د. عبدالعزيز الشعيبي - ما أروع أن نحتفل اليوم بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة في هذه الظروف التي نعيشها اليوم والتي حقق فيها العرب انتصارا على الصهيونيه العالميه في اكتوبر من العام 1973 بقياده مصريه وسوريه ومؤازره كل العرب وكذلك السابع من اكتوبر والذي كان فيه تلك الملحمه الكبرى الممثله بطوفان الاقصى والتي هزت كيان الصهيونيه حتى كادت ان تطيح به وكذلك الاول من اكتوبر في هذا العام والذي شعرنا فيه بعوده الروح الى الجسد بتلك الصواريخ الممطره كالصاعقه والتي وصلت إلى كل ارض فلسطين الحبيبه.
تاتي الذكرى الواحد والستون الثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963 لتشعرنا بمعان كثيره اولى هذه المعاني ما تلخصه الاحداث اليوم من عوده الاستعمار بشكل جديد والادهى والامر من ذلك ان كثير من الدول العربيه والتي اصبحت تابعه باخلاص لهذا الاستعمار وتعمل معه بتفاني وجديه ، فاننا نتذكر اليوم تلك البطولات الرائعه في الاطار القومي والوطني واخص منها، ذكرى رحيل الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن هذا الاستعمار الذي جثم على هذه البقعه الطاهره من هذه الارض اليمنيه العربيه لاكثر من 100 عام وكان قد ظن انه من خلال وجوده الطويل في الارض اليمنيه العربيه قد استطاع ان يحولها الى جزء تابع له ولم يدرك تماما عمق هذه الثوره اليمنيه العربيه التي وان كانت منطلقها هو اليمن في شماله وجنوبه الا ان محيطها وبيئتها كانت عربيه لان الشعور والوجدان اليمني والعربي لم يكن ليتجزا باي حال من الاحوال لان العدو وان جثم على بقعه جغرافيه معينه فان محيطها بالكامل لم يكن ليؤول لمصلحه الاستعمار سواء كان بالطبعيه او من خلال الجبر والقوه ولذلك فان هذه الثوره العظيمه في 14 اكتوبر 1963 وما تحقق بعد بعد ذلك من جلاء للاستعمار في 30 نوفمبر عام 1967 انما يحقق معنى السياده الوطنيه بكل معانيها ولذلك فانه بعد قيام هذه الثوره المباركه وجلاء الاستعمار عن الارض اليمنيه امتدت التفاعلات اليمنيه لتشمل محيطها العربي والاقليمي والدولي لتتفاعل معه بصوره طبيعيه ومنطقيه يتناسب مع حق الدول في العيش بكرامه وباستقلال وان الغازي مهما كان لا يمكن له ان يبقى في الارض الى ما لا نهايه فما هي الا سنين معدوده وينتهي اجله فيها ليبرز الدور الوطني المخلص معبرا عن السياده الوطنيه للارض التي حاول الاستعمار ان ينال منها، وعلى الرغم من كل المغريات التي قدمها الاستعمار وكذلك الأنواع المختلفه من الترهيب الذي بثها في نفوس الضعاف من ابناء اليمن الا انها لم تستقم باي حال مع ثوابت التاريخ والمنطق والحق والعدل وان النفس الوطنيه لا يمكنها الا ان ترفض هذا الاستعمار سواء بشكله المباشر او بشكله غير المباشر كذلك فان الثوره اليمنيه المباركه في 26 سبتمبر و 14 اكتوبر ودحر الاستعمار البريطاني في الثلاثين من نوفمبر عام 1967 جعلت لليمن مكانتها بين الدول العربيه التي نالت استقلالها بطرد الاستعمار او بالتخلص من طواغيت النظم السياسيه، وتحمل المسؤوليه فيها ابناء مخلصين من هذا الشعب الابي ليقودوا مسيره التنميه والبناء بما تمتلك الدوله من موارد للمصلحه الوطنيه وحتى تكون رقما مميزا بين الامم والشعوب
