الميثاق نت -

الإثنين, 02-سبتمبر-2024
الشيخ/سيف عبدالولي الهياشي* -
مما لاشك فيه بأن الذكرى الـ ٤٢ لتأسيس المؤتمر الشعبي العام هي محطة مهمة من محطات النضال الوطني للمؤتمر لابد من الوقوف عليها للمراجعة والتقييم المنصف لمسيرة المؤتمر الحافلة بالعطاء والتضحيات كغيره من القوى السياسية الوطنية، رغم تفرد المؤتمر بحكم نهجه في الوسطية والإعتدال، وبغض النظر عن السلبيات التي رافقت مسيرته فلا بد أن نعترف وبشجاعة بالإخفاقات هنا وهناك لتجنبها مستقبلاً، فالمؤتمر والمؤتمريين لا يدَّعون الكمال فالكمال لله سبحانه وتعالى ولا بد من الوقوف على الإيجابيات والسلبيات بعقلانية وحكمة لإستشراف المستقبل، والإنجازات تتحدث عن نفسها ولا ينكرها إلا جاحد ومن أهمها واعظمها الوحدة اليمنية المباركة..

تحققت الوحدة في ٢٢ مايو ١٩٩٠م واقترنت بها التعددية السياسية والحزبية واعلنت عدد من الاحزاب عن نفسها وتواجدها وشكلت الوحدة أيضاً نمو واسع لمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني من ( اتحادات، نقابات، جمعيات، مؤسسات متنوعة) وكانت نظرة المؤتمر ثاقبة في ما يتعلق بالمجتمع المدني وايماناً منه بأن هذا المجتمع هو طريق التنافس للدفع بالتنمية في مختلف المجالات لذلك فقد أعطى المؤتمر أولوية في رعاية ودعم المجتمع المدني، ورغم التحديات الجسيمة التي رافقت الوحدة المباركة وتربص العدو بهذا البلد ووحدته سواءً من قبل دول الجوار ممثلاً بالسعودية والإمارات، أو العدو الأمريكي البريطاني السعودي الذي عمل منذ وقت مبكر ومن خلال ادواته الناعمة في مختلف المجالات لغرض تفكيك اليمن وشرذمته وتجزئته والنيل من سيادته واستقلاله، وقد تمثلت تلك المؤامرة بشن العدوان العسكري على اليمن في 26 مارس 2015م وبمختلف أنواع الأسلحة المدمرة والمحرمة دولياً ودمرت مقدرات شعبنا ووطننا من اقتصاد وبنية تحتية وبنية عسكرية، وما كان من مؤسسات المجتمع المدني إلا الإضطلاع بدورها في الصمود ومقارعة العدوان خلف القيادة العليا للمؤتمر ممثلة بالأخ الشيخ/ صادق أمين أبو راس ومع شركائنا من أنصار الله وبقية القوى السياسية المناهضة للعدوان التي وقفت في خندق واحد للدفاع عن الوطن وذلك شرف عظيم أن يكون المجتمع المدني مع القيادة والشركاء في هذا الخندق..

والمجتمع المدني اليوم يقف خلف القيادة العليا ومع الشركاء لمناصرة الشعب الفلسطيني كواجب ديني وقومي وهو موقف الشعب اليمني عبر التاريخ لمناصرة فلسطين ومواجهة العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني..
وبعد أن خاض شعبنا عشرة أعوام من الجهاد لمواجهة العدو والصمود، وعشرة أشهر لنصرة غزة فإننا اليوم أمام حكومة التغيير والبناء.. نسأل من الله السداد والتوفيق للحكومة.. فالعدو كان ومازال يراهن على هدم مؤسسات الدولة والجميع يعي ذلك، ونحن جميعاً على سفينة واحدة وبتضافر الجهود ستنجو سفينتنا إن شاء الله وسنخرج منتصرين بفضله ورعايته، ولابد أن يكون للمجتمع المدني الدور الفاعل في مرحلة التغيير والبناء.
وتأتي هذه الذكرى في مرحلة مفصلية من تاريخ المؤتمر ، فلابد من المراجعة للإخفاقات والسلبيات والإيجابيات التي رافقت مسيرته، وكذا مسيرة المجتمع المدني قبل الانتقال إلى مراحل التغيير والبناء، والحديث يطول وذو شجون لكننا نكتفي بهذا القدر.

* القائم بأعمال رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية - عضو الامانة العامة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 18-سبتمبر-2024 الساعة: 04:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66554.htm