علي أحمد مثنى - من أجمل وأعظم الأناشيد الوطنية التي تسمعها وتتابعها الأجيال المتلاحقة في الوطن اليمني الكبير: "اليمن بلادنا.... وعزها عِزٌّ لنا".. للشاعر الإعلامي الوطني الراحل محمد مقبل الزبلي يرحمه الله.. نشيد يعيد للوطنية زخمها ونشوتها..
—كما هو معلوم للجميع بلدنا اليمن الكبير تعرض لحلقات من أخبث مخططات التآمر التخريبي المتعمد المؤذي.. نتج عنه الكثير من الخسائر المادية والبشرية وهددت السلم الاجتماعي وابطأت اللحاق بالعالم وما شهده ويشهده من تنمية وتحديث متواصل غير متعثر.. ولم يستقر أو يأخذ راحة وسكينة هذا الوطن التاريخي والحضاري العظيم حتى عقد زمني كامل يستعيد فيه أنفاسه ويحسن إدارة مقدراته الهائلة المتنوعة في البر والبحر بما يخدم الإنسان ويحقق له الحد الأدنى من الحياة السعيدة التي يوصف بها في العالم باليمن السعيد..
—آخر ما تعرضت له البلاد الأمطار الغزيرة غير المسبوقة بفضل من الله المغيث الرحمٰن المنان، وكانت نتيجة سلسلة منخفضات جوية تعرضت لها البلاد تسببت بسيول وأضرار على عدد من المساكن والسكان في بعض المحافظات؛ ولم تنجُ المعالم التاريخية والحضارية المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو من تأثيرها.. وأيضاً شمل الضرر المدرجات الزراعية وانهيار بعض السدود وخسائر في الأرواح والممتلكات في بعض المحافظات ومنها مدينة صنعاء القديمة، تهامة، المحويت، ذمار وصاب، وغيرها.. الأمر الذي يستدعي سرعة مبادرة الجهات المعنية القيام بواجب الاستجابة للصيانة اللازمة والإغاثة لكل المناطق؛ وفعلاً كانت هناك جهود حكومية للمساعدات الممكنة وعبر الطائرات المروحية للسكان وخاصة تهامة ومديرية ملحان المحويت.. وهذا لا يكفي ولا بد من المتابعة..
—نقول مها كانت تقديرات المبالغ التي تستدعيها عمليات الترميم والصاينة والإغاثة في أي موقع أو منطقة وبأي عملة وطنية أو عربية أو دولية لازمة وعلى وجه الخصوص صيانة شبكة الصرف غير الصحي الذي يهدد مدينة صنعاء وبنيانها ومساجدها، ومعالمها التاريخية، والواقع والمنطق يقول الضرورات تبيح المحظورات لتوفير أي تمويل ولا عذر يشكل عثرة أو مشكلة لتوفيره من أي جهة مستعدة لتمويل إعادة تأهيل البنية التحتية ذات الأولوية مثل الطرق والسدود والآبار والمدرجات.. الخ، إذا صدقت النوايا وتهيأت ظروف السلام وتوافق الفرقاء المتفرقون الممزقون والمتسابقون على المغانم والمكاسب.. ويكفي يتركوا لنا الوطن سليماً معافى غير مُرتهَن.. فلا شيء مستحيل أمام الإرادة الوطنية المخلصة، أو باتخاذ اللازم لمطالبة وملاحقة الذين نهبوا المحصول وهربوا به ليعمّروا بلدان الآخرين كمستثمرين وكانوا عندنا قبل حوالي عقد ونصف من الزمن، كنا نظنهم -وبعض الظن مش أثم- من المستغفرين ونحسبهم من المسبّحين بالأسحار.. ولكن هكذا عمل الشياطين نفذوا مخطط خديعة الشباب ما سُمّي بالخراب الغربي اليعربي التدميري وما أعقبه من أحداث، وتعاظمت بعدوان همجي خارجي واقتتال داخلي، وكانوا الهاربين من فقهاء وأساتذة لعفاريت وشياطين ومردة الأرض والسماء بجميع تجمعاتهم وتخصصاتهم وتنوعاتهم الدينية والمدنية والمذهبية والذهبية والفضية والبرونزية.. الخ، ومن كبار علماء علم كتابة شخابيط طلاسم السحر الذين فرَّقوا وما زالوا يفرّقون بين المرء وزوجه.. ولهم بلاغة خطابة وكلام تسمعهم تقول يا سلام على قدرات تتجاوز فضاء علم ومعارف جن النبي سليمان عليه السلام.. يمتلكون مواهب وقدرات التفريق بين الأهل والولد، وتمزيق جغرافية وموارد ومقدرات وتجانس ووطنية البلد مقابل قليل من بخس العدد نقداً أو تحويلات إلى أرقام حساباتهم السرية في بنوك الغرب والشرق..
