الميثاق نت -

الأحد, 27-أكتوبر-2024
أحمد الزبيري -
الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وعلى الشعب اللبناني والشعب اليمني وكل محور المقاومة، لم تُؤتِ أُكُـلها بالنسبة لكيان العدو الصهيوني والأمريكي وبقية تحالفهما، ووصلت إلى خيارات خطيرة في ضوء توجيه الكيان ضربة لإيران، والخشية هنا من الرد الإيراني الذي بكل تأكيد سيختلف عن الردين السابقين المرتبطين بضرب السفارة الإيرانية في دمشق وقتل قادة في الحرس الثوري، والرد على اغتيال القائد الفلسطيني المجاهد إسماعيل هنية، واغتيال سيد شهداء طريق القدس السيد حسن نصر الله، لأن أي تأخير إيراني في هذا الاتجاه سيعني ضوءاً أخضر للكيان الصهيوني وأمريكا والغرب أن يواصلوا حربهم وتدميرهم لإعادة رسم خرائط المنطقة..

وإذا ما انتقلنا إلى جبهة الإسناد اليمنية وما تقوم به لنصرة الشعب الفلسطيني، فإن عملياتها لم تكن فقط ذات بُعْد استراتيجي في حصارها للكيان الصهيوني من خلال منع وصول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة، وكذلك الضربات النوعية والتي اتخذت في مرحلة هذا الإسناد الخامسة يافا هدفاً لها والتي وصلتها صواريخ اليمن الفرط صوتية وطيرانه المُسيَّر، وضربت أهدافاً حساسة في عمق عاصمة هذا الكيان من مسافة 2000 كيلومتر أصاب العدو الصهيوني بالصدمة، والأمريكان بالذهول والعجز إلى حد الجنون، وهذا ما عبَّرت عنه أمريكا وبريطانيا باستخدام قاذفات بي2، وراحت واشنطن باتجاهات البحث عن أوراق يمكن أن تستخدمها في ممارسة الضغوط على اليمن لعزله عن إسناد الشعبين الفلسطيني واللبناني، حدها الأدنى إعادة تدوير الزوايا فيما يخص أدواتها المحلية والتلويح بإعادة العدوان على اليمن بأشكال جديدة، وأعلاها تسريب معلومات أنها ستجتاح الحديدة، وكل هذا أثبت أنها أوراق محترقة حتى لو اتخذ هذا الاجتياح صورة الإسناد للمرتزقة وإعادة استخدام السعودي والإماراتي، فالتاريخ لا يكرر نفسه إلا مرةً كمأساة، ومرةً أخرى كملهاة، وهذه الملهاة ستكون الهزيمة الواضحة لغطرسة القوة الأحادية في هذا العالم..

لم يكن كيان العدو الصهيوني لينجح فيما يجيده من أعمال الدمار والخراب وسفك دماء المستضعَفين من النساء والأطفال والأبرياء وعمليات الاغتيالات الغادرة للقادة لولا وضع أمريكا والغرب كل استخباراتهم وصناعاتهم العسكرية في خدمة هذا الكيان، وما نجح في ذلك وكان هو وحلفاؤه يعتقدون أن اغتيالات القادة العسكريين والسياسيين خاصةً في لبنان وفلسطين سوف تمكّن هذا الكيان من استعادة صورة البعبع المخيف الذي رسمته الأنظمة العربية في أذهان شعوبها؛ غير مدركٍ أن ما سيحصل هو العكس، وهذا واضح في العمليات النوعية التي يقوم بها مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان، وكذا الأمر نشاهده في عمليات المقاومة الفلسطينية بعد اغتيال المجاهدين الكبيرين إسماعيل هنية ويحيى السنوار..

غرق الكيان في غزة ولبنان، وتصاعد عدَّاد عمليات المقاومة والقتلى من الجنود الصهاينة، والضربات النوعية التي يوجهها مقاتلو حزب الله جعلت أمريكا وتحالفها الغربي يعيدون حساباتهم، ونشوة الصهاينة تعود إلى ما تحت الصفر، وتخفت لغة العنجهية وقيامة نتنياهو ورسمه خرائط المنطقة بعد أن وصلت طائرات حزب الله إلى غرفة نومه، وراحت تثخن في دماء الجنود الصهاينة في قواعدهم وتضرب مؤسسات عسكرية واستخباراتية استراتيجية، وعجز رئيس الأركان الصهيوني عن التقاط أنفاسه بعد تهديداته بأنه لن يمكّن حزب الله من التقاط أنفاسه.. العراق واليمن يواصلون إسنادهم، والبحر الأحمر خالٍ من السفن الصهيونية أو المتجهة إلى هذا الكيان، والمقاومة العراقية تصعّد ضرباتها باتجاهات شمال وجنوب فلسطين المحتلة، والأمور قد تتدحرج إلى حرب شاملة ستؤدي حكماً إلى نهاية هذا الكيان والوجود الأمريكي في منطقتنا، لهذا رأينا آموس هوكستاين يعود بعد انقطاع إلى بيروت وبلينكن اليهودي الصهيوني إلى المنطقة ليبرُم رحلته من تل أبيب إلى الرياض والدوحة ويغير زيارته للأردن إلى لقاء بوزير خارجيتها في لندن..

عموماً الأمور بالنسبة للأمريكي والصهيوني بين خيارين، إما اتخاذ خطوات جدية لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة والانسحاب منها وصفقة تبادل أسرى عادلة بالتوازي مع وقف الحرب العدوانية على لبنان، أو حرب شاملة، ولكن اعتبار نتنياهو أن هذه حرب وجود قد يذهب الجنون إلى مداه الأخير الذي ينهي وجود الغدة السرطانية في جسم الأمة العربية والإسلامية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 26-ديسمبر-2024 الساعة: 02:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-66753.htm