الميثاق نت -

الإثنين, 02-سبتمبر-2024
عدنان العلفي -
تأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م كان بداية لتحولات مفصلية في تاريخ اليمن المعاصر، بدأت بنهاية مسلسل الصراعات والاقتتال، وجمْع القوى الوطنية تحت مظلة واحدة، وتوجيه الطاقات نحو التنمية وإدراك الوطن ما فاته منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م..
وقد تجلَّى ذلك في عدد كبير من المشاريع في مختلف المجالات حقق بها المؤتمر أهداف الثورة، ووضع البلاد في صيرورة العالم ومواكبة تطوراته شيئاً فشيئاً، بإدراك كامل أن التنمية والبناء يتطلبان استقراراً سياسياً وترسيخاً للأمن وتوطيداً للسِّلم المجتمعي..
وتتوجت إنجازات عقد الثمانينيات أولاً بانتهاء الحروب الشطرية، ثم بإعادة تحقيق وحدة البلاد وإعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م..
وقاد المؤتمر مرحلة التعدد باقتدار، وكسب ثقة الجماهير على امتداد خارطة اليمن، لأن الجميع وجدوا فيه الفكر الجامع الذي يحارب كل مظاهر ونزعات العنصرية سواء أكانت مذهبية أم مناطقية أم فئوية، ولمسوا أنه يشمل الجميع تحت جناحه، داعياً إلى المواطنة المتساوية ونبْذ التفرقة أياً كان مبررها، وأثبت نظرياً من خلال الميثاق الوطني، وعملياً من خلال الحكومات المتعاقبة، أنه التنظيم الذي يعتمد الحوار أساساً للتغيير، ويؤمن بالشراكة من أجل وطن لكل أبنائه..
وواصل المؤتمر الشعبي العام المِضِي في المسار التنموي، وتمكن من تعويض المحافظات الجنوبية جزءاً كبيراً مما فاتها خلال الحكم الاشتراكي الشمولي، معطياً إياها الأولوية، كما رسَّخ الوحدة ودافع عنها بوصفها قدر الشعب اليمني، والذي لا بديل عنه سوى الشتات والاقتتال..
لهذا فإن إحياء ذكرى تأسيس المؤتمر ليس احتفاءً بماضٍ تم تجاوزه، وإنما بقِيَم حَيَّة نحن في أمسّ الحاجة للمحافظة عليها.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66545.htm