العقيد/ أحمد مسعد القردعي - قرأت مقال الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور في صحيفة "الميثاق" الغراء العدد رقم (2215) صـ7 الصادرة بتاريخ 18 ربيع الثاني 1446هـ الموافق 21 أكتوبر 2024م.. المقال يخص عزاءً لرفيقنا المرحوم حسن عبدالوارث؛ لكن داخل حروفه بعض الدبابيس التي تغورت حزبنا الاشتراكي اليمني وحاولت أن تقول للآخرين إنه تاريخ أسود..
من يعيد قراءة مقال الدكتور عبدالعزيز المعنون: (حروف موجوعة في رحيل الإعلامي الجميل حسن عبدالوارث) سيجد أنه لم يكن موفقاً في هذا الموضوع، عكْس المقالات العديدة التي كتبها عن شخصيات سابقة بأسلوبه الأكاديمي المعروف، آخرهم قبل حسن، خالد باراس والذي يتجنب فيه التطويل الممل أو الإيجاز المخل.. أما في مقاله عن صديقه حسن ورفيقنا الجميل فقد قال الدكتور كلاماً جميلاً لكنه لم يتوخَّ في معلوماته الدقة والموضوعية، وهذه هي الفقرات أو العبارات التي نختلف معه فيها، وهي على التالي:
بالفقرة الأولى وهي الكبيرة بعد الديباجة: قال الدكتور عبدالعزيز عن حسن عبدالوارث: عرفته كائناً جميلاً شيّقاً قبل أن ألتقيه وأتحدث معه وجهاً لوجه، حينها كنتُ طالباً في المرحلة الجامعية، وكنتُ كغيري من الشباب معجباً بجرأة كتاباته ونقده الشجاع للأوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين يومذاك، وللتذكير فحسب (وللتاريخ أيضاً) كانت الأوضاع المعيشية للناس في منتصف السبعينيات من القرن العشرين أوضاعاً مزرية وبائسة وفقيرة، أي في زمن النضال والصراع الطبقي ذي التوجه الاشتراكي، كما كانت تُسمى، والحياة المعيشية للناس كانت صعبة جداً جداً جداً..
ومما ذُكر أعلاه فإن لديَّ ثلاث ملاحظات وهي كالتالي:
الملاحظة الأولى: في منتصف سبعينيات القرن الماضي وهو التاريخ الذي ركز عليه الدكتور عبدالعزيز، كان عمر رفيقنا حسن عبدالوارث 13 عاماً، هو من مواليد 1962/9/24م، أي أنه حينذاك كان بسن الطفولة.. بينما كان عبدالعزيز صالح بن حبتور الطالب الجامعي حينها في سن الـ 20 عاماً، من مواليد 1955/8/8م..
الملاحظة الثانية: لا يوجد صراع طبقي في دولة ذي توجه اشتراكي.. الاشتراكي تعرفونه أنه أوجد دولة نظام وقانون..
الملاحظة الثالثة: لم تكن الحياة في جنوب الوطن لا في السبعينيات ولا الثمانينيات من القرن الماضي صعبة جداً جداً جداً حسب تعبير الدكتور.. أما في الوقت الراهن فإن الحياة في اليمن كلها صعبة جداً جداً جداً، وتصعب على الكافر.. نقطة سطر جديد..
وفي فقرة أخرى من المقال قال بن حبتور: اصطف صديقنا/ حسن عبدالوارث - رحمة الله عليه - وبحكم التأثر الجهوي بصلابته كمدافع شرس عن التيار السياسي الحزبي لتيار فتاح / عنتر (المنتصر)، ولهذه الفقرة أيضاً تبرز ثلاث ملاحظات وهي:
- لم تكن كتابات رفيقنا حسن عبدالوارث وليدة 13 يناير من عام 1986م بل له كتابات من عام 1982م.. نحن وإياه كان لنا كتابات مختلفة في صفحات القُراء من صحيفة "14 أكتوبر" وصحيفة "الثوري".. كنا مجموعة من الشباب المتحمسين للكتابة الصحفية أمثال: أحمد مهدي سالم، وشكيب مثنى أحمد، ومحمد النعماني، وعارف محفوظ، والعبد لله وغيرنا..
وكان الرفيق حسن عبدالوارث بيننا الأصغر سناً والأوفر عقلاً، وقد تعلمنا منه فن الكتابة.. وما هي إلا فترة بسيطة حتى استقطبته صحيفة "الثوري" موظفاً لديها، واستمر حتى عام 1990م، وفيما بعد تم تعيينه رئيساً لتحرير صحيفة "الوحدة" إلى تاريخ وفاته.
- الرفيق حسن عبدالوارث من اليساريين الأقحاح الذين لا يتأثرون مطلقاً بالجهوية أو القبلية أو الأسرية أو العشائرية.. أما كلمة متصرفي الحرب الأهلية المنتصر خاسر..
- تيار فتاح / عنتر سلام الله عليهما، كانوا على حق، والتيار المنافس كان على باطل، ولذلك من الطبيعي أن حسن أو غيره يدافعون عن تيار اليساريين الأقحاح، أما ما قِيل إن رفاقه تركوه في منتصف الطريق وبحثوا في مصالحهم الشخصية والخاصة.. فالحقيقة أن عدداً من رفاق حسن عبدالوارث تواصلوا مع وزارة الإعلام لغرض تخصيص مبلغ مالي شهري لقيمة الدواء الذي يحتاجه لكن الوزارة لم تتجاوب.. وبعد أيام قدم فقيدنا حسن رسالة إلى دولة رئيس مجلس الوزراء أوضح فيها أنه يعاني في السنوات الأخيرة العديد من العلل والأسقام وطلب منه أن يتكرم مشكوراً بالتوجيه إلى وزارة الإعلام بتخصيص مبلغ يكفي لشراء الدواء اللازم له شهرياً.. لكن لم يتم الرد واضطر حسن عبدالوارث إلى التنسيق لمقابلة دولة رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الاستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور.. الغرض الرئيسي من المقابلة ما ذُكر أعلاه.. وفعلاً تمت المقابلة، لكن لم يتحقق الغرض الأساسي، وبن حبتور لم يبادر إلى إصدار توجيهاته للمعنيين لتلبية الطلب المشروع، رغم أنه عارف بالمعلومة التي تخص صديقه حسن..
وعلى ذكر المعلومة: قرأت في العدد الماضي (2207) من صحيفة "الميثاق" الغراء عموداً جميلاً لكاتبه الأستاذ الفاضل/ يحيى نوري رئيس التحرير بعنوان: "بن حبتور والمعلومة"، وهو موضوع رائع كما هي عادة أعمدة الأستاذ/ يحيى نوري، جاء في الثلاثة السطور الأولى: (كرجل أكاديمي يؤمن بالمعلومة الصادقة أساساً قوياً وراسخاً للنظر من خلالها إلى كل معطيات الراهن وإفرازاته.. الخ)؛ ونستغرب أن بن حبتور وهو رقم كبير قد أهمل المعلومة التي تخص صديقه حسن عبدالوارث. |