—اليمن الكبير بلادنا وعزه عز لنا ومِلْك ومسئولية الجميع.. كذلك صنعاء القديمة عاصمة يعتز بها الجميع وكل المدن التاريخية: صنعاء زبيد ، شبام حضرموت ، تعز، تريم ، عدن ، مأرب، ذمار ، سقطرى ، صعدة، شبام كوكبان ، ريمة، رداع ، الجوف.. الخ، تقدر (بحوالي 70موقعاً أثرياً ومعلماً تاريخياً) مسجلة ضمن قائمة التراث التاريخي والإنساني العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو..
*واليمن بلادنا... وعزها عز لنا*.. ومن يمتلك إحساساً بالمسئولية في أي موقع وأي قطعة أو مساحة لسلطة جغرافية في خريطة اليمن من جهاته الأربع سوف يقوم على عجل بالواجب دون تأخير..
—يثق الشعب اليمني العظيم بالأعزاء في القطاع الخاص الذين لم ولن يتأخروا إن شاء الله عن واجب تقديم المبادرات والمساهمات المالية والمادية الأخرى اللازمة في حدود المتاح والممكن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بصورة عاجلة.. لإيواء المتضررين والمشردين ومعالجة المصابين وجبر خواطر عائلات الضحايا.. والمثل اليمني الشعبي التاريخي يقول:"حبة فوق حبة وكالت، وعانة فوق عانة وعانت، وقطرة فوق قطرة وسالت"..
—الأمطار غير المسبوقة زادت الطين ولخبطت العجين، وبالعين واليقين الوضع خطير.. والقادم عظيم وربما أليم كما تشير توقعات الأحوال الجوية.. نسأل الله السلامة إن لم يبادر المبادرون ومن لهم شعور بالرحمة وأمانة المسئولية أن يعدوا العدة؛ والاحتياط واجب، وما تنفع الملامة والندامة بعد الخسارة..
— اليمن الكبير كما سبق الإشارة إليه تعرض لكوارث متعددة ومتنوعة متعمدة؛ والمنطق والعقل الراجح يقول: يكفي وإلى هنا والله يكفي؛ وما حك جلدك مثل ظفرك.. والمثل الزراعي اليمني الحكيم يقول:"مرض يوم يشل عافية سنة".. ناهيكم عن استهلاك البنية التحتية المتواضعة ؛ وحالياً لا عاد باقي بنية تحتية ولا فوقية تحمي البلاد والعباد من مختلف الكوارث.. مع الأسف..
*كلما قلنا عساها تنجلي.. قالت الأيام هذا مبتداها*..
حسبنا الله ونعم الوكيل..
—نسأل الله الرحمة لشهداء الكوارث والأمطار والحروب المختلفة.. والشفاء للمصابين.. والعون لهذا البلد بشعبه المكسر، المسكين الفقير المريض، المخرب، المهدم، المشرد، النازح.. الكثير من الأساتذة والكُتاب وأصحاب الرأي الناصح قد تحدثوا في هذا الجانب ونصحوا بما يتطلب عمله..
— يقول عن صنعاء الشاعر والمفكر الكبير الراحل أ.د/ عبدالعزيز المقالح، يرحمه الله :
– *صنعاء يا أنشودةً عبقَت*
*وأجادَ في إنشادها الأزلُ*
– *إن ابعدتني عنكِ عاَصفةً*
*وتفرقت ما بينَنا السُبلُ*
– *فأنا على حُبي وفي خجلٍ*
*روحي إلى عينيكِ تبتهلُ*
— التحية والشكر والتقدير لكل من يعمل لأجل اليمن الكبير.. والله الموفق والمعين.
|