محمد أمين الرفاعي * - عندما تأسس المؤتمر الشعبي العام في الرابع والعشرين من شهر أغسطس عام 1982م
كان دستور اليمن يحرم الحزبية والتحزب رغم وجود الأحزاب عملياً في أرض الواقع وكانت تمارس العمل الحزبي بشكلٍ سري..
إلاّ أنّ دهاء وفطنة الرئيس علي عبدالله صالح أدت إلى ظهور فكرة جديدة ورائعة نتج عنها تأسيس المؤتمر الشعبي العام كمظلة لكل الأحزاب والتنظيمات السياسية المختلفة (إسلاميين، يساريين، قوميين) وغيرهم ..
وفعلاً كانت هذه الفكرة والخطوة موفقة ورائعة من رَجُلٍ حكيم وسياسيٍ محنك رغم أنه حديثُ عهدٍ بالسلطة والرئاسة..
وما زاد من أهمية ومكانة هذا الحزب الفتي وجود الميثاق الوطني الذي صاغه كوكبة من كبار رجال اليمن وعلمائها ومثقفيها ومفكريها ليكون بمثابة دستور ومرجع للحزب ودليله النظري والفكري في شتى الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية..
ومنذُ ذلك التأريخ بدأت اليمن تخطو خطوات ثابتة نحو ترسيخ العمل الديمقراطي الشوروي وبناء مداميك العمل التنموي والاقتصادي وترسيخ مبدأ العدالة والمساواة وتنفيذ مشاريع البنى التحتية من طرقات ومياه وكهرباء،
وبدات ثورة علمية وتعليمية كبرى بُنيت فيها المدارس والكليات والجامعات والمعاهد الفنية والتقنية..
كما انتشرت المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية في كل المدن الحضرية والقرى المترامية الأطراف في طول البلاد وعرضها..
وقد تُوّجت تلك المنجزات بالمشروع العملاق الكبير والمتمثل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة..
لقد مرّ حزب المؤتمر الشعبي العام بعدة منعطفات على مدى أربعة عقود ونيف؛ تلك المنعطفات والأحداث صقلته وهيأته لحمل الرسالة العظمى وجعلته أكبر الأحزاب في البلد وأكثرها شعبيةً وحباً لدى أبناء الشعب اليمني على امتداد الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً..
لقد حظي المؤتمر باحترام وتقدير جميع أفراد الشعب اليمني لما يمتاز به من وسطية واعتدال وسِعة أفق..
سيظل المؤتمر الشعبي العام حزب الأحزاب وحزب اليمن الكبير الذي أعطى لليمن أكثر مما أخذ منها وسيظل على مرّ العصور صمام أمان بلد الإيمان والحكمة التي عُرف بها وشهد له رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأنه بلد الفقه والإيمان..
وسيظل مؤتمرنا الشعبي العام الرائد الذي لا يكذب أهله .
*عضو قيادة المؤتمر م. لحج - عضو اللجنة الدائمة
|