن بذلك عهداً جديداً تحققت فيه الوحدة واستقر النظام الجمهوري بعد التضحيات الكبيرة من الشهداء والأبطال والمناضلين في سبيل الحرية والانعتاق والانتقال إلى الحياة الكريمة والتداول السلمي للحكم.. نعم سنظل في المؤتمر الشعبي العام سبتمبريين أوفياء للثورة والجمهورية والديمقراطية..
إن الحديث عن المؤتمر الشعبي العام هو الحديث عن عمر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر و22 مايو.. إن المؤتمر الشعبي العام الذي نفخر بمنجزاته الخالدة ونعيش اليوم ذكراه العطرة قد حقق لنا كل ما نصبو إليه، ناهيك عن الديمقراطية والشورى والتعددية السياسية والحزبية وقيام الوحدة اليمنية المباركة..
نعم بفضل الله تعالى ثم بفضل المؤتمر تحقق حلم الإنسان اليمني؛ ويمضي قُدُماً صوب حياة خيّرة وكريمة بقيادة موحد اليمن مؤسس المؤتمر الشعبي العام وباني اليمن الشهيد البار الزعيم/ علي عبدالله صالح ورفيق دربه المناضل علي سالم البيض.. إن المؤتمر الشعبي العام حمل أهدافاً ومبادئ إنسانية عظيمة صاغها كل أبناء اليمن بمختلف شرائحهم، لأنها قامت لتعيد الاعتبار لجميع أبناء الشعب العظيم.. لقد استطاع المؤتمر الشعبي العام أن يغيّر وجه اليمن بالكامل والذي لم يقتصر على إضاءة أفق ومستقبل الشعب اليمني فحسب بل غزت أطياف إشراقاته الظلام الذي خيَّم على الثروات الإنسانية الاقتصادية والمعدنية الكامنة في أرضنا.. لقد أصبح وأمسى المؤتمر في خلجات وروح هذا الشعب المعطاء في إبداعاته ومهاراته ومميزاته وقدراته المتنوعة تجلت فيها الإرادة اليمنية وتكللت فيها جهود المناضلين من أبناء الشعب اليمني..
الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، العزة والنصر والتمكين لفلسطين وغزة ولليمن ولشعبنا اليمني العظيم وللمؤتمر الشعبي العام.. ولا نامت أعين الخونة المرتزقة العملاء.
*رئيس المركز الوطني للرقابة وتعزيز الشفافية والنزاهة
عضو اللجنة الدائمة
|