الميثاق نت -

الإثنين, 30-سبتمبر-2024
استطلاع/ صفوان القرشي -
لم تَخْبُ جذوة ثورة سبتمبر الأم لكل الثورات، بل تزداد ألقاً واتّقاداً في كل عام، فهي الثورة التي صنعت تاريخ اليمن الحديث وحققت تطلعات الشعب في الحرية والتقدم والازدهار.. وكتب من كان لهم شرف المشاركة في صناعة تاريخها ومن سار على خُطاهم السبتمبرية بدمائهم الزكية أهدافها، ورسموا على طريق الخلاص فجر يوم أغَر..
ولهذا فإن ثورة سبتمبر شكلت نقطة التحول التاريخي للشعب اليمني وساهمت في إخراجه من دهاليز الجهل إلى سناء العمل والمعرفة، ليخطو بكل ثبات نحو فجره المشرق، وليعلن للعالم أن الشعب اليمني تحرَّر من أغلال العبودية إلى غير رجعة؛ وبتضحيات أبنائه سيصنع التاريخ ومكانته بين الأمم المتحضرة..
وهذا مرده التغيير الجذري الذي أحدثته ثورة سبتمبر في مجمل مناحي حياة الشعب اليمني الذي ما زال يحتفي بثورته ويجدد عهده للشهداء والمناضلين بالحفاظ على المنجزات التي كانت ثمرة ثورة ونضال مرير بما فيها المنجز الأكبر المتمثّل بالوحدة اليمنية المباركة..
فما الذي يقوله الشعب اليمني عن ثورة سبتمبر في ذِكراها الـ "62" ؟


معركة الكرامة

*البداية كانت مع العقيد المتقاعد/ عبدالرحمن علوان، والذي قال: الحديث عن ثورة سبتمبر ذو شجون ويعيدنا إلى تلك الأيام التي انخرطنا فيها بالدفاع عن الثورة منذ أيامها الأولى، وصولاً إلى حرب السبعين وحصار صنعاء.. أتذكر ذلك بكل فخر ممزوج بالأسى وأنا أرى رفاق السلاح يتسابقون بكل شجاعة للدفاع عن ثورتهم الوليدة بوازعٍ وطني لا تشوبه شائبة من طمع بمال أو سلطة.. الدفاع عن ثورة الشعب وحماية الوطن هو أسمى غايتهم..
وأضاف: لم تكن ثورة سبتمبر وليدة صدفة أو قرار مرتجل، ولكنها نتاج نضال مرير قدم فيه الشعب اليمني قوافل من الشهداء من خِيرة أبنائه من مختلف مناطق اليمن في تلاحم ثوري شعاره الثورة أو الموت؛ سقط الكثير شهداء وواصل الرفاق مسار ثورتهم والدفاع عنها حتى كان لهم ما أرادوا.. وما نعيشه اليوم هو بفضل تضحيات أولئك الأبطال الذين ندعو لهم بالرحمة والمغفرة رغم كل النكران والجحود الذي طالهم وطال الكثير من رفاقهم الأحياء..
واختتم بالقول: نحن اليوم وبعد كل هذه السنوات من عمر الثورة وما نراه من منجزاتها وما تحقق من أهدافها، إلا أننا نشعر بأن الثورة التي قمنا بها قد بدأت تتآكل بفعل المؤامرات التي تستهدفها وتحاول إجهاض الجهورية وإعادة تقسيم اليمن، ليس فقط شمالاً وجنوباً، وإنما أيضاً إلى عدة دويلات تشبه السلطنات التي أقامتها بريطانيا في الجنوب، وهذا ما تسعى اليه السعودية والإمارات ومن يقف وراءهم من الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا؛ لذا ندعو كل أبناء اليمن إلى مواجهة هذه المؤامرات والوقوف إلى جانب الجيش اليمني الذي يخوض معركة الكرامة العربية، ونجح في إذلال العدو الصهيوني، ويرسل رسائل قوية للسعودية والإمارات بأن اليمن قادر على ردع أي عدوان ونقْل المعركة إلى عمق الرياض وأبو ظبي..


أُمُّ الثورات

*أما الأخ مصطفى هلال فقد قال: ثورة 26 سبتمبر هي الثورة الأم لكل الثورات التي فجَّرها الشعب اليمني؛ ومن أجلها قدَّم الكثير من التضحيات وصولاً إلى يومه المنشود في سبيل حريته واستقلاله ووحدته وعزته وكرامته والخلاص من الحكم الإمامي الذي أغلق البلاد ونشر الخوف والفقر والجهل بين أبناء الشعب عقوداً من الزمن خدمةً لمصالحه وبقاء حكمه سيفاً مُسَلَّطاً على رِقاب اليمنيين الذين كانوا يعيشون في وضع مأساوي لا يمكن وصفه، ويفتقر إلى أبسط الخدمات فلا مشافي ولا مدارس ولا طرقات؛ فيما كان العالم يتغير ويتقدم ويزدهر..
وأضاف: لقد كان لجمهورية مصر العربية ورئيسها الراحل جمال عبدالناصر موقف داعم ومسانِد للثورة اليمنية سياسياً وعسكرياً، فاختلط الدم اليمني بالدم المصري انتصاراً ودفاعاً عن ثورة الشعب اليمني الذي يُقدّر للشعب المصري كل تضحياته التي تكللت بانتصار الثورة وقيام الجمهورية..
واختتم بالقول: ثورة سبتمبر مستمرة ومتواصلة ومع ذلك ما زال أعداء الثورة والجمهورية والوحدة يتربصون باليمن ويحيكون المؤامرات، وما العدوان السعودي الإماراتي الذي يُشَن على اليمن منذ عشر سنوات إلا امتداد للمؤامرات على اليمن منذ 1962م.. الأمر الذي يضع اليمنيين أمام مسؤولية وطنية تحتّم عليهم التصدي لتلك المؤامرات، والاصطفاف حول جيشهم اليمني البطل دفاعاً عن وطنهم ووحدتهم وجمهوريتهم واستقلالهم، والتصدي للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني دفاعاً عن اليمن وعن مظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب بربرية وإبادة جماعية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً على يد إسرائيل وداعمتها في الإرهاب الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الاستعمارية..


