الميثاق نت -

الثلاثاء, 03-سبتمبر-2024
طه العامري -
مؤسف أن يزور رئيس (الشرعية) الدكتور رشاد العليمي محافظة تعز بحراسة عسكرية (سعودية) وهي ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الرؤساء، لأنها تعني أن (الرئيس) لا يثق بأبناء وطنه من منتسبي الجيش والقوات الأمنية، ولهذا بعد تفكير وتأمل وجدت أن الرجل معه حق في الاعتماد على مرافقين اجانب أثناء زيارته لوطنه، وليس لوطنه فحسب بل وللمحافظة التي ينتمي إليها وإلى قريته ومسقط راسه، تجسيدا للقول المأثور "رحم الله امرء عرف قدر نفسه" ومع ذلك دعونا نعتبر الظاهرة (حكاية قديمة سيبكم منها - وفق نكته سودانية)؟!
(العليمي - الرئيس) كان من أبسط واجباته أن يرد الجميل لرجل كان له ذات يوم مواقف معه، رجل دعمه وأكرمه ولعب دورا في وصوله إلى مركز صناعة القرار الوطني في الداخل هو الشيخ محمد منصور الشوافي - وكيل محافظة تعز - الذي تم اقتحام منزله من قبل شركاء الرئيس العليمي - حزب الإصلاح - بقيادة عبدالحافظ الفقيه - أيضا - الذي اتخذ من منزل شيخه وكراً لجماعته واتخذ من الدور الأول للمنزل (سجنا) زج به من يخالفه ويختلف مع جماعته..
ولم يقف الأمر عند الاقتحام بل تم نهب كل محتويات المنزل باثاثه التي يتجاوز ثمنها عشرات الملايين هي كل ما كسبه الشيخ طيلة عقود ليضعها في هذا المنزل العائلي، إضافة إلى نهب الخزينة التي تحتوي على أمانات لناس واسر أودعتها لدى الشيخ الذي بدوره وضعها في خزانة منزله فيها وثائق وبصائر واموال ومشغولات ذهبية وقطع من أسلحة شخصية نادرة بخل بها الشيخ على أولاده وعلى نفسه ووضعها داخل الخزانة لياتي ( رجال عبدالحافظ الفقيه )  وينهبوا كل ما في المنزل بعد أن كان الشيخ وأسرته قد لجاؤا للقرية منذ أن تفجرت الحرب بل ومنذ عام 2012م كان الشيخ محمد منصور قد اتخذ قراره بمغادرة مدينة تعز إلى القرية وحين اندلعت الحرب كان هم رئيس إصلاح تعز عبدالحافظ الفقيه - وكأنه مدفوعا بحالة من الشعور بالنقص - هو  أقتحام منزل (شيخه) واحد وجهاء محافظة تعز ووكيلها الأول، وبعد النهب، وبعد تحركات حاول من خلالها الشيخ إستعادة المنزل، اقدم ( عبدالحافظ الفقيه) وجماعته باحراق المنزل الذي لم يكن قد بقي فيه سوى مجموعة فراشات وبطانيات كانت تستخدم من قبل جماعته والتي جلبوها بعد أن صادروا اثاث المنزل الباهضة ليقوموا مؤخرا باحراقه بعد سنوات من السيطرة على المنزل للتهرب من مسؤوليتهم في نهب كل ما في المنزل والتذرع بأنها احترقت بقضاء الله وقدره..
كان المفترض بالعليمي ومن باب العيش والملح الذي تناوله في هذا المنزل أن يوجه شركائه بسرعة رد الاعتبار للشيخ الشوافي الذي قطعا لا يحتاجه منهم لأنهم أكبر منهم رغم كل ما قيل و يقال فيه،  ولكن من باب احترام الذات ( للعليمي) وكذا التوجيه بسرعة ترميم المنزل وصيانته وتعويض الشيخ عن خسارته فيما يتعلق بالاثاث وأيضا التوجيه بإعادة المسروقات من المنزل وخاصة محتويات الخزنة والتحقيق مع من ارتكب هذه الجريمة واقدم على انتهاك حرمة منزل يعود لشخصية اعتبارية في المحافظة، شخصية من حقها أن تحظى بحماية ورعاية من يتولون شؤون المحافظة وفي المقدمة الرئيس العليمي.. وقد تكون ظاهرة المساكن المنهوبة وَالمقتحمة اهم ظاهرة كان يفترض أن يعطيها العليمي اهتمامه ليس من خلال تصريح عابر اطلقه من داخل مدرعة سعودية لم يكن يظهر منه سوى جزءا من راسه ونصف من اياديه التي كان يلوح بها وكانت حركاته خلالها تشابه حركة (ماسحات زجاج السيارات أثناء هطول الأمطار)..!!
كان يفترض بالعليمي وقد كانت زيارته هي الأولى منذ تعين بهذا المنصب من قبل (محمد آل جابر) ومن باب احترام الذات والظهوز بمظهر الرئيس وصاحب القرار أن يقف ويفتح ملف المنازل المقتحمة والمنهوبة وتقديم من قام بذلك للقضاء والزامهم بإعادة كل ما نهبوه وطلب الضحايا والجلوس معهم، ولكن للأسف هذا لم يحدث ولم يكن ليحدث طالما والرجل دخل مدينته وقريته بحماية قوات اجنبية ولم يكن موكبه يختلف عن موكب (نتنياهو وقادته) خلال زيارتهم لقطاع غزة..!!
أضف لكل هذا من دخل بذاك الموكب وبذاك الذعر والخوف من أين له أن يتخذ مثل هذه القرارات الشجاعة؟!.
أنا لا أقول هذا بهدف استهداف العليمي وليس بيني وبين الرجل إلا  كل خير، بل اعتبره ( صديق قديم كان وكان يجمعنا التقدير والاحترام) وقد اختار طريقه وهو حر لكن على الاقل كان الأولى والأجدر به أن يتعاطى بمسؤولية مع قضية المنازل المقتحمة والمنهوبة ويتخذ بشأنها قرارات عاجلة وحاسمة، ليجسد على الاقل جدية كونه رئيسا وصاحب قرار وخاصة مع رجل كان له الفضل على العليمي وهو اقرب له من عبدالحافظ الفقيه الذي بلغت به ( النذالة) حد تبليغ قوات التحالف بمنزل الشيخ بالقرية ليأتي الطيران بقصفه ويستشهد فيه أكثر من 13 شهيدا في مقدمتهم الأخ والصديق والابن الشيخ  نصر محمد منصور الشوافي النجل الأكبر للشيخ محمد منصور، وكانت الكارثة ستكون أكبر وأكثر دموية لو كانت الأسرة كلها في المنزل.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 18-سبتمبر-2024 الساعة: 04:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66570.htm