الميثاق نت -

الأحد, 13-أكتوبر-2024
أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور* -
تحتفل جماهير شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه، في الداخل مع جماهير المغتربين بجميع أنواعهم ومِللهم في الخارج بالذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر 1963م، هذه الذكرى العظيمة التي تذكّرنا بالرعيل الأول لثوار ذلك اليوم المجيد وممن تبقَّى من الثوار المناضلين والشهداء، كما تذكّرنا بالثوار الأحرار الذين ثاروا على المحتل البريطاني من على قمم جبال ردفان الشماء بقيادة أبي الثوار الشهيد/ راجح بن غالب لبوزة -رحمة الله عليه وأسكنه الجنة..

هذه الذكرى المباركة تأتي هذا العام تحديداً والجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء تقاوم وتقارع وتجدد معركتها مع عدو الأمس وهو عدو اليوم أيضاً.. بريطانيا التي كانت تُسمى بالأمس عُظمى وأصبحت اليوم عجوزاً شمطاء متهالكة تهرب بسفنها العسكرية وحاملة طائراتها من المواجهة العسكرية مع جيشنا البطل جيش الجمهورية اليمنية بعاصمتها صنعاء.. تهرب من البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب.. يا سبحان الله بريطانيا التي كانت ذات يوم في التاريخ مالكة ومسيطرة على أعالي البحار من حول العالم، وتزمجر بصوتها الجهوري المجلجل، أصبحت اليوم صيداً سهلاً ولكنه ثمين جداً جداً لقواتنا المسلحة اليمنية وجيشنا البطل العظيم..

تهل هذه الذكرى المباركة، واليمن الحر يقاتل ببسالة جيوش وأساطيل حكومة الشر والغدر أميركا الصهيونية أيضاً في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي، أليست هذه واحدة من مفاخر التاريخ بأن جيشنا الوطني الحر يقارع أعتى دولة في التاريخ هي USA ويكبّدها الخسائر ويكسر سمعتها أمام شعوب ودول المنطقة ؟!

كما يصادف ذكرى أكتوبر المجيدة في هذا العام بأن اليمن الحر ومن صنعاء تشارك مع محور المقاومة للمشروع الصهيوني الأمريكي الأوروبي في المنطقة، وفي دك كيان العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة بصواريخ فرط صوتي والطائرات المُسيَّرة التي وصلت إلى مدن كيان العدو، كما أوقفنا جميع السفن الذاهبة إلى موانئ الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، وقد بلغ عدد الأهداف البحرية لدى جيشنا اليمني أكثر من 195 هدفاً بحرياً بإغراقها أو تعطيلها أو إعادتها إلى حيث أتت، وهذه أول مرة في تاريخ أي بلد عربي يشارك في تحرير فلسطين المحتلة منذ أزيد من 75 عاماً، وهذا لعمري مفخرة عظيمة وهدية ثمينة تُقدَّم لأحرار اليمن السابقين من أحرار اليمن الحاليين بقيادة قائد الثورة اليمنية الحبيب/ عبدالملك بن بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه..

اليمن العظيم الحر بعاصمته صنعاء يحتفل ويفرح ويتذكر بذكرى ثورة 14 أكتوبر العظيم وماضيه التحرري بشيء من الزهو والاعتزاز والتفاخر لأن ما وصلنا إليه من مستوى عسكري مشرّف يدعو إلى ذلك الاعتزاز ورفع الهامات، وبهذه الإنجازات العسكرية عالية التقدير والمستوى، وهو شرف كبير لا يعرف قيمته إلا الشرفاء الأحرار من اليمن والعرب وأحرار العالم، أما المرتزقة من اليمنيين وخونة اليمن تجدهم ينكّسون ويطأطئون رؤوسهم إلى ما دون الأرض خجلاً ووجلاً واستحياءً من موقفهم المذل المُخزي الهابط باعتبارهم خدماً وعبيداً وأذلاء للدول والحكومات الرجعية في الجزيرة العربية كالسعودية والإمارات والبحرين والكويت وكذلك للدول العربية الأخرى المطبّعة مع كيان العدو الصهيوني، هكذا سيسجل التاريخ الإنساني والعروبي تلك المواقف والالتزامات والمسؤوليات تجاه فلسطين المحتلة وشعبها الصابر الذي يُذبح اليوم من الوريد إلى الوريد بمشاركة مباشرة من أمريكا الصهيونية ومن بريطانيا المتصهينة ومن حلف شمال الأطلسي، هؤلاء جميعاً مسؤولون عن دماء وأرواح أهلنا في فلسطين ولبنان وبقية دول وبلدان محور المقاومة..

جبال ردفان الشماء الحرة لا تقبل أن يعتليها إلا مواطن ردفاني يمني حر، أما من ارتبط بمصالح مادية رخيصة مع مشيخة الإمارات العربية المتحدة فسيلفظه التاريخ وأحفاد لبوزة وأحرار اليمن من أقصاه إلى أقصاه، وسِجِل الخونة مدون فيه أسماء العملاء والمرتزقة منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا.. والمثل اليمني يقول (من على رأسه بطحة يتحسس عليها)، ويعود إلى رشده وصوابه، وباب العفو والمصالحة مفتوح في صنعاء لمن استفاق من غيّه وغيبوبته.

"وفوق كل ذي عِلمٍ عليم"


* عضو المجلس السياسي الأعلى
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66679.htm