ولان الاستعمار ادواته عديده ومختلفه فقد حاول بكل الطرق والوسائل الممكنه وغير الممكنه ان يبقي على كثير من الصعوبات والمشكلات المتعدده ليخضع هذا البلد لارادته في التوجهات المختلفه ومع بروز ظروف غير تلك الظروف التي كانت سائده ايام الثوره المباركه ومع تفكك النظم السياسيه العربيه وكذلك المتغيرات الدوليه الجديده استطاع الاستعمار بادوات جديده مختلفه على مستوى الصعيد الداخلي والاقليمي ان يعبث بكثير من المضامين والثوابت والمنطلقات بدعوه الحريه والديمقراطيه وحقوق الانسان ، _ وهي قيم يجب ان تكون مكفوله لكل مواطن_ وان ذلك المستعمر سيتبنى من القضايا ما يريد حتى لو ادى ذلك الى تمزيق الوطن وتفتيته ذلك في سبيل الحريه والديمقراطيه المزعومه والتي روج لها ما يسمى بالنظام العالمي الجديد بقياده الولايات المتحده الامريكيه وربيبتها في المنطقه الدوله العبريه البغيظه وفي الوقت الذي تدعم هذه الدوله الكبرى اي الولايات المتحده الامريكيه هذه الحقوق والحريات في دول العالم الثالث بهذا المعنى الذي يؤدي الى تشرذم وتقزم الدول تأبى هي ذاتها وتقف في وجه من ينادي بالانفصال او بالخروج عن الثوابت الوطنيه العامه اما في مواجهه الدول الاخرى وخصوصا الدول الضعيفه فانها تشجع هذه الافكار وتدعمها بكل ما اوتيت من قوه وذلك لتحقيق اهدافها المتمثله في مزيد من التشضي والتشرذم في الاطار العربي
وتاتي هذه الذاكره اليوم في الخلاص من الاستعمار لتذكرنا بقضيه من اهم القضايا العربيه اليوم الا وهي القضيه الفلسطينيه التي تعتبر هي محور اللقاء العربي ومحور كل القضايا العربيه وتتركز عليه قضيه الامن القومي العربي لتعيد الى الاذهان اهميه النظال ضد المستعمر وحق فلسطين على الامه العربيه جمعاء بل على الامه الاسلاميه الوقوف صفا واحدا معها في وجه الاستعمار القديم المتجدد الذي يتجمع اليوم بكل قواته دول كبرى وغير كبرى في مواجهه جماعه محدوده تريد ان تسلبها حقها في الحياه وفي العيش بحريه وبكرامه ومما يؤسف له ان كثير من النظم السياسيه والاشد اسفا ان من هذه النظم انظمه عربيه تروج لهذا الاستعمار وتدافع عنه وتبرر له وتحاول ان تغير حقيقه التاريخ والجغرافيا لمصلحه من لا يجب ان يكون له مصلحه في هذه الارض العربيه ولذلك فان المواقف الرائعه الوطنيه لبعض الدول ومن بينها اليمن تجسد اليوم أسمى المعاني والمواقف النضاليه الشريفه في مواجهه القوى المستبده للاستعمار المتغطرس ولتعطي درسا قويا لمن لا يفهم معنى الوطنيه والقوميه والانتماء الى الارض العربيه لان الحق واضح وسكوت بعض النظم السياسيه عن هذا الحق لا يعني باي حال من الاحوال مشروعيه الاخر في استلاب الارض العربيه انما هو وقت قصير وسوف يزول باذن الله وان الخيريه هي دائمه في هذه الامه العربيه وما بروز بعض النظم السياسيه الى السطح بهذه الكيفيه وبهذا المنطق الملوث والذي سرعان ما سيزول وتبقى خيريه هذه الامه وهنا تكون المواجهه بين خيري هذه الامه والباطل فيها المزروع في ارضها وهيهات لجسم غريب طفيلي محدود ان يؤثر في جسم الوطن الكبير.
|