لُحْمَة ثورية

*أما سعاد العبسي، فتحدثت قائلةً: ثورة 26 سبتمبر هي الثورة التي غيَّرت الواقع اليمني ونقلت الشعب إلى مرحلة جديدة عنوانها الحرية والجمهورية والوحدة والعدالة والتقدم والازدهار؛ وطَوَت عقوداً من الفقر والتخلف والجهل والمرض الذي كان السمة البارزة للحكم الإمامي والقاسم المشترك الذي يعيشه أبناء اليمن في مختلف المناطق الخاضعة لحكم الإمام؛ هذا الوضع دفع اليمنيين إلى القيام بالعديد من حركات التحرر والثورات بدءاً من 1948م وصولاً إلى 1962م التي شكلت نهاية مرحلة من الكفاح المسلح وبداية مرحلة أخرى من التنمية والبناء.. وأضافت: لم يكن الوضع المحيط باليمن مساعداً للثورة اليمنية بل على العكس من ذلك، الأمر الذي عَرَّض الجمهورية الوليدة للمؤامرات والتحديات، وما زالت حتى اليوم بقيادة مملكة آل سعود؛ إضافةً إلى الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل جنوب اليمن؛ ومع ذلك لم يستسلم الشعب اليمني الذي واصل كفاحه المسلح وقدَّم كل التضحيات في سبيل التحرر والخلاص، وتضافرت كل الجهود واندفع كل اليمنيين من مختلف المحافظات الشمالية والجنوبية للدفاع عن الثورة والجمهورية إلى جانب اخوانهم من الشعب المصري، وأسقطوا كل الرهانات، وعاشت الثورة والجمهورية والوحدة خالدة خلود جبال اليمن..
واختتمت بالقول: نحن كشعب يمني ندرك أن المؤامرات على وطننا لم تتوقف ما دامت تحيكها القوى الرجعية من حكام السعودية والإمارات ومن ورائهم إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، وهذا ما يفسر الحرب العدوانية التي تُشَن على اليمن منذ عشر سنوات ومحاولات دعم الحركات الانفصالية، وخلْق صراع بين اليمنيين؛ وهو ما يحتّم علينا أن نعي حجم تلك المؤامرات ومن يقف وراءها، والتي زادت مع الموقف البطولي للجيش اليمني المسانِد للشعب الفلسطيني في غزة والضفة، والذي يتعرض لحرب إبادة على مرأى ومسمع من الدول العربية والإسلامية والعالم المنافق..


فِداءً للوطن

*من جانبه قال الشيخ/ ناجي الخضر البعداني- أحد مناضلي الثورة: نحن اليوم نجني ثمار تضحيات المناضلين الذين قدَّموا أرواحهم فِداءً من أجل خلاص الشعب اليمني وحريته، ودفاعاً عن ثورته وجمهوريته ووحدته، فالنضال اليمني مستمر منذ 1962م وحتى اليوم ما دام العدوان مستمراً وما دامت المؤامرات على اليمن وشعبه لم تتوقف وإن اتخذ صوراً مختلفة..
وأضاف: كنت أحد الرعيل الأول الذي حمل بندقيته وانخرط في صفوف الثوار إلى جانب الكثير من المناضلين من أبناء تعز ولحج والضالع وعدن ضمن اللواء الذي كان يقوده الشيخ المناضل المرحوم أحمد صبر؛ فالثورة كانت حُلماً بعيد المنال، قبل أن تصبح حقيقة معيشة وواقعاً لا لَبْسَ فيه، وهي نِتاج تضحيات مئات الشهداء الذين وهبوا أرواحهم من أجل رِفعة الشعب اليمني واستقلاله وعزته وكرامته ووحدته التي كانت هدفاً من أهداف الثورة المباركة التي يجب أن تظل حمايتها والدفاع عنها من أولويات الشعب اليمني على امتداد الوطن، لأن قوة اليمن بوحدته وتلاحم شعبه وهذا وحده الكفيل بإسقاط كل المؤامرات والعدوان الذي يستهدف اليمن ووحدته واستقلاله..
واختتم الشيخ الخضر بالقول: ما أشبه اليوم بالأمس فما يتعرض له الشعب اليمني اليوم من عدوان سعودي إماراتي وبدعم أمريكي بريطاني صهيوني هو ذاته المحور الذي حاول إسقاط الثورة والقضاء على الجمهورية اليمنية وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني، إلا أن الفشل هو المصير المحتوم لكل عدو يحاول المساس باليمن ووحدته وشعبه؛ وقد أثبت الشعب اليمني الصابر طوال سنوات العدوان أنه شعب جبار؛ وما أنجزه خلال هذه السنوات وما كشف عنه الجيش اليمني من قدرات عسكرية وصلت إلى قلب عاصمة العدو تل أبيب، يجعل دول العدوان تعيد حساباتها وتفكر ألف مرة قبل أي عدوان على اليمن وشعبه ووحدته.. ونحن على ثقة بأن الجيش اليمني هو الحصن الحصين لليمن ووحدته وأمنه واستقلاله.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66623.htm