الميثاق نت -

الأحد, 13-أكتوبر-2024
علي أحمد مثنى -
— الله الله يا أكتوبر
الله على نورك في بلدنا
الفرحة بقدومك تكمل
...أكتوبر يا عيد الثورة..
حطمنا فيك الأسطورة..
نشيد وطني يمني نردده كل عام بذكرى ثورة أكتوبر ضد الوجود الاستعماري البريطاني للجزء الجنوبي والشرقي من اليمن الكبير.. فالـ14 من أكتوبر 1963م الحدث الثوري الذي توج محاولات تحريرية سابقة من مقارعة الاحتلال وكانت رصاصته الفاعلة والصائبة من جبال ردفان الأبية بقيادة المناضل الشيخ راجح لبوزة وعدد من رفاقه الأبطال وتهيأت الظروف الداعمة والمسانِدة من الداخل الوطني اليمني بانتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م ضد الاستبداد في الشمال، أو من الإسناد والتأييد القومي العربي بقيادة مصر العروبة والعراق وسوريا والجزائر، وعدد من الدول الشقيقة والصديقة المؤيدة لحق الشعوب في التحرر من الاستبداد والاستعمار والتخلف.. وبعد عدد من انتفاضات سابقة كما ذكر (أ.بلال الطيب) بدءاً من انتفاضة عام 1881م وعام 1942م حتى تحقق الاستقلال الناجز في (الـ30 من نوفمبر 1963م)..
—الثورة اليمنية "سبتمبر التغيير.. وأكتوبر التحرير" ثورة كملت بعضها وكتبت أهدافها وساندت بعضها وتحمل الشعب العظيم من جميع ربوع مناطق اليمن الكبير مسئولية الدفاع والتضحية من أجلها دون حدود أو قيود أو موانع جغرافية أو اجتماعية ومذهبية.. الخ..
—بدأ أحرار ومناضلو ثورة سبتمبر ضد الاستبداد الإمامي من عدن الحرية، وبالمقابل انطلق مناضلو وأبطال التحرير وبالتسليح المتاح من صنعاء الأبية ضد الاستعمار البريطاني وتحت شعار (الاستقلال والوحدة)..
—سُخّرت وسائل الإعلام والاتصال المتاحة في الداخل والخارج لخدمة ثوار سبتمبر التغيير وأكتوبر التحرير باعتبار ما تمثله من أهمية في تأثيرها على الرأي العام والجماهير والتحفيز الوطني والمعنوي والدعوة لرفد جبهات الدفاع عن الثورة والدفاع عنها..
—كانت وما زالت عقيدة وتوجهات وإيمان رجال الثورة والأجيال المتلاحقة تؤمن إيماناً راسخاً بأن اليمن هي وحدة جغرافية وتاريخية طبيعية واحدة لشعب واحد لا تمايز فيه ولا فواصل مهما كانت الدعوات النشاز من بعض من يحملون أمراض المشاريع الصغيرة بتحريض وتمويل غالباً ما يكون أجنبياً حتى لا يبقى اليمن الواحد الموحد كبيراً، وهي حالات مرضية عارضة تختفي عندما يكف الغريب القريب عن التدخل في شئوننا الداخلية ويوقف ضخ ألوان النقد لهذا الطرف أو ذاك وهو يعلم كما يعلم الجميع أن اليمن خيراته كبيرة، وبالاستقرار سوف يشمل ويستفيد كل أبنائه إذا توفرت الإرادة والإدارة الوطنية الكفؤة والشريفة.. في ظل دولة الأمة والقانون لا دولة المحسوبية وقانون الدولة.. تقول وتؤكد دراسات دولية: تتجاوز ثروات اليمن دولاً مجتمعة، وأهم الموارد الثروة البشرية إذا أحسن تعليمها وتدريبها وتأهيلها..
—الحقائق التي تؤكد واحدية الثورة اليمنية على سبيل المثال لا الحصر منها:
— لاتشكل أي حكومة من الحكومات المتعاقبة في الشطرين على الإطلاق إلا ويشارك نصف أعضائها غالباً من أبناء الشطر الآخر.. وهذا يؤكد واحدية الشعب والوطن والثورة والمصير المشترَك، كما يتضمن بيان أي حكومة الدعوة لوحدة اليمن السياسية والاقتصادية والدفاع والأمن، في دولة مستقلة القرار دون أي تبعية ليتحقق سلامة توازن ميزان العدل والحرية والمساواة للجميع في وطن للجميع..
—أثناء الملاحقات الأمنية للشخصيات المعارضة من قِبَل الأجهزة الأمنية الشطرية للشخصيات المعارضة يتم لجوؤها إلى الشطر الآخر فيجد الحاضن الآمن الذي يحميه ويجنّبه ويلات العقوبات القمعية..
—انطلقت مجاميع مسلحة من أبناء تعز، إب ، البيضاء.، ذمار، مأرب، الحديدة وغيرها لمناصرة ثورة أكتوبر التحرير منذ مراحلها الأولى..
