أحمد صالح العباهي - في كل عام يحتفل المؤتمريون بذكرى تأسيس تنظيمهم الرائد كتقليد يحرصون على اتّباعه وبصورة جعلتهم يتميزون عن الآخرين خاصةً وأن مناسبات التأسيس تأخذ موضوعات مختلفة، فتارةً يحتفون بتسليط الضوء على الحاجة الماسة للمزيد من التطوير والتحديث لأنظمتهم ولوائحهم، وهي عملية بدأ الشيخ صادق بن أمين ابوراس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- التعامل المهني معها كضرورة لاستمرار المؤتمر بحيوية وفاعلية ومن أجل تعزيز تعاملة مع مختلف التحديات بروح وعقلية مستوعبة طبيعة التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية، خاصة وهو اليوم لم يعد حزباً حاكماً وعليه أن يتأقلم مع مختلف الأوضاع التي تفرضها المعطيات والتحديات التي تشهدها البلاد في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخه..
وها هو تنظيمنا هذا العام يسلّط الضوء في ذكرى تأسيسه الـ42 على قضية وحدته التنظيمية والفكرية؛ وتؤكد مختلف فعالياته بالداخل والخارج على أهمية الحفاظ على هذه الوحدة باعتبارها الضمانة الحقيقية التي تمكّن المؤتمريين من الحفاظ على تنظيمهم وقطْع الطريق أمام كل المؤامرات التي تستهدف وحدته..
ولاريب أنه عند متابعتنا المقابلات والمقالات عبر وسائل الإعلام المؤتمرية نجد أن قضية الوحدة المؤتمرية أصبحت قضية مصيرية، جميع المؤتمريين يعتبرونها اتجاهاً اجبارياً لبقائهم واستمرارهم في الحياة السياسية والحزبية، وفي الحفاظ على كل الإنجازات التي تمكّن تنظيمهم من تحقيقها خلال 42 عاماً من مسيرة المؤتمر الحافلة بالعطاءات والإنجازات التاريخية في الديمقراطية والتنمية وفي ترسيخ وتجذير الوحدة الوطنية،
وتعميقه نهج الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والغلو، ومحاربته كافة الآفات الاجتماعية التي تمثل عوائق عويصة على طريق اليمن الجديد..
ولا ريب أن هذه المقدمات التي يسجلها المؤتمريون من عامٍ لآخر إن شاء الله سيتمكنون من حَصْدِ ثمارها في القريب العاجل، وتتوَّج جهودهم بعودةٍ أكثر فاعلية لتنظيمهم في الحياة اليمنية..
وهي مقدمات تمثّل امتداداً طبيعياً لتلك البداية الأولى التي انطلقت في الـ24 من أغسطس 1982م، وتمكنوا من خلالها طِيلة ثلاثة عقود أن يحققوا طموحات اليمنيين والتي تعبّر عنها منجزاتهم العظيمة على امتداد الأرض اليمنية..
وخلاصةً.. نتطلع من الشيخ صادق بن أمين أبوراس -رئيس المؤتمر- وبما يمتلكه من مهارات ومعارف القائد المجرَّب ورجل الدولة والتنظيم وكذا جميع من معه من القيادات، مواصلة هذا الزخم المؤتمري الذي يتم اليوم كواحدة من المعجزات التي أذهلت المراقبين الذين توقعوا انهياراً سريعاً للمؤتمر كنتيجة لفظاعة ما واجهه من تحديات كبيرة..
ونؤكد لقيادتنا أن الولاء التنظيمي الذي نؤمن به لن نردده كمجرد شعارات وإنما رؤى تتبعها أفعال على الواقع، خاصةً وأن جميعنا اليوم يشعر بأنه ومن خلال نشاطه التنظيمي يمارس عملاً تاريخياً سيدونه تاريخ تنظيمهم المعاصر..
وكل عام والمؤتمر والوطن في خير وأمان وازدهار.
|