—من الشهادات على واحدية وتكامل الثورة نقتطف بعضاً من أقوال بعض مناضلي ومفكّري الثورة اليمنية، كما يلي:
—المناضل الكبير الراحل الشهيد اللواء/ يحيى محمد المتوكل، يقول: (بعد انتصار ثورة سبتمبر، واشتعال ثورة الجنوب تلاحمت الثورتين في جبهات موحدة سواءً في الحرب في الشمال ضد القوى الرجعية، أو في حرب التحرير في الجنوب)..
—أكد المناضل الشهيد المرحوم عبدالفتاح إسماعيل الأمين العام لجبهة التحرير القومية في أحد خطاباته: على واحدية اليمن.. وصنعاء كانت قاعدة للجبهة القومية في نضالها ضد الاستعمار..
— يؤكد الاخ المناضل القومي أ. علي عبد الله الضالعي، في مقابلة صحفية، على واحدية الثورة "سبتمبر وأكتوبر".. يقول في جزء من الحديث:عبر الآلاف من جميع المناطق اليمنية الخاضعة للاحتلال البريطاني لمناصرة ثورة سبتمبر والدفاع عنها.. وتقول الإحصاءات إن الذين عبروا من منفذ الراهدة حوالي (64 ألفاً) للانضمام للحرس الوطني، ناهيك عن آلاف المتطوّعين قدموا عبر منافذ قعطبة ومن مكيراس البيضاء، ومن حريب مأرب.. ويؤكد الضالعي أنه في (26 فبراير 1963م) عقدت مائة شخصية جنوبية مؤتمراً لها في دار البشائر بصنعاء الجمهورية، وبعد حوار طويل تم الاتفاق على التهيئة لقيام ثورة مسلحة لتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني..
—المؤرخ الكبير المرحوم سعيد أحمد الجناحي يقول: يتضح جلياً أن الثورة لم تقتصر على القضاء على النظام الإمامي ولكن كان لا بد من إنهاء النفوذ الأجنبي الاستعماري من الوطن اليمني وعملائه في جنوب الوطن واستكمال السيادة الوطنية على الجزء الذي تحتله بريطانيا..
—يقول أ. محمد عبدالرحيم جازم -عضو منتدى الحداثة والتنوير: في سبيل تحقيق أهداف تلك المرحلة من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والمتمثلة بالسعي إلى الوحدة وحرّيَّة الكلمة، وتكريس النظام الجمهوري القائم على أسس ديمقراطيَّة.. كانت اليمن حينها تمثل وضعاً شاذاً في المنطقة العربية وفي شبه جزيرة العرب بالذَّات، ففي وسط بحر من الملكيَّات وُجد بها نظام جمهوري استقطب عداء كل من حوله خصوصاً العرب الذين بذلوا كل ما في وسعهم لإسقاطه، وعندما فشلوا في ذلك سعوا لتدجينه نتيجة ما توفر لهم من وفرة مالية كبيرة..
كانت المخصصات المالية التي يحصل عليها اليمن من بعض جيرانه مقابل تنفيذ خدم أجندتهم ومن يملي عليهم من الغرباء.. والأيام والأحداث العربية المتجددة في الصراعات والحروب التي تعرض لها اليمن تؤكد ذلك.. أيضاً كان لصراع قطبي الحرب الباردة تأثير في معظمه على مجرى الأحداث على الدول العربية التحررية وعلى بلادنا..
— بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر 1962م التغيير، و 14 أكتوبر 1963م التحرير، وبتضحيات كبيرة مادية وبشرية مهولة.. نقول ويقول كل وطني من طِينة الأرض الطيبة: حانت فرصة لفتح صفحة جديدة لتضميد الجِراح والمصالحة الوطنية بتدخُّل العقلاء من شرفاء ومناضلي الوطن، ويكفي ما قد عاناه وتعرَّض له من أحزان وكَـمَد، إضافةً لمآسي آثار كارثة موجة العصيد العربي قبل ما یقارب عقد ونصف من الزمن، وخلاله زادت الأوجاع؛ والكثير من السكان جاع، والملايين تشردوا ونزحوا.. وفقروا وفقدوا.. وويلات الترمل واليتم والمرض والعوز.. وتدمير المقدرات والخدمات المختلفة، وانهيار القطاع التعليمي والصحي، واستُنزفت وهُربت الموارد؛ وقُتل مئات الآلاف حتى دخلنا في تصنيف اليمن تحت الوصاية الدولية برعاية الرباعية المتآمرة، وصُنّفنا من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم..
— قال بعلمه وخبرته المناضل الكبير الأستاذ أحمد محمد نعمان -يرحمه الله- في رسالته الشعرية الباكية للملك سيف بن ذي يزن:
الأرض يا سيف من أوجاعنا اشتعلت
لاسامح الله من للزور قد بصموا
– وحالنا صار بين الناس مسخرةُ
لايشتهي ذكره عربُ ولا عجم
– أرق أفئدةٍ من بعد حكمتهم
فتفرَّقوا من لهيب الفقر وانقسموا

تحيا الجمهورية اليمنية شامخة بوحدتها عالية بعَـلَمها..
وليخسأ الخاسئون.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 16-أكتوبر-2024 الساعة: 09:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66696.htm